«النقل التشاركي» يلجأ لخطط بديلة لتعويض التراجع في أعماله بسبب «كورونا»

ظروف جائحة «كوفيد-19» كانت ومازالت تلقي بظلالها على كافة نواحي الحياة وعلى الاخص الاقتصادية منها، ومع استمرار الإجراءات الاحترازية وتكرار عمليات الإغلاق للكثير من مناحي الحياة اليومية، جاءت بعض الخدمات متأثرة أكثر من غيرها بتلك الجائحة التي لأول مرة يواجهها الإنسان بصفة عامة، وقطاع النقل الذكي الذي يركز في أساس عمله على أعداد المستخدمين في الشارع يوميًا كان أبرز المتأثرين بتلك الأزمة خلال العام الماضي وحتى مع بداية العام الجاري.

 

وهو ما رصده شريف البدوي الشريك المؤسس لصندوق «بلس في سي» إن النقل التشاركي في كثير من البلدان انتقل من وضع التشغيل الكامل إلى الإغلاق الكامل مما وضعه على رأس الأنشطة الأكثر تأثرًا بجائحة كورونا خلال العام الماضي.

 

دفع توقف حركة النقل التشاركي الذكي الكثير من الشركات لمحاولة ابتكار أدوات جديدة للتعايش، بينما في مصر شهد السوق ربما حركة عكسية حيث جذبت السوق مع مطلع العام الجاري شركتين جديدتين للنقل الذكي، وإطلاق الكثير من الشركات المتواجدة بالفعل أنشطة جديدة.

 

وترصد «تكنولدج» في التقرير الحالي كيفية استجابة شركات النقل التشاركي لتلك التحديات والأنشطة البديلة التي سعت كل منهم إليها لتعويض الخسائر الناجمة عن الإغلاق الجزئي في بعض الأحيان أو تراجع الطلب على الخدمات في أحيان أخرى.

«كريم»: استعادة 67% من نسب التشغيل السابقة لـ«كورونا» و«أوبر» تسجل 80% نسبة تعافٍ

 

قال هيثم عصام، مدير عام شركة كريم مصر، أن سوق خدمات النقل التشاركي ومجال النقل بشكل عام كان من أكثر المجالات تأثرًا بأزمة كورونا، بسبب تحديد عدد ساعات العمل وحركة التنقل، وكريم كشركة تعمل في هذا المجال بالتبعية تأثرت بشكل كبير  وقت ذروة الموجة الأولى من الجائحة، لافتا إلي أن النشاط التجاري للشركة تراجع بنسبة كبيرة وصلت الى نسبة 80%، لكن الأمور تحسنت حاليا و استعادت الشركة نحو 67% من معدلات التشغيل.

 

وذكر أن نسبة تعافي خدمات نقل الأفراد في مصر كانت من أعلى النسب على مستوى دول الوطن العربي، منوها أن السوق فى ظل الجائحة شهد تطور كبير فى خدمات التحول الرقمي

واتجهت نسبة كبيرة من المواطنين لتلبية احتياجاتها عن طريق منصات التسوق الاليكترونية مما خلق فرص جديدة للقطاع وأدى الى حدوث زيادة مضطردة في قطاع خدمات توصيل الطلبات.

 

وتابع قائلا : لم تقف شركة كريم عند تقديم  خدمة نقل الأفراد فحسب بل اتجهت للتوسع في نقل الاشياء ضمن خطتها للتحول الى تطبيق شامل وأطلقت خدمات مثل “وصلي” و”اشتريلي” لتوصيل طلبات العملاء من الباب للباب، إلى جانب خدمة “كريم أكسبرس” وهي خدمة لنقل الأشياء تتيحها كريم لشركائها من المؤسسات والشركات المختلفة، حيث تستطيع الشركات استخدام أسطول كريم الضخم من اجل توفير خدمات نقل الأشياء او التوصيل لعملاءها ، مما يسمح للشركات بالتركيز على عملياتها الاساسية والبيع بدلًا من تنظيم قطاع توصيل خاص بالشركة.

 

نوه أنه رغم وجود رغبة لدى بعض الشركات الجديدة فى دخول سوق خدمات النقل التشاركي ال ان شركة كريم – على حد تعبيره – مازالت تتمتع بأفضلية كبرى في السوق المصري نظرا لتنوع الخدمات والحلول المقدمة للعملاء ومنها خدمة جو أوفر من السيارات الاقتصادية ، وخدمة جو وهي سيارات أكثر اتساعا وتتمتع بموديلات أحدث بالإضافة إلى سيارات جو أمان وأسطول الدراجات النارية ( الموتوسيكلات) .

 

ورأي عصام أن تنوع الخدمات وتشغيل مركز اتصال يعمل على مدار ايام الأسبوع ، علاوة على اطلاق برنامج ولاء متميز جعلنا ننفرد بتقديم خدمة مميزة في السوق المصري خاصة مع كافة الإجراءات الخاصة بتجديد أسطول الشركة و تدريب كباتن السيارات لخدمة العملاء بشكل أفضل، منوها أن مؤشرات الأداء مؤشرات الأداء و أبحاث السوق أكدت نمو حجم عملياتنا في المرحلة الأخيرة رغم المنافسة مما يدل على ثقة المستخدمين .

«سويفل»: نسعى للحصول على ترخيص للنقل عبر السيارات الملاكي

قال عمر سليم، مدير شركة سويفل لطلب خدمات النقل الجماعي عبر المحمول، إن شركته استطاعت تجاوز أزمة جائحة كورونا، وما فرضته من إجراءات الحظر الصحي والتباعد الاجتماعي خلال العام الماضي

 

وأكد سليم  أنه مع عودة الحياة بشكل شبه طبيعي تعافت حركة النقل بوجه عام، واستطاعت سويفل أن تعود إلى معدل مقارب للتشغيل في مرحلة ما قبل الأزمة، خاصة مع عودة الموظفين للعمل في مقرات الشركات بدلا من العمل عن بعد، الأمر الذي  أدى أيضا إلى زيادة الطلب على خدمة الشركات التي توفرها سويفل للجهات التي تطلب خدمة خاصة لنقل موظفيها من وإلى مقر العمل.

 

أضاف أن سويفل استطاعت تحقيق انتشار واسع كأكبر شركة في مجال  النقل التشاركي في مصر على حد وصفه إذ اتجهت لزيادة عدد الخطوط عن طريق رفع عدد الأتوبيسات والسيارات الصغيرة، العاملة أيضا بنظام النقل التشاركي بحيث يتشارك نفس السيارة عدد من الركاب طبقا لمعدلات الطلب التي نحاول تلبيتها لإتاحة عدة بدائل تناسب ظروف واحتياجات مختلف المستخدمين خاصة مع التوسع العمراني والمشروعات القومية الكبرى التي تنفذها الحكومة ومنها العاصمة الإدارية وما حولها من مدن جديدة .

 

وكشف عن سعي الشركة حاليا  للحصول على رخصة مزاولة نشاط خدمات  النقل الذكي في مصر  بالتنسيق مع الجهات المختصة ،مبينا أن سويفل تطبق كافة إجراءات التعقيم والتطهير للسيارات تنفيذا لتوجيهات الحكومة ووزارة الصحة للحد من انتشار فيروس كوفيد 19.

وألمح أحمد خليل، مدير شركة أوبر مصر ، إلى أن استثمارات الشركة بالسوق المحلية تتجه نحو توسيع خدماتها مثل «أوبر كونكت»، بالإضافة إلى إطلاق خطوط إضافية فى خدمة «أوبر باص» داخل القاهرة، معتبرا أن 2020 كان عاما غير متوقع

 

وأكد أنه رغم مواجهة «أوبر» عدة تحديات خلال العام الماضي إلا أنها استطاعت تحقيق إنجازات ملموسة تعتمد على استغلال مرونة تكنولوجيا الشركة فى تقديم منتجات وخدمات جديدة وآمنة وخصائص إضافية للمساعدة فى الحفاظ على صحة وسلامة جميع المستخدمين خلال جائحة فيروس كورونا المستجد.

 

ولفت إلي أن استراتيجية «أوبر» خلال العام الحالى ترتكز على تطوير منتجات جديدة منخفضة التكلفة وإتاحتها لأكبر قدر من العملاء، مع وضع السلامة كأولوية قصوى وتقديم رحلات آمنة ومريحة، فضلا عن زيادة أرباح السائقين، وتطوير خدمات الدعم على التطبيق.

 

وأوضح أن نسبة التعافى وصلت إلى %80 حتى الآن، مقارنة بفترة بداية انتشار جائحة كورونا، كما أعرب عن تفاؤله الشديد بـ2021 خاصة بعد استفادة الشركة من تجربة العام الماض

 

اترك تعليقا