كشفت مصادر في سوق المحمول المصري عن تراجع حجم واردات السوق من الهواتف الذكية بنسبة 89% خلال النصف الأول من العام الجاري.
وأكدت المصادر في تصريحات خاصة لـ«تكنولدج» على أن ذلك يرجع إلى الإجراءات الحكومية الأخيرة التي اتخذتها الدولة للحد من الطلب على النقد الأجنبي في ظل الأزمة المالية العالمية، موضحين أنه من أهم تلك الإجراءات، وقف التعامل بمستندات التحصيل في عمليات الاستيراد حيث أعلن البنك المركزي في 14 فبراير الماضي وقف التعامل بمستندات التحصيل في تنفيذ كافة العمليات الاستيرادية والعمل بالاعتمادات المستندية، وهو القرار الذي دخل حيز التنفيذ في 23 فبراير.
المركزي للإحصاء: 1.2 مليار واردات مصر من الهواتف في فبراير
ووفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تراجع حجم واردات مصر من الهواتف المحمولة بنسبة 57.5% بنهاية فبراير الماضي لتسجل 64.2 مليون دولار (1.2 مليار جنيه) مقارنة بـ150.5 مليون دولار (2.8 مليار جينه) خلال نفس الفترة من 2021.
وتم استثناء عدد من السلع الأساسية من تنفيذ القرار منها الأدوية والأمصال والكيماويات الخاصة بها والسلع الغذائية الآتية (الشاي – اللحوم – الدواجن – الأسماك – القمح – الزيت – لبن البودرة – لبن الأطفال – الفول – العدس – الزبدة – الذرة).
وأشارت المصادر إلى أن تلك الصعوبات خلقت نوع جديد من الأسواق الموازية لتغطية احتياجات المستهلكين من الهواتف المحمولة غير أن تلك الأسواق الموازية لا تغطي سوى 5% فقط من احتياجات السوق.
تلك العوامل إلى جانب الصعوبات العالمية التي تواجه المصنعين وعلى رأسها أزمة سلاسل القيمة الممتدة منذ جائحة «كوفيد-19»، ونقص الرقائق التي تعد مكونًا أساسيًا في الهواتف الذكية، إلى جانب الركود العالمي التابع للحرب الروسية الأوكرانية وفقًا للمصادر ساهم في تفاقم الأزمة في السوق المحلية.
حجم سوق الموبايل في مصر
وبلغ حجم سوق الهواتف الذكية في مصر بنهاية العام الماضي أكثر من 44 مليار جنيه، حيث استحوذت الهواتف على أكثر من 49% من سوق الأجهزة الإلكترونية والكهربائية محليًا خلال عام 2021.
وووفقًا للتقديرات الأخيرة لمؤسسة أبحاث السوق GFK استحوذت «سامسونج» 34.9% من إجمالي مبيعات أجهزة الهواتف الذكية في مصر، بقيم مبيعات حوالي 37.2%.
فيما احتلت «أوبو» المرتبة الثانية من حيث عدد الهواتف المباعة بنسبة 23.2% محققة 22.7% من إجمالي إيرادات السوق، بينما استحوذت «آبل» على المرتبة الثالثة في قيمة مبيعات الهواتف الذكية بنسبة 13.1% من قيم السوق، غير أن المرتبة الثالثة من حيث عدد الهواتف كانت من نصيب «ريدمي» التابعة للعلامة التجارية «شاومي».
وجاءت «ريلمي» في المرتبة الرابعة من حيث عدد الهواتف المباعة بنسبة 10% من سوق المحمول ثم «انفينكس» و«فيفو» بحصص 6.4% و 4.9% على التوالي.
التصنيع المحلي قد يكون بديلاً
ومن ناحية أخرى بدأت شركة «إنفينكس» في إنتاج أول هواتفها الذكية محلية الصنع في مصنع الشركة المصرية لصناعات السليكون «سيكو» من فئة الهواتف الأقل سعرًا والتي يحتاجها المستخدم للدخول إلى فئة مستخدمي الهواتف الذكية لأول مرة.
وفي الوقت الذي تعاني فيه السوق من ضعف في المعروض من الهواتف الذكية بسبب القيود على الدولار، يأتي خيار التصنيع المحلي كواحد من أهم السيناريوهات البديلة لتوفير احتياجات السوق.