تسببت النتائج المخيبة للآمال التي مُنيت بها أسهم شركة التواصل الاجتماعي “سناب” للمرة الثالثة في ثلاثة أرباح على التوالي، في اضطراب أداء أسهم شركات التواصل الاجتماعي، وهو ما يعكس استمرار عملية التباطؤ الاقتصادي .
وأعلنت الشركة، التي طورت تطبيق “سناب شات” (Snapchat)، تسجيل أبطأ معدل نمو في مبيعاتها الفصلية، وقالت إن التراجع في الإنفاق الإعلاني ما يزال يؤثر سلباً على نتائج الأعمال.
وانخفضت أسهم “سناب” بنسبة 27% في التداولات الممتدة بعد إغلاق السوق في نيويورك، مع امتداد موجة البيع الكثيف إلى نظرائها مثل “ميتا بلاتفورمز”، و”ألفابت” و”بنترست” (Pinterest).
وتنتظر الشركات مجموع خسائر في قيمتها السوقية بنحو 29 مليار دولار، وانخفضت العقود الآجلة على مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.9% في إشارة إلى مزيد من الخسائر بانتظار المؤشر القياسي الذي تحتل فيه أسهم التكنولوجيا وزناً كبيراً، وقد هبط بنسبة 32% العام الحالي.
أمضت شركة “سناب” ربع السنة الأخير وهي تنكمش وتعيد تركيز نشاطها، معلنة في أغسطس الماضي عن تخفيض قوة العمل بها بنسبة 20% وإلغاء المشاريع التي لا تساهم في زيادة عدد المستخدمين أو نمو الإيرادات، أو في جهود الشركة في مجال الواقع المعزز.
جاءت هذه التغييرات استجابة لانهيار المبيعات الذي أرجعته شركة “سناب” إلى تباطؤ في الإنفاق على التسويق.
تتنافس شركة “سناب” ومنصات أخرى مثل “فيسبوك” التابعة لشركة “ميتا” و”غوغل” التابعة لشركة “ألفابت” على كمية متناقصة من الأموال المرصودة للإعلانات هذا العام. فارتفاع معدل التضخم يشكل ضغطاً على الإنفاق الاستهلاكي وإنفاق الشركات.
في نفس الوقت، فرضت شركة “أبل” قواعد جديدة تلزم جميع التطبيقات بالحصول على موافقة من مستخدمي الهواتف الذكية، حتى يمكنها تتبع نشاطهم على الإنترنت، وتسببت هذه القواعد في زيادة صعوبة إدارة الحملات الإعلانية وقياس تأثيرها بالنسبة إلى الجهات المعلنة.
قالت شركة “سناب” في ملاحظاتها الموجهة للمستثمرين: إن نمو الإيرادات “مازال يتأثر سلباً بعدد من العوامل التي رصدناها على مدى السنة الماضية، ومنها تغير سياسة المنصة، والأزمات التي تواجه الاقتصاد الكلي، وزيادة المنافسة”.
وأضافت: “نحن نرى شركاءنا من المعلنين في مختلف القطاعات يقلصون ميزانية التسويق، خاصة في مواجهة الأزمات التي تواجه بيئة التشغيل، وضغوط التكلفة الناجمة عن ارتفاع التضخم، وزيادة تكلفة رأس المال”.
نتائج الأعمال الفصلية لشركة “سناب” هي أول نتائج تعلنها شركات الإنترنت الكبيرة التي تعتمد على الإعلانات، لتمهد المسرح أمام ما يمكن أن يتوقعه المستثمرون عندما تعلن الشركات الكبرى مثل “ألفابت” و”ميتا بلاتفورمز” نتائج الأعمال الأسبوع القادم.