تعرف على رحلة مؤسس «سامسونج» في بناء إمبراطورية التكنولوجيا الأكبر عالميًا

البداية:

ولد لى كون هى فى 9 يناير 1942 لأسره ثرية جدا، فوالده هو مؤسس شركة سامسونج، حصل كون على شهادة فى الاقتصاد من جامعة واسيدا فى طوكيو، وماجستير إدارة الأعمال من جامعة جورج واشنطن فى الولايات المتحدة، وقد انضم كون إلى سامسونج فى عام 1968

أشباه الموصلات

فى عام 1974 استحوذ كون على شركة شبه الموصلات الكورية التى كانت على وشك إفلاسها، حيث قام بشرائها من أمواله الخاصة، وقام بالاستثمار فى مجال شبه الموصلات رغم تشكك إدارة المجموعة وقتها فى جدوى الاستثمار فى هذا المجال، حيث كانت سامسونج وقتها فى بداية إنتاج أجهزة التلفزيون، وبفضل دعم والده تمكن من بناء معهد الأبحاث لشبه الموصلات عام 1982م.

عين كون رئيسا لمجلس إدارة مجموعة سامسونج خلفا لوالده فى يوم الأول من ديسمبر عام 1987، أى بعد 12 يوما من وفاة والده.

هيكلة الشركة

قام كون فى بداية التسعينيات من القرن الماضي، بتقسيم المجموعة إلى شركات فرعية حسب تخصصاتها فى إطار استراتيجية المجموعة لتوضيح تبعية الشركات وإدارتها الدقيقة.

إصلاح جذري
لاحظ كون بعد عدة أشهر أن المجموعة لم تبد تغييرات ملموسة، خاصة عندما زادت نسبة التلف لأجهزة الهواتف اللاسلكية المصنوعة فى شركته، ونتيجة لذلك قام بحرق جميع الأجهزة التالفة، مؤكداً على ضرورة إحداث الإصلاح الجذرى للشركة، وفى عام 1994 وصلت نسبة حصة السوق لأجهزة الهاتف اللاسلكى لسامسونج إلى المركز الأول فى السوق المحلية بـ%19.

وتواصل أداء الشركة الجيد فى الهاتف اللاسلكي، ولم تتمكن شركة موتورولا من الهيمنة على السوق الكورية فى ظل أداء سامسونج التى طرحت هاتفا محمولا باسم (أينيكول). وتواصلت شهرة (أينيكول) حتى الآن فى هواتف جالاكسى أس وجالاكسى نوت. ويبلغ صافى العائدات من هذه الأجهزة %40 من إجمالى صافى العائدات للمجموعة.

صناعة التكنولوجيا
كان (كون) قد تمكن من إنتاج دى رام بسعة 64 ميجابايت لأول مرة فى العالم عام 1992م، ومنذ ذلك الوقت احتفظت سامسونج لـ20 عاما بالمركز الأول فى سوق شبه الموصلات فى العالم بلا منازع بصورة متواصلة، كما أنها تلعب دور العمود الفقرى فى صناعة الإلكترونيات فى العالم، حيث تضاعفت المبيعات لـ39 مرة خلال 25 عاما مع تقلد المركز التاسع فى العالم من حيث قيمتها السوقية.

اتهامات جنائية

فى 14 يناير 2008، داهمت الشرطة الكورية منزل ومكتب كون ووجهت اتهامات إلى سامسونج وتحديدا رئيس مجلس إدارتها كون هى بتورطه فى رشوة أعضاء النيابة العامة المؤثرة، والقضاة، وشخصيات سياسية فى كوريا الجنوبية. كما وجهت له النيابة الكورية تهمة التهرب من الضرائب إضافة إلى قيامه بارتكاب مخالفات مالية جسيمة، وقد أنكر كون فى بداية التحقيقات جميع الاتهامات الموجهة ضده، ولكن بعد الضغط عليه واستمرار التحقيقات معه لفترات طويلة أقر كون بصحة الاتهامات الموجهة إليه قائلا: أنا مسؤول فى كل شيء، وسوف أتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة.

وفى 16 يوليو أدانته المحكمة المركزية فى سول بارتكاب مخالفات مالية جسيمة، والتهرب من الضرائب، وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ مع تغريمه 110 مليارات وون (حوالى 98 مليون دولار)، وفى 29 ديسمبر 2009 قرر الرئيس الكورى الجنوبى لى ميونج باك إصدار عفو عن كون ليتمكن من البقاء فى اللجنة الأولمبية الدولية.

الاستقالة من الشركة

فى 21 أبريل 2008 قرر كون الاستقالة من الشركة نتيجة الفضيحة المالية التى لحقت بالشركة، ولكن بعد عامين وتحديدا فى 24 مارس 2010، أعلن كون رسميا عودته إلى المجموعة رئيسا لها.

هل تعتقد سامسونج؟

فى عام 2010 نشر كيم يونج تشول المستشار القانونى السابق للشركة كتابا بعنوان «هل تعتقد سامسونج»، كشف فيه تفاصيل مروعة عن الفساد الشخصى لـ(كون)، حيث ادعى أنه سرق ما يصل إلى 10 تريليونات وون (حوالى 8.9 مليار دولار أميركي) من الشركات التابعة لسامسونج، بالإضافة إلى قيامه برشوة المسؤولين الحكوميين.

استمرار النجاح

رغم كل الانتقادات التى وجهت لـ(كون) فإن نجاح سامسونج كان يتطور من عام إلى عام، حيث تنال قيمة علامة سامسونج التجارية تقديرات عالية فى الخارج متجاوزة السوق المحلية، حيث أبدت مجموعة انتيربراند المتخصصة فى تقييم العلامات التجارية تقييمها لعلامة سامسونج التجارية بـ32.9 مليار دولار فى المركز التاسع العام الماضي.

وقد زاد عدد العاملين فيها من 100 ألف عامل إلى أكثر من 4 ملايين عامل، إلى جانب زيادة عدد الشركات المنتسبة لها إلى 81 شركة من 17 شركة، باستثناء متجر سينسيكيه الفاخر وشركة هانسول للأوراق وشركة سيهان التى تم انفصالها من المجموعة سابقا.

 

 

اترك تعليقا