المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

“ديب سييك DeepSeek” يثير قلق وادي السيليكون.. ويواجه موجة حظر متصاعدة

أثار نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني DeepSeek ضجّة عالمية خلال الأسبوع الماضي، بعد تصدُّر تطبيقه قوائم متجري “آبل ستور” و”جوجل بلاي”، ما دفع محللي وول ستريت والتقنيين إلى التساؤل، هل تستطيع أمريكا الحفاظ على صدارتها في سباق الذكاء الاصطناعي؟ وهل الطلب المرتفع على شرائح الذكاء الاصطناعي سيستمر؟

بدايات DeepSeek في عالم التداول
يستند “ديب سييك” إلى دعم شركة “هاي فلاير كابيتال مانجمينت”، وهي صندوق تحوّط صيني يعتمد على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قراراته الاستثمارية.

وتأسست الشركة في 2015 على يد رائد الذكاء الاصطناعي الصيني ليانغ وينفنغ، الذي بدأ تجربته في عالم التداول أثناء دراسته الجامعية في تشجيانغ، ولاحقًا أطلق صندوق التحوّط “هاي فلاير” رسميًا في 2019، حيث كان مركّزًا على تطوير ونشر خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

في 2023، أسس هاي فلاير نموذج “ديب سييك”، بهدف فصل أنشطة البحث والتطوير في الذكاء الاصطناعي عن أعماله المالية، ومن هناك انفصل النموذج ليصبح شركة مستقبل تحت الاسم نفسه DeepSeek.

ومنذ اليوم الأول أنشأت “ديب سييك” مراكز بيانات خاصّة بها لتدريب نماذجها؛ لكنها مثل العديد من شركات الذكاء الاصطناعي، تأثرت بحظر الولايات المتحدة على تصدير بعض أنواع شرائح الذكاء الاصطناعي، مما أجبرها على استخدام شرائح “إنفيديا H800″، وهي نسخة أقل قوة من شريحة H100 المتاحة للشركات الأمريكية.

ووفقًا لتقرير نشرته “نيويورك تايمز” فإنَّ فريق “ديب سييك” يتألف من باحثين شباب؛ إذ تجذب الشركة حاملي الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي من أفضل الجامعات الصينية، كما توظّف أيضًا أفرادًا لا يمتلكون خلفية في علوم الحاسوب، بهدف مساعدة نماذجها على فهم نطاق أوسع من الموضوعات.

نماذج DeepSeek القوية
وأعلنت DeepSeek عن أول مجموعة من نماذجها في نوفمبر 2023؛ إلا أنّها لم تلفت أنظار المستخدمين بشكل جدّي إلا في أبريل 2024، بعد إطلاقها الجيل التالي من نماذجها “ديب سيك فيرجن 2″، والذي يعتبر نظامًا عامًا لتحليل النصوص والصور، الذي أظهر أداءً قويًا في مختلف اختبارات المقارنة، مع تكلفة تشغيل أقل بكثير مقارنة بالنماذج المنافسة في ذلك الوقت.

وفي ديسمبر 2024، أطلقت الشركة “النسخة الثالثة” من “ديب سييك” مما زاد من شهرتها؛ وبعد تنفيذ الاختبارات المقارنة؛ فقد تفوقت النسخة الثالثة على كل النماذج المفتوحة المتاحة للتنزيل مثل Llama من شركة ميتا، والنماذج المغلقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا عبر واجهة برمجة التطبيقات مثل GPT-40 من شركة “أوبن إيه آي”.
الجانب السلبي

يرى البعض أن هناك جانبًا سلبيًا للأمر؛ فتطويره في الصين، يعني خضوعه لتقييم من الجهات الرقابية الصينية، فمثلًا لن يجيب تطبيق الدردشة الذكية على أسئلة حول أحداث ساحة تيانمين، أو استقلال تايوان.

مقاربة مقلقة للمنافسين
بحلول مارس 2025، تجاوز عدد زيارات “ديب سييك” 16.5 مليون زيارة، ورغم ذلك لا تزال هذه الأرقام صغيرة مقارنة بتشات جي بي تي، الذي تجاوز 500 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا في نفس الشهر.

وحتى الآن، لا يبدو أن لدى “ديب سييك” نموذج عمل واضح، فهي تقدم منتجاتها وخدماتها بأسعار منخفضة للغاية مقارنة بالسوق، بل وتمنح بعضها مجانًا.

كما أنها لم تلجأ حتى الآن إلى التمويل الاستثماري، رغم الاهتمام الكبير من صناديق رأس المال الجريء.

وتقول الشركة إن كفاءتها العالية في استهلاك الموارد تتيح لها الحفاظ على هذه القدرة التنافسية في الأسعار؛ لكن بعض الخبراء يشككون في صحة هذه الأرقام.

تضارب وحظر
وصف البعض نجاح DeepSeek في مواجهة منافسين أكبر وأكثر رسوخًا بأنه “يقلب موازين الذكاء الاصطناعي”، بينما وصفه آخرون بأنه “مبالغ فيه”.

كان لنجاح الشركة دور في تراجع سهم “إنفيديا” بنسبة 18% في يناير، كما دفع الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي” سام ألتمان، إلى التعليق علنًا على الموضوع.

وفي مارس، أبلغت مكاتب وزارة التجارة الأمريكية موظفيها بأنه سيتم حظر “ديب سييك” من أجهزتهم الحكومية، وفقًا لوكالة رويترز.

من جهة أخرى، أعلنت مايكروسوفت أن “ديب سييك” متاح عبر خدمة “آذور إيه آي فاوندري”، وهي منصة مايكروسوفت التي تجمع خدمات الذكاء الاصطناعي للشركات تحت سقف واحد.

وفي مارس، وصفت “أوبن إيه آي” شركة “ديب سييك” بأنها “مدعومة من الدولة” و”خاضعة لسيطرة الدولة”، وأوصت الحكومة الأميركية بالنظر في حظر نماذجها.

في المقابل، بدأت بعض الشركات وحتى الدول بحظر “ديب سييك”، بما في ذلك كوريا الجنوبية وولاية نيويورك، التي حظرت استخدام “ديب سييك” على الأجهزة الحكومية.

وفي مايو، قال براد سميث نائب رئيس مايكروسوفت ورئيسها، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي، إن موظفي مايكروسوفت ممنوعون من استخدام “ديب سييك” بسبب مخاوف تتعلق بأمن البيانات والدعاية.

اترك تعليقا