«ليلة السقوط المدوي لفيسبوك» كيف واجه عملاق الـ«السوشيال ميديا» واحدًا من أسوأ أسابيعه؟… (جراف)

هل مررت بأيام صعبة في العمل؟ لكنك قطعًا لم تواجه أسبوعًا أسوأ من «مارك زوركربيرج» مؤسس أكبر منصة للتواصل الاجتماعي في العالم، أو كما يُقال رئيس الدولة الأكبر في العصر الحديث.

 

ففي نهار الرابع من أكتوبر توقفت فجأة كافة المنصات التابعة لـ«فيسبوك» دفعة واحدة فتعطلت خدمات «فيسبوك وواتساب وماسنجر وانستاجرام» في العالم كله لمدة تخطت الـ270 دقيقة في حادثة هي الأولى من نوعها منذ تدشين المنصة في 2006، ويتناول (الجراف) التالي أبرز الحوادث التي تعرضت لها المنصة وأثرت على عملها بصورة طبيعية خلال تلك الفترة.

 

الأمر لم يتوقف فقط على الانقطاع حيث تسبب ذلك في تراجع قيمة سهم «فيسبوك» بشكل كبير بنسبة بلغت 6%ونتج عنه فقدان «زوكربيرج» لما يتخطى الـ76 مليارات دولار، وتراجعه في قائمة أكبر أثرياء العالم للمرتبة السادسة.

ولكن الأمور السيئة غالبًا تأتي مرة واحدة.

 

ففي الوقت نفسه كشفت فرانسيس هوجن عن شخصيتها الحقيقية، وذلك بعد سلسلة تسريبات تم نشرها عن”مسئول سابق في فيسبوك” كان هو هوجن نفسها قبل أن تعلن عن شخصيتها الحقيقية.

 

تمثلت الاتهامات الأساسية في عدد من النقاط منها:

 

المفاجأة الأولي التى كشفت عنها التحقيقات هي وجود قائمة من المشاهير بإسم ” cross check” لا تخضع لقوانين عملاق التواصل الاجتماعي وتضم نحو 5.8 مليون حساب شخصي لمشاهير وسياسيين وشخصيات عامة لا يتم حظر أي منشور لهم مهما كان يحتوي على معلومات مغلوطة أو يحرض على أعمال عنف ومن أبرز هؤلاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وابنه ترامب جونيور.

 

وتتمثل الكارثة الثانية فى قيام منصة الصور الشهيرة «إنستاجرام» بتحويل حياة الفتيات صغار السن إلى جحيم الأمر الذى أثبته مجموعة من باحثي فيسبوك نفسها عبر دراسة عدد كبير من المنشورات التى تهتم المراهقين بخصوص الرشاقة والرياضة وخلصت الدراسة أن 32 % من المراهقات اللاتي يعتقدن وجود مشكلة فى أجسادهن يتسبب إنستاجرام فى زيادة هذا الشعور، كما أن فتاة من كل 3 فتيات

 

كما أكدت الدراسة أيضا أن إنستاجرام بات سببا رئيسيا فى انتحار المراهقات وزيادة حالات الاكتئاب والضغط النفسي.

 

فى سياق متصل، يستهدف فيسبوك التركيز على نشر المحتوي الجدلي سواء كان سياسيا أو دينيا لتحقيق انتشار واسع بين الرأي العام مما يؤثر على الحالة النفسية العامة لدرجة أن بعض الأحزاب السياسية فى أوروبا قامت بتغيير مواقفها السياسية للوصول بشكل أكبر على مواقع السوشيال ميديا .

 

فيما تكمن الأزمة الرابعة فى نشر معلومات مغلوطة عن لقاح فيروس كورونا المستجد إذ وجد الباحثين أن 41% من إجمالي التعليقات المنشورة باللغة الإنجليزية على الموقع تروج شائعات وأخبار وحقائق مغلوطة عن المصل

 

وفى نص شهادتها التى ألقتها أمام إحدى لجان الكونجرس الأمريكي، الأسبوع الجاري ،أكدت هوجن أن فيسبوك تغاضى عن مواجهة منشورات وسلوكيات فاقمت الانقسام والاستقطاب في المجتمعات، أو عززت الكراهية والتطرف، حتى لا تتأثر أرباحه.

 

وقالت صاحبة الـ 37 عاما، إن مثل تلك السلوكيات على المنصة الأشهر في عالم التواصل الاجتماعي تحولت بالفعل إلى أعمال عنف على أرض الواقع، وسالت بسببها الدماء وأُزهقت الأرواح، وشرب من سمومها حتى من لا يعرفون الفيسبوك.

 

كما لفتت إلى جانب آخر أكثر مأساوية من دهاليز فيسبوك، وهو تأثير بعض منتجاته وأدواته على نفسيات الفئات الأكثر ضعفا.

 

ويبدو أن الأزمة لم تنته عند هذا الحد فيبدو أن إدارة «فيسبوك» قررت أن تنحي «زوكربيرج» إلى حد ما عن الصورة خلال الوقت الحالي حيث قررت أمس إصدار كلمة دون الإشارة لرئيسها التنفيذي.

 

وجاءت كلمة الشركة “استمعت اللجنة الفرعية للتجارة في مجلس الشيوخ اليوم لمديرة مشاريع سابقة في الشركة والتي عملت لأقل من عامين ولم يكن لديها أي صلاحيات هامة، كما أنها لم تتلقى أي تقارير مباشرة، وكذلك فإنها لم تحضر أبدًا أي اجتماع هام.” ولم تشر حتى «فيسبوك» إلى اسم هوجن.

 

وأضافت في بيانها الرسمي “نحن لا نتفق مع طريقة وصفها لبعض المشاكل الذي تحدثت عنها أثناء الجلسة” مستطردة “بالرغم من كل هذا، نحن جميعًا نتفق على أن هذا هو الوقت المثالي لتشريع قوانين جديدة للإنترنت حيث إن القوانين الحالية قد مر عليها 25 عام”.

 

 

اترك تعليقا