
أعلن الرئيس التنفيذي إيلون ماسك عن تنفيذ أول عملية تسليم سيارة ذاتيًا بالكامل من طراز “موديل واي Model Y”، من مصنع الشركة قرب أوستن بولاية تكساس إلى منزل أحد العملاء، من دون وجود سائق بشري أو حتى مشغّل عن بُعد داخل السيارة.
وشملت العملية التي وصفها ماسك في منشور على منصة “إكس”، المرور داخل المدينة وعبر الطرق السريعة، وأوضح أن السيارة قادت نفسها بالكامل حتى باب منزل المشتري.
وكشف أشوك إلوسوامي رئيس قسم الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية في “تسلا”، أن السيارة وصلت إلى سرعة 72 ميلًا في الساعة خلال الرحلة.
ورغم غياب الصور أو مقاطع الفيديو في الوقت الحالي، وعد ماسك بنشر الفيديو قريبًا، مؤكدًا أن هذه التجربة ليست مجرد استعراض تكنولوجي، بل تمهيد لمرحلة جديدة في استراتيجية الشركة.
وجرت عملية التسليم قبل يوم من الموعد الذي حدده ماسك مسبقًا لهذا الإنجاز، والذي يتزامن مع عيد ميلاده الرابع والخمسين، الأمر الذي ينطوي على مفارقة.
وتُعدّ هذه الخطوة امتدادًا لتجربة سابقة أجرتها “تسلا” في أبريل الماضي، حين نشرت مقطع فيديو يُظهر سيارات تخرج من خطوط الإنتاج وتقود نفسها إلى ساحات الشحن دون تدخل بشري؛ غير أن تلك التجربة بقيت محصورة ضمن نطاق المصنع، على عكس التسليم الأخير الذي جرى على طرق عامة.
وتأتي هذه الخطوة عقب أيام فقط من الإطلاق المحدود لخدمة “الروبوتاكسي” في أوستن، والتي أُتيحت لمجموعة من المستثمرين والمؤثرين لتجربة التنقل داخل سيارات “موديل واي” ذاتية القيادة في بيئة محكمة.
وتعكس هذه التحركات المتسارعة رؤية ماسك لمستقبل “تسلا”، الذي يراهن فيه على الذكاء الاصطناعي والروبوتات لدفع نمو الشركة.
ففي وقت تتراجع فيه المبيعات في أسواق رئيسية كأميركا الشمالية وأوروبا، وتواجه فيه “تسلا” ضغوطًا إعلامية مرتبطة بماسك ودوره السياسي، يرى الأخير أن التحول نحو تقنيات القيادة الذاتية والروبوتات الشبيهة بالبشر – مثل “أوبتيموس” – هو السبيل لتجاوز التحديات وتوسيع نفوذ الشركة عالميًا.
وبحسب “بلومبرج” تبقى تساؤلات قائمة حول ما إذا كانت عمليات التسليم الذاتية ستُدمج ضمن منظومة العمل التشغيلية للشركة، أم ستظل حتى إشعار آخر مجرد تجارب تقنية تهدف إلى تعزيز صورة “تسلا” كمبتكر رائد في عالم السيارات المستقبلية.