أعلنت شركة “مايكروسوفت” عن مبيعاتها وأرباحها الربع سنوية بنسب أقل من توقعات المحللين، متأثرةً بارتفاع الدولار وضعف الطلب على خدمات الحوسبة السحابية وبرامج الكمبيوتر الشخصي والإعلان على منصاتها عبر الإنترنت.
قالت شركة صناعة البرمجيات إن الإيرادات ارتفعت في الربع الرابع المنصرم في 30 يونيو بنسبة 12% إلى 51.9 مليار دولار. كما ارتفع صافي دخل الشركة إلى 16.7 مليار دولار أو 2.23 دولار للسهم الواحد. كان المحللون قد توقعوا ارتفاع متوسط مبيعات “مايكروسوفت” إلى 52.4 مليار دولار وأرباحها بواقع 2.29 دولار للسهم، وفقاً لـ”بلومبرج”.
كما تباطأ نمو إيرادات خدمة الحوسبة السحابية “أزور” إلى 40%، وأدى ارتفاع الدولار الأميركي، الذي قلل من قيمة المبيعات الخارجية، إلى الإضرار بالإيرادات والأرباح خلال الربع الرابع، مما دفع “مايكروسوفت” إلى خفض توقعاتها في أوائل يونيو. أيضاً، أبطأت الشركة وتيرة التوظيف في قطاعات مثل “أزور” و”أوفيس”، المسؤولة عن تطوير برامج الكمبيوتر المرتبطة بالإنتاجية.
وكان ارتفاع المبيعات الإجمالية للشركة هو الأدنى منذ سبتمبر 2020، مع استمرار انخفاض معدلات نمو “أزور”، واتجاه سوق الكمبيوتر الشخصي الأوسع نطاقاً صوب انخفاض سنوي. قال ديريك وود، المحلل لدى بنك “كوين”، إن الطلب تباطأ أكثر خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث أجل عملاء “مايكروسوفت” عمليات الشراء تحسباً لـركود عالمي محتمل.
قال وود: “بدأت الأمور تتباطأ بعد يوم الذكرى، وبدأنا نرى سلوك شراء أكثر حذراً ودورات مبيعات أطول أمداً”، متابعاً أن هذه التأثيرات المعاكسة قد تؤثر على توقعات الشركة أكثر من نتائج الربع الأخير، وأن أسعار صرف العملات باتت أقل ملاءمة منذ أن خفضت “مايكروسوفت” توقعاتها في الشهر الماضي.
تغيرت قيمة أسهم “مايكروسوفت” بشكل طفيف أثناء ساعات التداول الممتدة عقب صدور التقرير، وذلك بعد انخفاضها بنسبة 2.7% إلى 251.90 دولار عند إغلاق بورصة نيويورك. غير أن سهم الشركة الذي كان قد قفز بنسبة 51% في عام 2021، انخفض بنسبة 25% هذا العام حتى الآن في خضم تراجع أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى.
قالت المديرة المالية لصانعة البرمجيات إيمي هود، في مقابلة، إنه باستبعاد تأثير العملة، حقق قطاع “أزور” نمواً أقل بنسبة 1% عما كان متوقعاً في أبريل. مع ذلك، وقعت الشركة عقوداً لتوفير خدمة الحوسبة السحابية بأرقام قياسية تزيد عن 100 مليون ومليار دولار، على حد قولها.
كانت الحجوزات التجارية، وهي مقياس للمبيعات المستقبلية لعملاء الشركات، أفضل “بشكل ملحوظ” مما توقعته الشركة، حيث ارتفعت بنسبة 25%، ما يعد مؤشراً على أن طلب الشركات على برامج “مايكروسوفت” ظل قوياً في هذا الربع. قالت هود: “نقوم بمعظم أعمال الحجوزات التجارية في يونيو، وكان ربعاً قياسياً بالنسبة لنا، بل أفضل بكثير مما خططنا له”.
خفضت شركة “مايكروسوفت”، توقعات مبيعاتها وأرباحها للربع في يونيو، وألقت باللوم على الدولار الأميركي القوي في تحقيق عائدات بلغت 460 مليون دولار.
قالت عملاقة البرمجيات، الثلاثاء، إن تأثيرات العملة كانت أكثر حدة مما توقعت. دفعت الحرب في أوكرانيا الشركة إلى تقليص نشاطها في روسيا، مما أدى إلى تكبدها رسوماً محاسبية قدرها 126 مليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، أدى توقف تصنيع الأجهزة في الصين وتدهور سوق أجهزة الكمبيوتر إلى الإضرار بمبيعات برامج نظام التشغيل “ويندوز” لشركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر.
دفعت صانعة البرمجيات 113 مليون دولار في صورة تعويضات لإنهاء خدمة موظفيها خلال الفترة الأخيرة. قالت “مايكروسوفت”، في وقت سابق من الشهر الجاري، إنها خفضت قوتها العاملة البالغ عددها 180 ألف شخص بما يقل عن 1%، مما أثر على أقسام مثل الاستشارات وحلول إدارة العلاقة مع العملاء، لكنها قالت إنها تخطط لإنهاء السنة المالية الحالية بزيادة في عدد الموظفين. ألغت الشركة أيضاً العديد من الوظائف المفتوحة وأبطأت وتيرة التوظيف في أقسام أخرى، بما في ذلك الأقسام المطورة لبرامج “أزور” و”ويندوز” و”أوفيس” وبرامج الأمان. قالت الشركة، الأسبوع الماضي، إن قيود التوظيف هذه ستستمر في المستقبل المنظور.
بينت الشركة في شرائح نشرت على موقعها عبر الإنترنت أن إجمالي إيرادات “مايكروسوفت” من منتجات الحوسبة السحابية، والتي تشمل “أزور” والإصدارات المستندة إلى الويب من برامج “أوفيس”، ارتفعت بنسبة 28% لتصل إلى 25 مليار دولار.
على الصعيد العالمي، انخفضت شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية بأكثر من 15% خلال الربع، وفقاً لشركة “إنترناشيونال داتا كوربوريشن” (IDC)، على الرغم من أنها لا تزال أعلى من مستويات ما قبل الجائحة. لكن “مايكروسوفت” استطاعت تحقيق عائدات أعلى من بيع برامج الكمبيوتر الشخصي عبر تصدير المزيد من الإصدارات الأعلى سعراً المخصصة للشركات.