في عصور سابقة كانت الحروب تعلن عن نفسها بطبول تدوي بصوت مرعب، ربما ترى البلدان قبل الغزو غبار يعلو حتى يبلغ السماء ويحجب الرؤية، مع تطور طبيعة الحروب أصبح تلك الأدوات السابقة للحروب تتحول إلى خطابات بلغة البلد أو خطابات مكتوبة بذات اللغة كتلك التي أرسلها نابليون قبل غزو مصر في الحملة الفرنسية، ومع التطورات المتتالية كانت طرق الإعلان عن الحروب تختلف، وفي عصر التكنولوجيا والتحول الرقمي قررت الدول أن تدلل على قوتها ونفوذها بأسلحة تتناسب مع العصر فبدأت المناوشات بين روسيا وأوكرانية بداية رقمية بامتياز.
واجهت أوكرانيا قبل ساعات من الهجوم الفعلي “كاسحات تكنولوجية” على المواقع المختلفة موجهة من روسيا تسببت في تعطل الخدمات عن المواقع الحكومية والبنوك، والكثير من ماكينات الصراف الآلي ATM، بينما في الوقت نفسه واجهت الحكومة الأوكرانية تهديدات هي الأولى من نوعها وفيروسات لم يسبق استخدامها Zero Day.
في زمن الحروب الإلكترونية لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن تتسبب به التكنولوجيا، حيث أصبح من الممكن أن تتسبب تلك النوعية من الهجمات في تعطيل الحياة اليومية وتهديد شبكات الكهرباء والمياه وتعطيل الحركة اليومية للانترنت والمواصلات.
وفي 2017 تسببت هجمة إلكترونية من قبل روسيا تحمل اسم NotPetya على جارتها الأوكرانية في خسائر بلغت 10 مليار دولار.
من ناحية أخرى في رد على تلك الهجمات، هدد العالم بإخراج روسيا من منظومة «سويفت» المالية العالمية، وهو نظام تشفير أو ترميز استحدث فى 1973 ليحل فى الاستخدام محل نظام التليكس المعمول به فى البنوك فى وقتها لتسهيل حركة التدفقات النقدية العالمية ولجعلها أكثر سهولة وأمان واستخدم النظام رسميا فى عام 1977 والمقر الرسمى له جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك فى بروكسل ومنذ ذلك الوقت اصبح سويفت هو بمثابة العمود الفقرى للنظام المالى العالمى حيث وصل عدد المستخدمين يوميا للنظام قرابة 42مليون مستخدم عبر 11000 الف مؤسسة ماليى تغطى جميع دول العالم.
كما لوحت الولايات المتحدة باستخدام سلاحها السيبراني، حيث نقلت شبكة إن بي سي للأخبار عن أربعة مصادر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد يلجأ لخيار شن حرب سيبرانية على روسيا في رد فعل على بدء الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية.
وقالت شبكة الأخبار الأمريكية أن الهجوم قد يتسبب في تعطيل شبكة الانترنت على روسيا بالكامل،وكذلك تعطيل شبكة الكهرباء الروسية على عموم البلاد.
وأوضح التقرير المنشور على المنصة أن الأضرار قد تصل إلى تعطيل أنظمة تسيير القطارات مما يسبب أزمة في الإمدادات الخاصة بالجيش الروسي