أظهرت تحليلات أجرتها كاسبرسكي في مايو الماضي للتهديدات الرقمية التي جرى منعها في مصر ودولة الإمارات والكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين وقطر والأردن وسلطنة عُمان، تعرّض 131,764 مستخدمًا في هذه البلدان لظهور إشعارات دفع غير مرغوب فيها، وذلك في غضون شهر واحد فقط. ومُنعت مثل هذه الإشعارات من الظهور على أجهزة المستخدمين 971,153 مرة.
ولا تُعتبر إشعارات الدفع Push Notifications غير المرغوب فيها برمجيات خبيثة، وإنما يجري وصفها تقنيًا بـ”أغراض” غير مرغوب فيها. وقد كانت هذه الإشعارات في الأصل أدوات لإشعار المستخدمين بالأخبار العاجلة، لكنها اليوم تُستغلّ لاستهداف زوار مواقع الويب، وملء أجهزتهم بإعلانات غير مرغوب فيها، وأحيانًا روابط إلى مواقع ويب يُحتمل أن تكون خطرة. ولتحقيق ذلك، يُساق المستخدمون عن طريق الخداع للاشتراك في الإشعارات عن طريق تمرير الموافقة على الاشتراك تحت ستار إجراء آخر، مثلًا، لينتهي المطاف بالضحية مشتركًا في تلقّي إعلانات يجد نفسه غير قادر على التخلص منها لجهله بمصدرها أو أصلها.
وأصبحت مصر أكثر الدول استهدافًا، إذ واجه 34,654 مستخدمًا إشعارات دفع غير مرغوب فيها وذلك في 302,963 حالة، تلتها دولة الإمارات بواقع 26,026 متصفحًا متضررًا و185,695 نافذة منبثقة، فالكويت بـ5,451 جهازًا و41,712 إشعار دفع. كذلك، جرى الكشف عن مستخدمين متضررين بهذه المشكلة في المملكة العربية السعودية بواقع 43,304 مستخدمين واجهوا 290,130 نافذة منبثقة، كما لوحظت حالات مماثلة في البحرين (2,604 مستخدمين) والأردن (7,089) وسلطنة عُمان (7,118).
ووصف أرتمي أوفشينيكوف خبير الأمن لدى كاسبرسكي، النموّ في أرقام إصابة المستخدمين بإشعارات الدفع غير المرغوب فيها بـ”المخيفة”، مؤكّدًا أنها “جزء من توجّه عالمي”، وقال: “نشهد زيادة مستمرة في البرمجيات التي تنشط في ما يمكن اعتباره “منطقة رمادية”، لا يمكن تصنيفها بالخبيثة أو الضارّة، ولكنها مع ذلك تتسبب في قدر كبير من الإزعاج والصعوبات للمستخدمين عند العمل على الجهاز المصاب بها”.
وأضاف: “يزداد اكتشاف إشعارات الدفع غير المرغوب فيها، والتي بدأت في العام 2015، حتى بتنا نرى عشرات الآلاف منها في بعض البلدان. هذا التهديد جديد نسبيًا، ولكن يسهل التخلّص منه، فلا يحتاج المستخدمون إلى مهارات برمجية معينة لإيقافه بأنفسهم، فما عليهم سوى الوصول إلى إعدادات المتصفح، أو تثبيت حلّ أمني بسيط على أجهزتهم”.