إنجي الصبان تكتب:الشمول المالي والذكاء الاصطناعي.. آليات التكنولوجيا في خدمة الاقتصاد

إنجي الصبان الرئيس التنفيذي لشركة فيكتوري لينك 

 

تصدّر ملف التحول الرقمي أولويات الدولة المصرية خلال الأعوام الماضية، حيث شجعت الحكومة المصرية الاعتماد على التكنولوجيا في تحسين جودة حياة المواطنين، وتقديم مستوى أفضل من الكفاءة في إدارة الموارد ، فضلا عن توفير الوقت والجهد وبما يتماشى مع رؤية مصر للتنمية 2030، وقد ظهر التأثير الإيجابي لهذا التوجه خلال العام الأخير الذي فرض ظروف الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، إذ توافرت عديد من الوسائل الإلكترونية التي يمكن أن تساعد في إنجاز مهام الحياة اليومية، والدفع الالكتروني، والشراء عبر الإنترنت وغيرها من الخدمات التي يحصل عليها المستخدم دون مغادرة منزله، عن طريق الكمبيوتر أو التليفون المحمول.

 

ومع تطور التكنولوجيا وتزايد الحاجة إلى خدمات متطورة عن بُعد، تزايد الاتجاه إلى التوسع في استخدام الذكاء الإصطناعي، ولاحظنا مؤخرا تنامي اهتمام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بعقد شراكات مع مؤسسات ودول مختلفة للتركيز على هذا المجال، وهو ما أسفر عن تقدم مصر 55 مركزًا في مؤشر “جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي” لتحتل المركز 56 عالميًا من بين 172 دولة في المؤشر، حيث أصبحت هذه التكنولوجيا هي التي ترسم مستقبل الأعمال في العالم وتنظم عمل الشركات على أسس جديدة، لدورها في تطوير عمليات التسويق والتواصل مع العملاء.

 

وقد تزايدت الحاجة إلى توفير وسيلة جديدة تُمكن الشركات من التواصل مع عملائها والمحافظة على قواعد التباعد الاجتماعي في نفس الوقت، خاصة أن هناك مجالات كثيرة وعلى رأسها خدمة العملاء تقوم بالأساس على التواصل المباشر لتقديم المعلومات أو حل المشكلات، ومن هنا تم التوسع في الاعتماد على خدمة “الشات بوت” أو روبوتات الدردشة، لتلبية حاجة الشركات في توفير وتطوير خدماتها، في كل القطاعات، سواء البنوك أو شركات الاتصالات وشركات التأمين والمؤسسات الصحية وغيرها، وهو المجال الذي توسعت فيه شركة notchnco، الشركة الشقيقة لفيكتوري لينك، والمتخصصة في تقديم خدمات الذكاء الاصطناعى، واستطاعت أن تقدم خدماتها لتلبية احتياجات كل هذه القطاعات.

 

بالتزامن مع ذلك، شهد قطاع الدفع الإلكتروني قفزة قوية خلال العام الماضي، مع تقديم البنك المركزي المصري تسهيلات كبيرة وإجراءات ميسرة لتنظيم هذا القطاع، خاصة مع النمو غير المسبوق لقطاع التجارة الإلكترونية والذي سجلت نسبته بين 300 و500% حسب آخر إحصائيات صادرة، وتزايد الحاجة إلى وسائل دفع تتمتع بالمرونة والأمان، وهو ما ساهم بشكل كبير في تعزيز الشمول المالي، ودخول عدد كبير جدا من المواطنين تحت مظلته، لما له من دور مهم في تقليل وطأة التقلبات الاقتصادية، ودمج العديد من القطاعات في الاقتصاد الرسمي للدولة، وقد قامت شركة “كاش كول”، الشركة الشقيقة لفيكتوري لينك، والمتخصصة في خدمات الدفع الإلكتروني، بتبني هذا الاتجاه وإطلاق أحدث خدماتها  “Cashless” لأول مرة في معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا الماضي، ليكون أول معرض غير نقدي، وهي التجربة التي حققت نجاحا ملحوظا، يمكن تكراره في المؤتمرات والمعارض للحفاظ على التباعد الاجتماعي، ولقد شجعنا هذا النجاح في التخطيط لتقديم الخدمة في المجتمعات المغلقة مثل المشاريع العقارية، والنوادى، والمدارس والجامعات.

اترك تعليقا