
أعلنت TSMC عن زيادة الحد الأدنى لإنفاقها الرأسمالي خلال عام 2025 إلى 40 مليار دولار، مقارنة بـ38 مليار دولار سابقًا، في إشارة إلى التزامها بتوسيع قدراتها الإنتاجية وتحديث منشآتها بما يتناسب مع الطلب المتصاعد.
وجاءت أرباح الشركة للربع المنتهي في سبتمبر قوية بشكل لافت، حيث سجلت ارتفاعًا بنسبة 39% لتصل إلى 452.3 مليار دولار تايواني، ما يعادل 14.8 مليار دولار أميركي، متجاوزة تقديرات الأسواق.
وتشير هذه النتائج إلى أن الشركة التايوانية، التي تُعد المورد الأساسي لشركات كبرى مثل “أبل”، و”إنفيديا”، و”أوبن إيه آي”، أصبحت لاعبًا محوريًا في سباق التكنولوجيا العالمي، خصوصًا مع تصاعد الإنفاق على الذكاء الاصطناعي.
وتعزز الموجة الاستثمارية الحالية في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تُقدّر قيمتها المستقبلية بتريليونات الدولارات، موقع TSMC كمزود رئيسي للبنية التحتية الرقمية، إذ تعتمد كبرى شركات التكنولوجيا – من “أوراكل” إلى “جوجل” – على مسرّعات ومعالجات يتم تصنيعها في مصانع الشركة التايوانية، لتشغيل خدمات مثل ChatGPT، وGemini.
وفي هذا السياق، ارتفعت مبيعات الشركة بنسبة 34% في أغسطس، مدفوعة بالطلب القوي على رقائق الذكاء الاصطناعي، في وقت تستعد فيه TSMC لمواصلة الأداء القوي في الربع الأخير من العام، بدعم من الطلب على معالجات A19 الخاصة بهواتف آيفون ورقائق Blackwell التي تطورها إنفيديا.
وفي ظل هذا الزخم، لا تزال المقارنات تُعقد بين هذه الطفرة في الاستثمارات التكنولوجية وفترة فقاعة الإنترنت في أواخر التسعينات، خاصة في ظل عدم وجود تطبيقات تجارية واسعة النطاق للذكاء الاصطناعي حتى الآن؛ لكن مسؤولي TSMC، يؤكدون أن الطلب الحالي مدعوم بأساسيات أقوى وأكثر استدامة.
وعبرالرئيس التنفيذي للشركة سي سي ويي، عن تفاؤله حيال استمرار الطلب على معالجات الذكاء الاصطناعي، لكنه في الوقت نفسه أبدى حذره من التوترات الجيوسياسية، خصوصًا تلك المتعلقة بالرسوم الجمركية التي قد تعود في ظل التغيرات السياسية في الولايات المتحدة.
وزادت القيود التي فرضتها الصين مؤخرًا على تصدير المعادن الأرضية النادرة، والتي تُعد حيوية لصناعة الرقائق، من المخاوف بشأن استقرار سلاسل الإمداد العالمية.
وردًا على ذلك، أعلنت الولايات المتحدة عن فرض قيود إضافية ورسوم جمركية جديدة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين، مما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق.
وفي خضم هذه الأجواء المتوترة، أعلنت شركة ASML الهولندية، المزوّد الرئيسي لمعدات تصنيع الرقائق لشركة TSMC، أن الطلب على أجهزتها الأكثر تقدمًا يسجل مستويات قياسية، بفضل التوسع المتواصل في مشاريع الذكاء الاصطناعي.
أما على صعيد الأرقام، فقد بلغت المبيعات الأولية لشركة TSMC في الربع الثالث 990 مليار دولار تايواني (نحو 33.05 مليار دولار أميركي)، وهي نتيجة فاقت التوقعات.
ويرى محللو “بلومبرج إنتلجنس” أن هذه الأرقام تعكس قوة الزخم في قطاعات الذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية، وتشير إلى هامش ربح إجمالي يقارب الحد الأعلى من التوقعات، بين 55.5% و57.5%.
ويتوقع المحللون أن تحافظ الشركة على أدائها القوي في الربع الرابع، رغم بعض التأثيرات الموسمية والضغوط الناجمة عن الرسوم الجمركية، حيث من المرجّح أن تحقق نموًا سنويًا أقل من الوتيرة المقدرة بـ11%.
وتشمل الاستثمارات العالمية التي تخطط لها TSMC، وتشمل بناء منشآت جديدة في أريزونا بالولايات المتحدة باستثمار يصل إلى 165 مليار دولار، بالإضافة إلى مشاريع في أوروبا واليابان، تهدف إلى تخفيف المخاطر الجيوسياسية وتنويع مصادر الإنتاج، في وقت تشتد فيه المنافسة على السيطرة على تقنيات المستقبل.