المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

رقائق H200 في مهب الريح.. بكين تدير ظهرها لرقائق إنفيديا

عبرديفيد ساكس المسؤول عن ملف الذكاء الاصطناعي في البيت الأبيض، عن اعتقاده بأن الصين أدركت الرهان الأمريكي القائم على السماح لها بشراء رقائق الذكاء الاصطناعيي H200 من إنتاج شركة “إنفيديا”، لكنها اختارت عدم تبني هذه الرقائق والتوجه بدلاً من ذلك نحو تطوير بدائل محلية، وفقًا لما نقلته تقارير إعلامية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد أعلن الإثنين السماح لشركة إنفيديا بتصدير رقائق H200 إلى الصين، في خطوة جاءت ضمن استراتيجية تدعمها الإدارة الأمريكية ويقودها ساكس، وتهدف إلى كبح نفوذ شركات التكنولوجيا الصينية، وعلى رأسها هواوي، عبر إدخال منافسة أمريكية مباشرة إلى السوق الصينية؛ غير أن ساكس أبدى لاحقًا شكوكًا بشأن مدى فاعلية هذا التوجه.

وفي مقابلة مع برنامج “بلومبرغ تك”، قال ساكس، مستندًا إلى مقال إخباري اطّلع عليه في اليوم نفسه، إن الصين لا تُبدي اهتمامًا بشراء الرقائق الأمريكية، موضحًا أن هذا الموقف يعكس سعي بكين إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع أشباه الموصلات.

وأثارت تصريحات ساكس تساؤلات حول قدرة إنفيديا على استعادة جزء من إيراداتها في السوق الصينية، وهي سوق كانت الشركة قد استبعدتها كليًا من توقعاتها المتعلقة بمراكز البيانات.

ورغم ذلك، قدّر الرئيس التنفيذي لـ”إنفيديا جينسن هوانغ، حجم هذا السوق بنحو 50 مليار دولار خلال العام الجاري.

وفي المقابل، يرى محللو “بلومبرغ إنتليجنس” أن الإيرادات المحتملة لرقائق H200 في الصين قد تصل إلى 10 مليارات دولار سنويًا، شريطة أن توافق الصين فعليًا على استيراد هذه الرقائق.

من جانبها، أكدت “إنفيديا” في بيان صدر عن متحدث باسمها، أنها لا تزال تعمل مع الإدارة الأمريكية للحصول على التراخيص اللازمة لتوريد رقائق H200 إلى عملاء خضعوا لإجراءات تدقيق.

وأشارت الشركة إلى أن القيود الصارمة المفروضة على الصادرات على مدار السنوات الثلاث الماضية ساهمت في تعزيز قدرات المنافسين الأجانب للولايات المتحدة، وتسببت في خسائر بمليارات الدولارات على دافعي الضرائب الأمريكيين.

وفي السياق ذاته، أفادت “بلومبرغ” بأن الصين تدرس حزمة دعم قد تصل قيمتها إلى 70 مليار دولار لتعزيز صناعة الرقائق المحلية، في خطوة تؤكد إصرار بكين على تقليص اعتمادها على الشركات الأجنبية، بما في ذلك “إنفيديا”.

ومن المتوقع أن ينعكس هذا التوجه في استمرار الدعم الحكومي لشركات صينية مثل هواوي وكامبريكون تكنولوجيز، حتى مع فتح الباب أمام استيراد رقائق H200 الأمريكية.

وتُعد شريحة H200 جزءًا من عائلة “هوبر” التي أطلقتها إنفيديا في 2023، وبدأ شحنها للعملاء في العام الماضي.

وتأتي هذه الرقاقة بمستوى تقني أدنى من سلسلة “بلاكويل” الأحدث، كما أنها متأخرة بجيلين عن سلسلة “روبين” المنتظرة.

وقد شكّل هذا الفارق الزمني، الذي يُقدّر بنحو 18 شهرًا عن أحدث منتجات “إنفيديا”، أحد مبررات إدارة ترمب للسماح بتصديرها إلى الصين.

وأرجع ساكس، وهو مستثمر رأس مال مغامر انضم إلى الإدارة الأمريكية في يناير الماضي، إحجام الصين عن شراء H200 إلى رغبتها في دعم هواوي عبر الإعانات الحكومية.

ومع ذلك، دافع عن القرار الأمريكي بالسماح بتصدير هذه الرقائق، معتبرًا أنها لم تعد تمثل أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا.

وأوضح ساكس أن الرهان الأمريكي كان يقوم على بيع رقائق ليست في صدارة الابتكار، بهدف انتزاع حصة من السوق التي تهيمن عليها هواوي، إلا أن الحكومة الصينية، على حد تعبيره، استوعبت هذه الاستراتيجية، وهو ما يفسر عدم حماستها لاعتماد هذه الرقائق.

وجاء قرار السماح بتصدير H200 استنادًا إلى تقييمات تشير إلى أن هواوي باتت قادرة على تقديم حلول ذكاء اصطناعي تضاهي نظيرتها الأمريكية، بما في ذلك نظام Cloud Matrix 384، الذي يعتمد على ربط مئات المعالجات معًا لتعويض الأداء المحدود لكل شريحة على حدة.

واعتبر بعض المسؤولين الأمريكيين أن السماح بتصدير H200 يمثل تسوية، مقارنة بالمطالب السابقة لـ”إنفيديا” بالسماح بتصدير رقائق “بلاكويل” الأكثر تقدمًا إلى الصين.

وكان جينسن هوانغ قد صرّح الأسبوع الماضي، أثناء دراسة القرار، بعدم ثقته في إقبال الصين على شراء رقائق H200.

وفي المقابل، قال ترمب في منشور على منصة “تروث سوشيال” إن الرئيس الصيني شي جين بينغ أبدى موقفًا إيجابيًا حيال احتمال الموافقة على استيراد هذه الرقائق.

ورغم ذلك، لم تعلن بكين حتى الآن بشكل رسمي موافقتها على استيراد رقائق H200، كما لم تصدر بيانًا برفضها، وذلك بعد التغيير الأخير في السياسة الأمريكية.

وفي وقت سابق من العام الجاري، امتنعت الصين عن شراء رقاقة H20 الأقل كفاءة، رغم سماح إدارة ترمب بتصديرها خلال الصيف.

اترك تعليقا