المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

إنفيديا تحت ضغط الطلب الصيني.. وتلجأ لـTSMC لزيادة إنتاج رقائق H200

تسعى شركة إنفيديا إلى تلبية الطلب القوي من شركات التكنولوجيا الصينية على رقائق الذكاء الاصطناعي H200، حيث تواصلت مع شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات TSMC من أجل زيادة وتيرة الإنتاج، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة لـ”رويترز”.

وذكر مصدران أن شركات تكنولوجيا صينية قدّمت طلبات تتجاوز مليوني شريحة من طراز H200 للتسليم في عام 2026، في حين لا تمتلك إنفيديا حاليًا سوى نحو 700 ألف وحدة في مخزونها.

وأضافت المصادر أن حجم الطلب الإضافي الذي تنوي إنفيديا تقديمه إلى TSMC لا يزال غير واضح، بينما طلبت إنفيديا من TSMC البدء في إنتاج كميات إضافية من هذه الرقائق، على أن يبدأ العمل في الربع الثاني من عام 2026.

وتثير هذه التحركات مخاوف من احتمال تشديد جديد في إمدادات رقائق الذكاء الاصطناعي عالميًا، إذ يتعين على إنفيديا تحقيق توازن دقيق بين تلبية الطلب القوي من الصين ومعالجة القيود المفروضة على الإمدادات في أسواق أخرى.

كما قد تزيد هذه الخطوة من المخاطر التي تواجهها إنفيديا، في ظل عدم صدور موافقة رسمية حتى الآن من بكين على شحن رقائق H200، رغم أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سمحت مؤخرًا بتصدير هذا الطراز إلى الصين.

ولم تُنشر من قبل تفاصيل المحادثات بين إنفيديا وTSMC ولا حجم الطلب الصيني؛ كما لم تُكشف سابقًا معلومات التسعير، إذ قررت إنفيديا الطرازات التي ستطرحها في السوق الصينية وتسعيرها بنحو 27 ألف دولار للشريحة الواحدة، بحسب المصادر التي تحدثت لـ”رويترز”.

وقالت إنفيديا إنها تدير سلسلة التوريد الخاصة بها بشكل مستمر، وأضاف متحدث باسم الشركة أن المبيعات المرخّصة لرقائق H200 لعملاء معتمدين في الصين لن تؤثر على قدرة الشركة على تلبية طلبات العملاء في الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن الصين سوق شديدة التنافسية مع نمو سريع للموردين المحليين للرقائق، محذرًا من أن حظر جميع الصادرات الأمريكية قد يضر بالأمن القومي والاقتصادي للولايات المتحدة ويصب في مصلحة المنافسين الأجانب.

ومن جهتها، امتنعت TSMC عن التعليق، كما لم ترد وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية على الفور على طلب للتعليق.

ويمثل الطلب المحتمل توسعًا كبيرًا في إنتاج رقائق H200، في وقت تركز فيه إنفيديا على زيادة إنتاج رقائقها الأحدث من سلسلة بلاكويل، إضافة إلى خط رقائق روبن المرتقب.

وتنتمي رقائق H200 إلى معمارية هوبر الأقدم نسبيًا لدى إنفيديا، ويتم تصنيعها باستخدام تقنية 4 نانومتر من TSMC.

وتخطط إنفيديا لتلبية الطلبات الأولية من مخزونها الحالي، مع توقع وصول الدفعة الأولى من رقائق H200 قبل عطلة رأس السنة القمرية في منتصف فبراير.

وبحسب رويترز فإنَّ الجزء الأكبر من الطلبات التي تتجاوز مليوني شريحة لعام 2026 جاء من كبرى شركات الإنترنت الصينية، التي ترى في H200 ترقية كبيرة مقارنة بالرقائق المتاحة لها حاليًا.

وأوضح أحد المصادر أن نحو 100 ألف وحدة من المخزون الحالي لإنفيديا، البالغ 700 ألف وحدة، هي من رقائق GH200 من فئة Grace Hopper، التي تجمع بين معالج Grace ووحدة معالجة الرسومات من معمارية هوبر، في حين أن الكمية المتبقية هي رقائق H200 مستقلة، مؤكدًا أن كلا الطرازين سيُعرضان على العملاء الصينيين.

وأشار مصدران إلى أن إنفيديا قدمت نطاقًا سعريًا مبدئيًا للعملاء الصينيين، إلا أن السعر النهائي سيختلف بحسب حجم الشراء وترتيبات كل عميل.

ومن المتوقع أن يبلغ سعر الوحدة المكونة من ثماني شرائح نحو 1.5 مليون يوان، ما يجعلها أغلى قليلًا من وحدة H20 التي لم تعد متاحة، والتي كانت تُباع سابقًا بنحو 1.2 مليون يوان.

ورغم ذلك، يرى مسؤولو شركات الإنترنت الصينية أن السعر جذاب، نظرًا لأن H200 توفر أداءً أعلى بنحو ستة أضعاف مقارنة بـ H20، وهي شريحة مخففة صممتها إنفيديا خصيصًا للسوق الصينية قبل أن تمنع بكين شحنها إلى البلاد.

ويمثل هذا السعر أيضًا خصمًا بنحو 15% مقارنة بالبدائل المتاحة في السوق الرمادية، والتي تُباع حاليًا بأكثر من 1.75 مليون يوان، بحسب المصادر.

وذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، الأربعاء، نقلًا عن مصادر، أن شركة بايت دانس تخطط لإنفاق نحو 100 مليار يوان على رقائق إنفيديا في عام 2026، مقارنة بنحو 85 مليار يوان في 2025، وذلك في حال سمحت الصين باستيراد رقائق H200.

وتأتي الشحنات المخطط لها عقب قرار الرئيس ترامب في وقت سابق من هذا الشهر السماح ببيع رقائق H200 إلى الصين مقابل رسم بنسبة 25%، في خطوة عكست الحظر الذي فرضته إدارة الرئيس السابق جو بايدن على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين.

ومع ذلك، لا يزال المسؤولون الصينيون يدرسون ما إذا كانوا سيسمحون باستيراد H200، وسط مخاوف من أن يؤدي الوصول إلى رقائق أجنبية متقدمة إلى إبطاء تطوير صناعة أشباه الموصلات المحلية الخاصة بالذكاء الاصطناعي.

ورغم ذلك، لم تُبدِ السلطات الصينية معارضة فورية؛ فرغم أن الشركات الصينية المصنعة للرقائق نجحت في تطوير منتجات تنافس H20 من حيث الأداء، فإنها لا تمتلك حتى الآن بدائل مكافئة لشريحة H200.

اترك تعليقا