أجرى مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا بلاتفورمز”، محادثات أولية مع شركة “رانواي إيه آي Runway AI” المتخصصة في تقنيات إنتاج الفيديو بالذكاء الاصطناعي، لمناقشة إمكانية الاستحواذ عليها.
تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية زوكربيرغ الهادفة إلى تعزيز حضور “ميتا” في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي من خلال إبرام صفقات استراتيجية واستقطاب الكفاءات في هذا المجال.
وبحسب مصادر مطلعة، لم تتطور المحادثات إلى مرحلة تقديم عرض رسمي، كما لم تُسجّل أي تحركات نشطة حالياً؛ إلا أن هذه الخطوة تعكس توجهاً أوسع لدى زوكربيرغ لتكوين فريق ذكاء اصطناعي “خارق”، من خلال حملة توظيف مكثفة تشمل حوافز مالية ضخمة، وفي بعض الأحيان مفاوضات مع شركات ناشئة ذات إمكانات واعدة.
في هذا السياق، أعلنت “ميتا” مؤخراً عن استثمار بمليارات الدولارات في شركة “سكيل إيه آي Scale AI”، المتخصصة في تصنيف البيانات، كما استحوذت على حصة تبلغ 49% من أسهمها.
وكذلك أجرت الشركة محادثات مع عدد من أبرز الجهات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، منها “بيربليكسيتي (Perplexity)، والتي تُقدّر قيمتها السوقية حالياً بنحو 14 مليار دولار.
من جهة أخرى، أكد الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي” سام ألتمان، أن “ميتا” حاولت استقطاب عدد من موظفي شركته عبر عروض مغرية تضمنت مكافآت توقيع وصلت إلى 100 مليون دولار.
كما خاضت الشركة محادثات مع شخصيات بارزة في القطاع، مثل نات فريدمان، المدير التنفيذي السابق لـ”غيت هب”، ودانيال غروس، الرئيس التنفيذي لشركة “سيف سوبر إنتليجنس” (Safe Superintelligence).
أما “رانواي إيه آي”، ومقرها نيويورك، فقد برزت منذ عام 2023 كإحدى الشركات الرائدة في مجال توليد الفيديوهات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبلغت قيمتها السوقية في وقت سابق من هذا العام أكثر من 3 مليارات دولار.
وتُعد من أبرز الشركات التي ساهمت في دفع حدود الابتكار في صناعة الفيديو، خصوصاً من خلال نموذجها الأحدث “Gen-4″، الذي يُمكّن المستخدمين من إنتاج فيديوهات متناسقة بصرياً وبمستوى يصعب تمييزه عن المشاهد الحقيقية.
وقد لاقت أدوات “رانواي” اهتماماً من كبرى شركات الإنتاج، مثل “ليونز غيت”، التي وقّعت معها اتفاقية لاستخدام تقنياتها في أعمال فنية، من بينها مسلسل “هاوس أوف دايفيد” من إنتاج “أمازون”، فضلاً عن مشاركتها في مؤثرات حفل غنائي للفنانة مادونا.
وفي موازاة ذلك، تعمل “ميتا” على تطوير مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تستهدف تمكين المستخدمين والمعلنين من تعزيز قدراتهم الإبداعية ضمن منظومتها الرقمية الواسعة.
