
في وقتٍ تتسابق فيه التطبيقات على كسب وقت المستخدم وولائه، يسابق الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الزمن لتحقيق طموحه الرقمي، معلنًا أنَّ “إكس” (تويتر سابقًا) لن يبقى منصة تواصل اجتماعي فقط، بل سيتحول تدريجيًا إلى مركز رقمي شامل يجمع الترفيه، والتفاعل، والخدمات المالية.
وفي إطار سعيه لتحويل “إكس” إلى تطبيق شامل، كشف إيلون ماسك عن تخططه لإطلاق خدمات مالية متكاملة، تشمل المدفوعات الرقمية والتداول في خطوة تستلهم نموذج تطبيق WeChat الصيني.
وتعمل “إكس” على تطوير خدمة جديدة تحت اسم “إكس موني X Money”، وهي محفظة رقمية تتيح التحويلات بين المستخدمين، وسط توقعات بإطلاقها أولًا في الولايات المتحدة بشراكة مع شركة Visa.
وتتجاوز رؤية ماسك المعاملات المالية البسيطة، حيث تستهدف “إكس” دمج أدوات مالية متنوعة، داخل التطبيق، مثل دعم صنّاع المحتوى، البطاقات الائتمانية، وربما حلول استثمارية لاحقة، وفق ما صرّحت به الرئيسة التنفيذية للمنصة ليندا ياكارينو.
ويعكس هذا التحوُّل، وفق تقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز”، طموح ماسك في تحويل “إكس” من شبكة اجتماعية للتواصل، إلى منصة خدمات رقمية متكاملة، تدمج التراسل، والنشر، والتحويل المالي في واجهة واحدة، بما يشبه “بنكًا رقميًا داخل التطبيق”.
لكنّ، بحسب تقرير الصحيفة الأمريكية فإنَّ الطريق ليس سهلًا، فدخول السوق المالي يتطلب امتثالًا تنظيميًا واسعًا، وسط قوانين صارمة تتعلق بمكافحة غسل الأموال وحماية البيانات، وهو ما يشكّل تحديًا كبيرًا للمنصة التي لا تزال في طور إعادة الهيكلة منذ استحواذ ماسك عليها في 2022.
ورغم الاعتماد الأساسي على الإعلانات كمصدر دخل، تشير المنصّة إلى تعافي ملحوظ في عودة المعلنين تزامنًا مع الاستثمار في الذكاء الاصطناعي عبر شركة xAI لتحسين المحتوى والاستهداف.
ويبدو أنَّ منصة “إكس” التي استحوذ عليها ماسك قبل عامين، تتجه بثبات نحو أن تصبح أكثر من مجرد منصة تواصل بل مركز رقمي متكامل لحياة المستخدمين الرقميين.
ويجدر الإشارة إلى أنَّ الإعلانات لا تزال تمثّل مصدر الدخل الأساسي لـ”إكس”، والتي عانت من تراجعٍ كبيرٍ بعد الاستحواذ، إذ بحسب ياكارينو فإنَّ 96% من المعلنين عادوا، متوقعة أن تعود العائدات لمستويات قريبة من المستويات التي كانت عليها قبل 2022.
كما تسعى “إكس” لتعزيز بنيتها التكنولوجية من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي؛ لاسيما بعد استحواذ ماسك على xAI مقابل 45 مليار دولار، حيث يتم الآن توظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين استهداف الإعلانات ومزامنة المحتوى مع توجهات المستخدم في الزمن الحقيقي.