بدأت شركة “أبل” في تصنيع هاتفها الجديد “أيفون 14” في الهند في وقت أقرب مما كان متوقعاً، بعد طرح سلس ومفاجئ للإنتاج، نجح في تقليص الفارق بين الإنتاج الصيني والهندي من أشهر إلى عدة أسابيع فقط.
جاء إعلان الشركة بعد أسابيع من الفعالية البارزة للكشف عن الجهاز بتاريخ 7 سبتمبر.
قال أشخاص مطلعون على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أثناء مناقشة الأمور الداخلية، إن الشركاء سرّعوا العملية بعد حل مشكلات سلسلة التوريد، ما ساعد على تأمين سلاسة الإنتاج بشكل أكبر من المتوقع وفقًا لبلومرج.
تبحث “أبل”، التي تصنّع غالبية أجهزة “أيفون” في الصين منذ فترة طويلة، عن بدائل لذلك نتيجة للصدام بين إدارة شي جين بينغ والحكومة الأميركية، والإغلاقات المفروضة في جميع أنحاء الصين التي عطّلت النشاط الاقتصادي. في غضون ذلك، تحرص إدارة ناريندرا مودي على أن تُصبح بلاده منافساً حيوياً للصين في التكنولوجيا والقدرة على الإنتاج، خاصة مع بدء ملاحظة المستثمرين الغربيين والشركات لتدهور سجل بكين الحافل.
قال جيف بو، المحلل لدى “هايتونغ إنترناشونال سيكيوريتيز” (Haitong International Securities): “تُعدّ الهند حالياً وجهة جذّابة للتصنيع، لأنها توفّر هيكلية أفضل فيما يتعلّق بتكلفة العمالة في الوقت الذي تتطلع فيه أبل إلى تقليل المخاطر الجيوسياسية. ستُساعد أبل الهند في تسريع الجدول الزمني للإنتاج حتى تتحوّل البلاد إلى موقع تصنيع رئيسي”.
قالت “أبل”، في بيان بالبريد الإلكتروني، الإثنين، دون مناقشة الجداول الزمنية للإنتاج: “نحن متحمسون لتصنيع (أيفون 14) في الهند”. ورفض ممثِّل “فوكسكون” التعليق.
يبدأ شركاء “أبل”، من أمثال “فوكسكون” التي تُصنِّع غالبية أجهزة “أيفون” في العالم، في تجميع الجهاز بالهند بعد حوالي ستة إلى تسعة أشهر من المصانع الصينية. ويعود ذلك جزئياً إلى الحاجة للمزيد من الوقت من أجل تأمين وشحن المكوّنات الحيوية إلى سلسلة غير معتادة على العملية بهذا الشكل بعد.
يتطلب تجميع أجهزة” أيفون” عادة التنسيق بين مئات الموردين والوفاء بالمواعيد النهائية الصارمة وضوابط الجودة التي تفرضها “أبل”.
قال المحللون من أمثال مينغ-تشي كو في “تي إف إنترناشيونال سيكيوريتيز غروب” (TF International Securities Group)، إنهم يتوقعون قيام “أبل” بشحن أجهزة “أيفون” جديدة من البلدين في نفس الوقت تقريباً، وهو ما يُعتبر علامة فارقة في جهود الشركة لتنويع سلسلة توريدها وتوفير الفائض.
كما تُمثِّل مطابقة وتيرة إنتاج “أيفون” في الصين إنجازاً كبيراً للهند التي روّجت لنفسها كبديل جاذب للصين، التي تعرّضت لعمليات إغلاق ناتجة عن “كوفيد” والعقوبات الأميركية، ما هدّد مكانة الدولة الأكبر كمصنع للعالم. ويستكشف المسؤولون التنفيذيون في الصناعة ما يُسمّى باستراتيجية (الصين زائد واحد) لنقل بعض الإنتاج إلى دول مثل الهند أو فيتنام.
بدأ شركاء “أبل” في تصنيع أجهزة “أيفون” في الهند عام 2017، في خطوة أولى لاستراتيجية بناء قدرات التصنيع في البلاد عبر سنوات طويلة. بالإضافة إلى كونها مسانداً للعمليات الحالية، تُعتبر الدولة، بعدد سكانها البالغ 1.4 مليار نسمة، سوقاً استهلاكياً واعداً، وقدّمت إدارة “مودي” حوافز مالية في إطار برنامجها المعروف باسم “صُنع في الهند”.
قال أرونا سونداراجان، سكرتير الحكومة الفيدرالية السابق في عام 2017 عند بدء “أبل” تجميع أجهزة “أيفون” في البلاد: “تنظر جميع الشركات الكبرى حالياً إلى الهند باعتبارها جزءاً من استراتيجية (الصين زائد واحد) أو (الصين زائد اثنين). نحتاج في الهند إلى تعزيز خدماتنا اللوجستية والبنية التحتية ورأس المال البشري على المدى الطويل إلى جانب التركيز على بناء مركز تصدير لكي تُصبح الهند بديلاً حيوياً للصين”.