محمد حجازي: الهجمات السيبرانية تمثل حربا بالمعنى الكامل والمناوشات الحالية ستؤثر سلبا على سوق العملات الرقمية
قال الدكتور محمد حجازي، خبير تكنولوجيا المعلومات ورئيس لجنة صياغة القوانين بوزارة الاتصالات سابقا، إن خطورة التكنولوجيا والاعتماد على الأدوات التقنية بشكل كبير، أصبح أن أي هجوم سيبراني من شأنه وقف الخدمات أو محو البيانات وتشفير المعلومات، واحد من المشكلات الكبيرة التي قد تواجهها الدول.
أضاف أنه منذ بدء الأزمة بين روسيا وأوكرانيا تم رصد عدد كبير من الهجمات الإلكترونية في أوكرانيا، وظهرت عمليات توقف الخدمات والمواقع كواحد من أبرز الأمثلة كهجمات على النظم الإلكترونية الاوكرانية، بالإضافة إلى بعض الهجمات التي تستهدف تشفير المعلومات، حيث أصبح الهجوم السيبراني على نظم المعلومات يمثل حربا بالمعنى الكامل نظرا لانه يشل المنظومة بالكامل.
وارجع ذلك أن الهجمات السيبرانية تتسبب في شلل للحياة اليومية بوقف الخدمات الأساسية مثل وقف محطات الكهرباء والمياه وتعطيل الخدمات الاقتصادية، بما يتسبب في تأثيرات هائلة على الحياة اليومية للمواطنين ويعد خطورة كبيرة.
وأكد على أن الهجمات السيبرانية أصبحت أداة لتنفيذ عمليات وهجمات “موجعة جدا” للطرف الآخر في حالات الحروب، وهو يعد أداة للحرب تسبق في كثير من الأحيان الهجمات العسكرية بشكلها التقليدي.
من ناحية أخرى قال إن ما تتخذه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من تهديدات سيبرانية على روسيا يعد عامل ضغط لتهديد الأخيرة لوقف هجمتها على اوكرانيا، مشيرا إلى أن اي منظومة هجوم تواجهها من ناحية أخرى ردود دفاعية عبر دفاعات سييرانية تستخدمها لوقف تلك التهديدات.
وأشار إلى أنه لا يمكن تأكيد أن ما يتم من هجمات على أوكرانيا هو نتاج هجوم من الجيش الروسي، بينما بإعلان الولايات المتحدة تلك التهديدات فإن ذلك يضعها تحت طائلة القانون.
واستبعد حجازي أن يتم اي نوع من المناوشات السيبرانية بين الولايات المتحدة وروسيا لما قد يتسبب فيه ذلك من توتر بين البلدين، موضحا أن خريطة الهجمات الإلكترونية توضح تزايد في الهجمات الإلكترونية الحالية ليس فقط على مستوى أوكرانيا وروسيا إنما العديد من الدول متها الهند والصين وعدد من الدول الأوروبية.
أكد على أنه من أهم أنواع الهجمات خلال الأيام القليلة الماضية هي هجمات وقف الخدمة عن العمل، والبرمجيات الخبيثة، وبرامج الفدية
لفت إلى أنه واحدا من أهم التداعيات الناتجة عن تلك الحرب السيبرانية، ولا سيما التلويح بإخراج روسيا من منظومة السويفت العالمية لتحويل الأموال، هو التأثير على العملات الإلكترونية المشفرة، حيث تمثل روسيا واحدة من أكبر الدول في مجال تعدين العملات المشفرة، ويمتلك مواطنوها نسبة ليست بقليلة من تلك العملات، قد يكون ذلك أحد العوامل المؤثرة على العملة الرقمية وتداولها على المستوى العالمي.
شدد من ناحية أخرى على أهمية تركيز الدول التي تعمل على التحول الرقمي، حيث يتم النظر إلى الفوائد فقط في منظومة التحول الرقمي، ولا يتم النظر إلى تأمين التعاملات السيبرانية ولا يتم اتخاذ المعايير الفنية الكافية في تلك الحالات، بينما يجب التركيز على وضع منظومات دفاعية تستطيع حماية المنصات المقدمة للخدمة، والاعتماد على كوادر بشرية كفؤة وكافية لمواجهة اي من تلك التهديدات، بالإضافة إلى توفير الاستثمارات اللازمة لمنظومة الحماية السيبرانية.