
وجّه الادعاء العام في تايوان اتهامات إلى شركة “طوكيو إلكترون ليمتد” بسبب عدم منع موظفين من سرقة أسرار تجارية تابعة لشركة “تايوان سيميكوندكتور مانيفاكتشرينغ TSMC”.
وتصعّد هذه الخطوة النزاع القائم بين اثنتين من أهم الشركات الآسيوية في صناعة الرقائق.
وأعلن الادعاء توجيه عدة تهم للشركة اليابانية تتعلق بانتهاك قوانين حماية الأسرار التجارية والأمن القومي، وفق بيان صدر يوم الثلاثاء.
وطالب الادعاء المحكمة بفرض غرامة على “طوكيو إلكترون” بسبب تقصيرها في واجب منع عملية السرقة المزعومة.
وقال ممثلو الادعاء: “طوكيو إلكترون لم تقم بما يكفي من إجراءات وقائية”، مشيرين إلى أنهم لا يتهمون الشركة اليابانية باستخدام بيانات TSMC السرية.
ويأتي هذا الاتهام بعد توجيه تهم في أغسطس الماضي لثلاثة أشخاص، من بينهم موظف سابق في TSMC وطوكيو إلكترون، يُشتبه في تآمرهم لسرقة الملكية الفكرية من أكبر وأهم شركة في تايوان.
وكانت TSMC، المورّد الرئيسي لشركات مثل Apple وNvidia، قد أبلغت السلطات عن عملية السرقة المزعومة هذا العام، ما أدى إلى فتح تحقيق ألقى الضوء على حساسية تكنولوجيا تصنيع الرقائق.
وتُصنَّف تايوان كأكبر منتج عالمي لأكثر أشباه الموصلات تقدمًا، وقد تعرضت شركاتها مرارًا لمحاولات استهداف لملكيتها الفكرية من جهات مرتبطة ببكين، التي تسعى بقوة لتطوير قدراتها المحلية في تصنيع الرقائق.
وفي 2025، بدأت تايوان تُظهر بصورة أوضح تأثير قوتها الاقتصادية المتصاعدة بفضل هيمنتها على صناعة الرقائق.
وهددت تايوان في سبتمبر بوقف إمدادات هذه المكوّنات — المستخدمة في معظم الأجهزة الإلكترونية بما فيها السيارات الكهربائية والهواتف — إلى جنوب أفريقيا.
وفي نوفمبر، داهم المدّعون منازل مسؤول سابق في TSMC انتقل للعمل لدى شركة Intel، بعد أن اتهمته الشركة التايوانية باحتمال نقل ملكية فكرية حسّاسة، وقد نفت الشركة الأمريكية تلك الاتهامات.
وقالت “طوكيو إلكترون” إنها لا تزال تتحقق من تفاصيل ما أعلنته السلطات التايوانية.
وقد سلّط هذا النزاع الضوء أيضًا على شركة “طوكيو إلكترون”، رغم أنها تُعد لاعبًا أقل ظهورًا إعلاميًا، لكنها تُعد مورِّدًا أساسيًا لمعدات التصنيع المستخدمة من قبل شركات مثل TSMC و”سامسونغ إلكترونكس” و”إنتل”.
وتسعى تايوان إلى إصدار أحكام بالسجن بحق المشتبه بهم، باعتبار القضية تهديدًا للأمن القومي.
ومن بين المتهمين موظف سابق يُعرف باسم “تشن”، يُزعم أنه حاول الوصول إلى بيانات سرية لـTSMC خلال فترة عمله في طوكيو إلكترون.
وبحسب الادعاء التايواني، فقد استطاع هذا الموظف السابق إقناع زملائه السابقين في TSMC بمشاركة تكنولوجيا محمية.
وكانت طوكيو إلكترون قد أعلنت سابقًا فصل موظف في شركتها في تايوان على خلفية القضية، وأكدت تعاونها الكامل مع التحقيق.
كما جددت تمسكها بسياسة صارمة ضد أي مخالفات، مشيرة إلى أنها لم تجد دليلًا على تسرب البيانات الحساسة لطرف ثالث.
وأثيرت تساؤلات في السابق بشأن ما إذا كانت “طوكيو إلكترون” قد تكون لديها أي دوافع لسرقة أسرار TSMC التجارية.
وتلعب الشركة دورًا محوريًا إلى جانب شركات مثل “آبل ماتريالز” و”لام ريسيرش” في تزويد كبرى شركات تصنيع الرقائق بالمعدات اللازمة لتغليف وإتاحة ونقش ومعالجة وغسل رقائق السليكون.
ويتّهم الادعاء التايواني “تشن” بمحاولة سرقة تكنولوجيا تُستخدم لتحسين معدات النقش الخاصة بالشركة اليابانية، والحصول على اعتماد TSMC لاستخدام هذه المعدات في عمليات تصنيع رقائق متطورة بدقة 2 نانومتر.
وأكدت الشركة التايوانية أنها ستواصل تعزيز أنظمة المراقبة لديها، وستتعاون مع الجهات التنظيمية عند الحاجة لضمان حماية قدرتها التنافسية.




