المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

من اليابان وسنغافورة إلى الصين.. كيف تتجاوز الشركات الصينية القيود الأمريكية بشأن شرائح “إنفيديا”؟

تسعى شركة أمريكية عاملة فى مجال الذكاء الإصطناعى للحصول على قرض يقارب 300 مليون دولار لتمويل شراء شرائح متقدّمة من إنتاج شركة إنفيديا، لاستخدامها فى اليابان لصالح عميل صيني، وفقًا لمصادر مطّلعة لوكالة “بلومبرج”.

وبحسب تقرير “بلومبرج” فقد تواصلت شركة بالي بلو دوت إيه آي، ومقرها وادى السيليكون، مع بنوك وشركات ائتمان خاص للحصول على التمويل، بحسب المصادر التى طلبت عدم الكشف عن هويتها لبحثها مسائل سرية.

وأشارت المصادر إلى أن بنك JPMorgan شارك فى إعداد المواد التسويقية للمُقرضين المحتملين، رغم أنه من الممكن في النهاية ألا يلعب البنك أي دور رسمي في الصفقة.

ومن المقرر أن تُستخدم الشرائح، وهى وحدات معالجة رسومية، فى مركز بيانات مقره طوكيو؛ أمَّا العميل النهائي فهو منصة “شياو هونغ شو” الصينية الشهيرة، المعروفة أيضًا باسم “رِد نوت”.

وتخضع الصفقة لنقاشات مستمرة منذ 3 أشهر على الأقل، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ستمضي قُدمًا.

ويعكس هذا التمويل المخطط كيف تتعامل شركات التكنولوجيا مع القيود الأمريكية المفروضة على بيع شرائح إنفيديا المتقدّمة الخاصة بالذكاء الإصطناعى للشركات الصينية داخل البر الرئيسي، وهى القيود التى تم تشديدها أكثر من مرة منذ 2022.

ورغم أن هذه الشركات لا تستطيع شراء الشرائح مباشرة، فإنها مازالت قادرة قانونيًا على الوصول إليها عبر مراكز بيانات تقع خارج الصين.

وأوضحت المصادر لـ”بلومبرج” أن تمويل مثل هذه الترتيبات يُعد حساسًا سياسيًا بالنسبة للمؤسسات المالية، بسبب مخاوف من أن تفرض السلطات الأمريكية عقوبات إضافية على كيفية استخدام الشرائح عالميًا.

وقد تتغير السياسات الحكومية الخاصة بالشرائح؛ إذ يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما إذا كان سيسمح لـ”إنفيديا” ببيع شرائح الذكاء الإصطناعي المتقدّمة للصين من عدمه، وسيكون صاحب القرار النهائي، وفقًا لتصريحات وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك لـ”بلومبرج تي في” الشهر الماضي.

التحايل على القيود

وفي سياق آخر؛ تلجأ كبرى الشركات الصينية إلى تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في الخارج للوصول إلى شرائح إنفيديا، والتحايل على المساعي الأمريكية الرامية إلى منع تطوير هذه التكنولوجيا المتقدّمة.

وتُعد مجموعتا “علي بابا” و”بايت دانس” من بين الشركات التى تدرب أحدث نماذجها اللغوية الضخمة داخل مراكز بيانات في جنوب شرق آسيا، وفقًا لما ذكره شخصان على دراية مباشرة بالملف، لصحيفة “فاينانشال تايمز”.

وأشار المصدران إلى أن عمليات التدريب في مواقع خارجية تزايدت بشكل مطّرد بعد خطوة الولايات المتحدة فى أبريل لفرض قيود على بيع شرائح H20، وهي نسخة من معالجات إنفيديا مخصّصة للسوق الصينية.

وقال أحد مشغّلى مراكز البيانات فى سنغافورة: “القدوم إلى هنا هو الخيار الطبيعي؛ فأنت تحتاج لأفضل الشرائح لتدريب النماذج الأكثر تقدّمًا، وكل ذلك يتم بطريقة متوافقة قانونيًا”.

وخلال العام الماضى، أصبحت نماذج “قوين” من “علي بابا” و”دو باو” من “بايت دانس” من بين أفضل النماذج اللغوية أداءً على مستوى العالم، كما حظي نموذج “قوين” بانتشار واسع خارج الصين بين المطوّرين، لكونه نموذجًا “مفتوحًا” ومتاحًا مجانًا.

وتشهد تجمعات مراكز البيانات فى سنغافورة وماليزيا طفرة كبيرة مدفوعة بالطلب الصيني، مع تجهيز العديد منها بشرائح إنفيديا المتقدمة المشابهة لتلك المستخدمة من قبل عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين في تدريب النماذج الضخمة.

وبحسب مطّلعين على هذا النشاط، فإن الشركات الصينية عادة ما توقّع عقود تأجير لاستخدام مراكز بيانات فى الخارج مملوكة ومُدارة من جهات غير صينية، وهو ما ينسجم مع الضوابط الأمريكية على التصدير، خصوصًا بعد إلغاء الرئيس دونالد ترامب “قاعدة الانتشار” التى أُقرت في عهد جو بايدن لسد هذه الثغرة.

أما الاستثناء الأبرز فهو شركة ديب سيك، المطوّرة لنماذج ذكاء اصطناعى عالية الجودة ومنخفضة التكلفة، إذ يجري تدريب نماذجها بالكامل داخل الصين.

وبحسب المصادر، كانت الشركة قد جمعت مسبقًا كمية كبيرة من شرائح إنفيديا قبل دخول الحظر الأمريكي حيّز التنفيذ؛ كما أنها تعمل بشكل وثيق مع شركات تصنيع الشرائح الصينية بقيادة هواوي لتطوير الجيل القادم من المعالجات المحلية المخصّصة للذكاء الاصطناعي.

ولا يقتصر نشاط الشركات الصينية في مراكز بيانات جنوب شرق آسيا على التدريب، إذ تستخدم تلك المراكز أيضًا لخدمة العملاء في الخارج، مع سعي “علي بابا” و”بايت دانس” لتعزيز حصتهما من سوق الحوسبة السحابية العالمي؛ بالإضافة إلى توسُّع الشركات الصينية لحضورها في مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط.

اترك تعليقا