مجرمو برامج الفدية يجمعون 1.3 مليار دولار من ضحاياهم خلال عامين

حصل مجرمون على مدفوعات من برامج الفدية من ضحايا القرصنة بقيمة 1.3 مليار دولار خلال العامين الماضيين، ما يعكس زيادة هائلة في الجرائم الإلكترونية ويزيد المطالبات ببذل جهود عالمية للحد منها، وفقاً لما ذكره تقرير صادر حديثاً عن “تشاين أناليسيس” (Chainalysis).

 

قالت شركة تتبع العملات المشفرة في تقرير، إن هناك زيادة هائلة في مدفوعات برامج الفدية وصلت إلى 602 مليون دولار في العام 2021، وبلغت قيمتها 692 مليون دولار في العام 2020. وتوقع التقرير ارتفاع المدفوعات خلال عام 2021 لتتجاوز العام 2020 في حالة توفر معلومات إضافية، وذلك وفقًا لوكالة بلومبرج.

 

تعكس المدفوعات في أعوام سابقة حجم الزيادة الهائلة، حيث اكتشفت “تشاين أناليسيس” مدفوعات بقيمة 152 مليون دولار في عام 2019 وبقيمة 39 مليون دولار في عام 2018.

 

لا يُفصح ضحايا القرصنة في الغالب عن تعرضهم لخرق أو دفع فدية بعملة مشفرة لإعادة تشغيل أنظمتهم. بينما يرى الخبراء أن عدم الإفصاح يمثل أحد أبرز الأسباب التي تعزز استمرار استهداف الجماعات الإجرامية التي تتركز في روسيا وأوروبا الشرقية للشركات الأمريكية.

 

أشار التقرير إلى أن متوسط ​​المدفوعات بلغ أكثر من 118 ألف دولار في عام 2021، مرتفعاً بالمقارنة بمتوسط بلغ 88 ألف دولار في عام 2020، و25 ألف دولار في عام 2019.

 

أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا تحذيراً مشتركاً يوم الأربعاء من زيادة التهديد العالمي من برامج الفدية. وقال مسؤولون، إن القراصنة اعتمدوا على تقنيات متقدمة مثل نماذج الأعمال المهنية ومشاركة البيانات الخاصة بضحايا محتملين.

 

وكانت إدارة بايدن أطلقت سلسلة من المبادرات لتعزيز الأمن السيبراني في الحكومة والقطاع الخاص عقب سلسلة من الاختراقات المدمرة العام الماضي من بينها هجمات برامج الفدية ضد شركة نقل الوقود “كولونيال بايبلاين” وشركة خدمات تكنولوجيا المعلومات “كاسيا”.

 

كما استضاف البيت الأبيض في أكتوبر ممثلين من 30 دولة ضمن جهود دولية للوصول لطرق لإبطاء تلك الاختراقات المتزايدة.

 

وتزامن ذلك مع سعي وكالات إنفاذ القانون لردع المتسللين من خلال اعتقال المتهمين بتشغيل برامج الفدية بكافة أنحاء أوروبا.

 

اعتمد باحثو “تشاين أناليسيس” في تتبع المدفوعات خلال السنوات الأخيرة بشكل جزئي على تحليل محافظ العملات المشفرة المرتبطة بمجموعات برامج الفدية المشتبه بها بما في ذلك العصابات المعروفة باسم “كونتي” و”دارك سايد” و”إيفل”.

 

وقال الباحثون إن برامج الفدية الخاصة بعصابة “كونتي” حققت أكبر قدر من الإيرادات في العام 2021. حيث تشير تقديرات التقرير إلى أن عصابة “كونتي” ومقرها في روسيا قد حصلت على 180 مليون دولار على الأقل من الضحايا.

 

وتعد عصابة “كونتي” واحدة من بين مجموعة من العصابات التي تبيع برامج الفدية لجماعات أخرى من أجل الابتزاز والقرصنة للحصول على الأموال على أن تحصل “كونتي” على نصيب من تلك الأموال.

 

أصدر كلاً من “مكتب التحقيقات الفيدرالي” و”وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية” في سبتمبر تحذيراً يتعلق بعصابة “كونتي” أشارا فيه إلى أن أكثر من 400 هجوم سيبراني استهدفت وأثرت على وكالات إنفاذ القانون والوكالات الطبية.

 

حلت “دارك سايد” العصابة المسؤولة عن استهداف “كولونيال بايبلاين” بالمرتبة الثانية من حيث الأموال التي حصلت عليها من الضحايا العام الماضي وفقاً للتقرير.

 

حيث أعلنت “كولونيال بايبلاين” عن دفع 4.4 مليون دولار لعصابة “دارك سايد” في يونيو الماضي بينما أعلنت “وزارة العدل” استرداد 2.3 مليون دولار من المبلغ.

 

قال “مكتب التحقيقات الفيدرالي” قبل ذلك، إن الضحايا الأمريكيين قدموا 2474 شكوى في عام 2020، وأبلغوا عن خسائر من برامج الفدية بقيمة 29.1 مليون دولار.

اترك تعليقا