
بعد ثلاث سنوات فقط من إطلاق ChatGPT للعالم، قلبت هذه التكنولوجيا صناعات بأكملها، وسرّعت وتيرة الاكتشافات العلمية، وأطلقت رؤى مستقبلية يتخيّل فيها كثيرون عالمًا تُشفى فيه الأمراض وتتقلص ساعات العمل الأسبوعية.
لكن التقنية نفسها التي تغذي هذه الوعود تثير أيضًا سلسلة من المخاوف المتصاعدة—ولا يشعر أحد بثقلها أكثر من الرجل الذي ساهم في إطلاقها.
وكشف الرئيس التنفيذي لـOpenAI سام ألتمان، عن وجود “قائمة طويلة من الأمور” التي لم تكن مثالية وسط الارتفاع السريع لاستخدام ChatGPT، بدءًا من السرعة التي أعادت بها هذه التقنية تشكيل العالم.
وقد يقود النظام نفسه إلى القضاء على الأمراض، كما قال في برنامج The Tonight Show، يمكن أيضًا إساءة استخدامه بطرق لا يبدو المجتمع مستعدًا لها.
وقال ألتمان لجيمي فالون: “إحدى أكثر الأشياء التي تقلقني هي معدل التغيير الذي يحدث في العالم الآن؛ هذه تقنية عمرها ثلاث سنوات فقط؛ ولا توجد أي تقنية في التاريخ تم تبنيها بهذه السرعة”.
وأضاف: “التأكد من أننا نقدّم هذه التكنولوجيا للعالم بطريقة مسؤولة، تمنح الناس الوقت للتكيف وتقديم الملاحظات ومعرفة كيفية التعامل معها—يمكنكم تخيّل أننا قد نخطئ في ذلك”.
ومع أكثر من 800 مليون مستخدم لـChatGPT أسبوعيًا، لا يمكن أن تكون الرهانات أعلى من ذلك؛ فقد أصبحت التكنولوجيا جزءاً من الحياة اليومية—من الفصول الدراسية إلى غرف الاجتماعات—وغالبًا بوتيرة أسرع من قدرة الضوابط التنظيمية على مواكبتها.
وبحسب ألتمان الوظائف قد تبدأ بالتغير “بسرعة كبيرة”؛ لكننا سنجد جميعًا وظائف جديدة.
وقد دفعت جهود الشركات مجتمعة إلى تحقيق مكاسب إنتاجية تاريخية وطرق جديدة لجمع المعلومات وتحليلها—لكنها عمّقت أيضًا حالة عدم اليقين بشأن مستقبل العمل.
وكان الرئيس التنفيذي لـAnthropic داريو أمودي أكثر صراحة، محذرًا من أن الذكاء الاصطناعي قد يلغي نصف الوظائف المكتبية للمبتدئين.
لكن ألتمان ظل متفائلًا إلى حد كبير؛ فحتى لو حدث اضطراب وظيفي سريع، يرى أنه سيقابله ظهور أنواع جديدة تمامًا من الوظائف.
وقال على : “قد يكون المعدل الذي ستتغير به الوظائف سريعًا جدًا؛ لا شك لدي في أننا سنكتشف جميعًا وظائف جديدة تمامًا، وآمل أن تكون أفضل بكثير، وبعض هذه الوظائف المستقبلية قد تكون حرفيًا خارج هذا العالم”.
وفي غضون خمس سنوات… الذكاء الاصطناعي سيعالج الأمراض، يتوقع ألتمان وبينما تتزايد التساؤلات حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف والتعليم والمجتمع، لا يزال هناك مجال واحد يكاد القادة التقنيون يجمعون على التفاؤل بشأنه: الطب.
وأضاف ألتمان أن نماذج الذكاء الاصطناعي قد تدشن عصرًا جديدًا من الابتكارات القادرة على علاج الأمراض بحلول عام 2030.
وقال: “خمس سنوات مدة طويلة؛ وأتمنى أن نبدأ العام المقبل برؤية هذه النماذج تحقق اكتشافات علمية صغيرة ولكن مهمة؛ وفي غضون خمس سنوات، آمل أن تكون قادرة على علاج الأمراض”.




