رئيس قطاع التكنولوجيا بهواوي شمال إفريقيا: ندعم استراتيجية الدولة لبناء مصر الرقمية مع اقتراب الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة
استعرض المهندس محمد طلعت، رئيس قطاع التكنولوجيا بشركة هواوي شمال، في حوار خاص لـ«تكنولدج»، ان الإنجازات التي حققتها الدولة في مجال التحول الرقمي، والخطوات التي تتخذها الشركة لتحقيق هذه الاستراتيجية في مصر على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تطل بظلالها على العالم، علاوة على مساهمات الشركة في المشروعات القومية التي تنفذها الدولة بالتعاون مع الشركاء من القطاعين العام والخاص، مستفيدةً من استثماراتها الضخمة في مجال البحث والتطوير.
ما أثر استراتيجية التحول الرقمي التي تحاول الحكومة تحقيقها خلال السنوات القليلة الماضية على أعمال الشركة في مصر؟
تحرص الدولة على بناء مصر الرقمية، حيث تسعى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات جاهدة لتحقيق الاقتصاد الرقمي من خلال استخدام أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتحويل قطاعات الدولة رقميًا بما يتماشى مع استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030.
و تشمل أهداف الوزارة للتحول الرقمي في تطوير البنية التحتية اللازمة وتعزيز الإدماج الرقمي عبر الانتقال إلى اقتصاد رقمي قائم على المعرفة وبناء القدرات وتشجيع الابتكار لتعزيز مكانة الدولة على المستويين الإقليمي والدولي.
وقد حققت مصر تقدمًا ملحوظًا في استراتيجيتها القومية للتحول الرقمي في كل قطاعات الدولة، وهنا تفخر هواوي بتعاونها مع شركائها في مصر على مدار 22 عامًا، حيث نتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحقيق استراتيجية التحول الرقمي للدولة من خلال محورين رئيسين هما: تطوير البنية التحتية اللازمة للتحول الرقمي، وبناء قدرات الشباب المصري بهدف خلق جيل قادر على قيادة خطة التنمية المستدامة التي تسعى الدولة جاهدة إلى تحقيقها.
إذ نتعاون مع الحكومة لدعم طموحاتها في تعزيز الابتكار التكنولوجي ونساهم بفعالية لإعادة تشكيل الاقتصاد المصري عبر تطوير البنية التحتية وتطوير قطاع التعليم والدريب على أحدث التقنيات وتطوير المهارات وتمكين الشباب لتأهيلهم لسوق العمل، علاوة على المبادرات الهادفة لتنمية المجتمع.
توفر هواوي أحدث التقنيات في الذكاء الاصطناعي والسحابة وإنترنت الأشياء والشبكات والطاقة الرقمي والحلول المتكاملة لدعم مصر الرقمية، بالإضافة إلى التعاون مع شركائها لخلق قيمة مضافة في القطاعات الحيوية بما في ذلك النقل والتعليم والصحة والتنمية العمرانية والطاقة وغيرها، وذلك في ظل رؤية التنمية المستدامة مصر 2030.
ما توقعاتكم لتأثير الوضع الاقتصادي العالمي على نمو مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؟ وكيف ستؤثر الأزمة الاقتصادية العالمية على أعمال هواوي بوصفها أحد الشركات الفاعلة في هذا المجال؟
يشهد العالم حاليًا أزمة اقتصادية كبيرة يمتد تأثيرها على كافة الأصعدة، على الرغم من ذلك، تبرز أهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ظل هذه الأزمات. إذ تساهم الحلول التقنية والابتكارات التكنولوجيا المستندة إلى تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية والأمن السيبراني وغيرها في مساعدة المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة على تحقيق معدلات نمو أكبر من خلال خفض نفقاتها دون الحد من كفاءة عملياتها التشغيلية. علاوة على ذلك، يبرز الدور المهم الذي يقوم به البحث والتطوير في خلق أفكار تساهم في تسريع الخروج الآمن من الأزمة الاقتصادية.
ونؤمن في هواوي أن التحديات دائمًا ما تصاحبها الفرص، حيث يعتمد تعزيز الاقتصادات على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأفضل والأكثر موثوقية وأمانًا، والتي يمكن إجراؤها من خلال البنية التحتية التكنولوجية المثلى. لذا تتمثل رؤية هواوي في إيصال الرقمنة إلى كل شخص ومنزل ومؤسسة لخلق عالم ذكي متصل بالكامل بهدف تحقيق مستقبل أكثر استدامة على كافة المستويات.
إذ يعزز العالم المتصل عملية التحول الرقمي وسينتج عنه تأثيرًا اجتماعيًا واقتصاديًا إيجابيًا على مصر. علاوة على ذلك، يلعب التحول الرقمي دورًا رئيسيًا، ليس فقط في دعم النمو الاقتصادي، ولكن أيضًا في تشكيل توجهاته مستقبلًا. لذا تحرص هواوي على العمل جنبًا إلى جنب مع شركائها في مصر سواء من القطاع الخاص أو العام والحكومة المصرية لتحويل جميع القطاعات رقميًا، لتخطي تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية ومواصلة تحقيق التنمية في بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
هل ستؤثر الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية للتصدي للأزمة الاقتصادية العالمية على أعمال مشروعاتكم القائمة حاليًا؟
إن تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية ممتد على كافة القطاعات في مختلف البلدان، وقد أثبت الاقتصاد المصري مرونة كبيرة تجاه الأزمات، مثلما شهدنا صلابته في وقت أزمة وباء كورونا، وذلك بفضل إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي نفذتها مصر على مدار السنوات الماضية. والآن تواصل الحكومة إجراءاتها الاستباقية لمواجهة الأزمة من خلال خطة واعدة للإصلاح الاقتصادي والهيكلي من شأنها الحفاظ على النمو الاقتصادي الذي حققته الدولة وخفض معدل البطالة ومواجهة التحديات المختلفة.
وكانت أبرز ملامح الخطة الحكومة التي وضعتها الحكومة تعزيز الإبداع التكنولوجي، بما في ذلك مساعدة الشركات الناشئة وتعزيز الاستثمار الأجنبي وتنمية القطاع الخاص من خلال استقطاب الشركات العالمية خاصة العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي يأتي على رأس أولويات الدولة، حيث يعد الابتكار والإبداع في هذا المجال من أهم السمات المميزة للدول الحريصة على تحقيق التنمية المستدامة.
وعليه، فإن تأثير هذه الإجراءات سيكون إيجابيًا على أعمال الشركة لما سيوفره من ضمان للاستمرار في فتح الباب أمام الفرص الاستثمارية ومواصلة سعي الدولة نحو تحويل القطاعات رقميًا وكذلك جهود الحكومة في تنفيذ المشروعات القومية المختلفة في كل أنحاء مصر.
ما القطاعات الرئيسية التي تتعاون فيها هواوي مع شركائها من القطاعين العام والخاص؟ وما هي التقنيات الحديثة التي توفرها هواوي لشركائها لمساعدتهم على تحقيق استراتيجية التحول الرقمي في هذه القطاعات؟
تعمل هواوي في مصر لأكثر من 20 عامًا حظيت خلالها بخبرة عميقة لمتطلبات السوق المحلية وتحدياتها، علاوة على الخبرة العالمية لهواوي ومنتجاتها المتطورة، حيث نسخرها جميعًا لتحقيق نقلة نوعية في مجال التحول الرقمي، كما ندعم جهود الحكومة المصرية نحو تحويل كل قطاعات الدولة رقميًا.
إذ نحرص دائمًا على توفير أحدث التقنيات الرقمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والطاقة الرقمية والحلول المتكاملة لشركائنا من مختلف القطاعات بهدف تعزيز كفاءة العمليات التشغيلية ودعم بناء مصر الرقمية، وذلك لخلق قيمة مضافة في القطاعات الحيوية مثل النقل والمواصلات، والمدن الذكية، والصحة، والتعليم، والمالية، والطاقة، وذلك تماشيًا مع رؤية مصر 2030.
تبذل الحكومة مجهودات كبيرة في الفترة الأخيرة لتنفيذ عدد من المشروعات القومية في كل أنحاء مصر، ما هي مساهمات هواوي لمساعدة الحكومة المصرية في تنفيذ هذه المشروعات؟ وما التقدم المحرز في هذه المشروعات مع اقتراب الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة؟
تحرص هواوي على التعاون الوثيق مع الحكومة المصرية لإنجاح جهودها في تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة في كل القطاعات، والتي يأتي على رأسهاقطاع الاتصالات والمدن الذكية والنقل والمواصلات والطاقة وغيرها من القطاعات التي تشهد مشروعات قومية تنفذها الدولة، حيث توفر هواوي كافة الإمكانات التقنية بما في ذلك أحدث الحلول المستندة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة والأمن السيبراني.
تمتلك هواوي أحدث التقنيات التي تسهم في تطبيق مفهوم المدن المستدامة والذكية لتوفر نظامًا متصلًا بالكامل، بدءًا من تطبيقات أجهزة الاستشعار، وبرامج تحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، والطاقة الرقمية، وصولًا إلى البنية التحتية وإنشاء مراكز البيانات.
فيما يعد قطاع المدن الذكية من أكثر القطاعات التي تحرص هواوي على دعمها عبر توفير حلولها التكنولوجية للتحول الرقمي، وللوصول لأعلى معايير الجودة والرفاهية المعيشية بالمدن الذكية، ويأتي ذلك تماشيًا مع مساعينا في السوق المحلية نحو استخدام حلول مبتكرة ورائدة لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030 في إنشاء مدن ذكية مستدامة. إذ تمتلك هواوي خبرات موسعة في تشييد المدن الذكية وتأسيس البنية التحتية، فتمكنت هواوي من تشييد أكثر من 160 مدينة ذكية في أكثر من 100 دولة ومنطقة.
إذ ندعم رؤية مصر لقطاع النقل والمواصلات، وكذا التوجه العالمي نحو انتهاج أنظمة النقل متعددة الوسائط سواء كانت في مجالات النقل الجوي أو البري أو السكك الحديدية أو النقل البحري لنقل الركاب أو البضائع. فتساعد تقنيات هواوي في تصميم وتنفيذ بنية تحتية ذكية للنقل ابتداءً من شبكات السكك الحديدية وشبكات النقل السريع، وصولًا إلى الموانئ الذكية.
كما توفر هواوي لقطاع النفط والغاز أيضًا العديد من حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتقدمة لديها، بما في ذلك تقنية خطوط الأنابيب الرقمية، واستخدام مصادر الطاقة الجديدة والخضراء لإمداد الطاقة، والوصول إلى أعلى المعايير فيما يخص إمكانيات المراقبة والتحذير لشبكات خطوط الأنابيب، مما يساهم في تمكين رقمنة العمليات التشغيلية وتكنولوجيا النفط والغاز في مصر.
تهتم هواوي بنقل خبراتها العالمية وأحدث تقنياتها إلى مصر لمساعدة شركائها في تحقيق التنمية المستهدفة في كافة القطاعات، والتي كان آخرها مختبر هواوي المفتوح للابتكار Huawei OpenLab، كيف يساعد هذا المختبر في نمو قطاعات السوق المصري؟
لقد حقق قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر طفرة هائلة في الفترة الماضية، كما أصبح لقدراته التسويقية تأثيرًا على المنطقة، فيما تدرك مصر أهمية التحول الرقمي في الصناعة، كما يدعم النظام المتكامل في مصر هذا التحول لعدد من المؤسسات الصناعية، علاوة على ذلك؛ شهد قطاع التعليم تطورًا ملحوظًا، إذ يوجد في مصر أكثر من نصف الجامعات الإفريقية البالغ عددها 15 جامعة في تصنيف “كيو إس” للملكة المتحدة، مما يساهم في تقدم المنطقة.
وتهدف هواوي، بالتعاون مع شركائها من القطاعين العام والخاص، إلى بناء نظام متكامل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر، وذلك استجابة لاستراتيجية التحول الرقمي في الصناعة، وهذا ما يتم من خلال المختبر الإقليمي المفتوح للابتكار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (Cairo OpenLab)، وهو أول مركز إقليمي من نوعه لخدمة عملاء وشركاء هواوي في مصر ومنطقة شمال إفريقيا بأكملها، والثامن عالميًا في سلسلة مختبرات هواوي للابتكار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
إذ يركز المختبر المفتوح على المجالات المبتكرة في السلامة العامة، والشبكة الذكية، والمدينة الذكية، والحكومة الذكية والتعليم الذكي، ويسير العمل من خلال أربعة مراكز وظيفية: مركز تنمية الشريك، ومركز الابتكار المشترك للحلول، ومركز تدريب المواهب وإصدار الشهادات، ومركز خبرة الصناعة.