تتجه شركة “ميتا بلاتفورمز” نحو إنهاء حقبة إتاحة نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل مجاني ومفتوح المصدر، في خطوة تشير إلى تحول استراتيجي في سياسة الشركة التي أنفقت أكثر من 65 مليار دولار هذا العام على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
وبحسب “بلومبرج”، نموذج “لاما”، الذي طرحته “ميتا” في نسخ متعددة خلال الفترة الماضية، شُهِر بكونه مفتوح المصدر مقارنة بنماذج مغلقة مثل “تشات جي بي تي” من “أوبن إيه آي”، و”جيميني” من “جوجل”؛ إلا أن تصريحات مارك زوكربيرج الأخيرة، إضافة إلى تحركات التوظيف وتغيير الأولويات الداخلية، تشير إلى قرب نهاية هذه السياسة.
وأشارت مصادر داخلية في “ميتا”، نقلت عنها “بلومبرج” إلى أن “لاما” استُخدم كمنصة لجذب المطورين والمواهب من المؤسسات المنافسة، ولتسريع عمليات التطوير عبر مساهمات مجتمعية دون مقابل مالي مباشر.
ولم تكن شروط الاستخدام الخاصة بالنموذج، في المقابل، تتوافق بالكامل مع معايير “المصدر المفتوح”، مما أثار انتقادات من خبراء وصفوا نهج الشركة بأنه “ترويج زائف للانفتاح”.
وساهمت تحذيرات من جهات أمنية وعسكرية كذلك في إعادة النظر؛ إذ أظهرت تقارير أن جهات صينية طورت أدوات استخباراتية مبنية على “لاما”، فيما استخدم باحثون تقنيات النموذج لبناء نماذج غير آمنة وظيفيًا، وهو أمر كان من الصعب تنفيذه باستخدام أنظمة مغلقة.
وألمح زوكربيرج في وقت سابق إلى أن نماذج “ميتا” المقبلة قد لا تكون متاحة للعامة، خاصة إذا وصلت إلى مستوى “الذكاء الفائق”، وهو المفهوم الذي يشير إلى أداء يتجاوز القدرات البشرية في مجموعة واسعة من المهام.
وفي السياق ذاته، تشير التعيينات الجديدة إلى توجه تجاري واضح، حيث اختار زوكربيرج ألكسندر وانج الرئيس التنفيذي السابق لشركة Scale AI، لقيادة المرحلة المقبلة من استثمار الذكاء الاصطناعي، مما يعزز التوقعات بتوجه الشركة نحو نماذج تجارية مدفوعة.
ووفقًا لبيانات بلومبرج، تُقدر ثروة زوكربيرج حاليًا بـ256.4 مليار دولار، ويحتل المركز الثاني عالميًا بعد إيلون ماسك، ومع تنامي الضغط من المستثمرين في “وول ستريت”، تسعى الشركة إلى تقديم مبررات مالية لإنفاقها الضخم، وسط تراجع الحماسة تجاه فكرة الإتاحة المجانية للذكاء الاصطناعي.
وبحسب “بلومبرج” فإنّه إذا استمرت “ميتا” في هذا المسار، فقد تعلن خلال 2025 أن نماذجها الجديدة لن تكون مفتوحة أو مجانية، ما يمثل نهاية “المرحلة التجريبية” لمبادرات الذكاء الاصطناعي المفتوح، وبدء مرحلة جديدة قائمة على الاستفادة التجارية المباشرة من هذه النماذج.
