الولايات المتحدة تتحرك أسرع للسيطرة على سوق أشباه الموصلات.. وآسيا تحاول الحفاظ على موقعها في أهم صناعة تكنولوجية
نشرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن محاذير جديدة تهدف إلى حرمان الصين من الاستفادة من بعض رقائق أشباه الموصلات المصنوعة في أي مكان في العالم بأدوات أميركية، لتوسّع بذلك محاولاتها لإبطاء وتيرة التقدم التكنولوجي.
ستقيد اللوائح الجديدة تصدير المعدات الأميركية إلى شركات صناعة شرائح الذاكرة الصينية، وتضفي الطابع الرسمي على الرسائل المرسلة إلى شركات منها “نفيديا كورب” و”أدفانسد مايكرو ديفايسز”، لتقييد صادراتها إلى الصين من الرقائق المستخدمة في أنظمة الحوسبة الفائقة التي تعتمد عليها دول حول العالم لتطوير أسلحة نووية وتقنيات عسكرية أخرى.
يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه شركة تحمل اسم « Pengxinwei IC Manufacturing Co» في تصنيع أشباه الموصلات وتتخذ من مدينة شينزن الصينية (المدينة التي تستحوذ على معظم مقرات شركة هواوي ومركزها للبحث والتطوير) مقًرا لها، مما يشير إلى إمكانية أن تكون تلك الشركة الناشئة أداة جديدة للعملاق الصيني «هواوي» لمواجهة التضييق الأمريكي عليها.
ويشهد العالم نوع من الصراع الهادئ حول التفوق في صناعة أشباه الموصلات والرقائق التي تعد نكونًا أساسيًا في عدد كبير من الصناعات مثل الهواتف والحاسبات الشخصية والشاشات، والسيارات وغيرها وحتى المعدات الثقيلة.
وأعلنت القارة الأوروبية عن تخصيص تسهيلات بالجملة للشركات العاملة في مجال أشباه الموصلات مثل إعلان أسبانيا عن تسهيلات لإنشاء مصانع الرقائق، واعتزام ألمانيا تخصيص تسهيلات من جانبها لصالح شركة «إنتل» الأمريكية لتدشين مصنعًا في ألمانيا ضمن خطتها لإنشاء عدد من المصانع منها واحدًا بأوروبا وآخر في الولايات المتحدة وباستثمارات تتخطى 40 مليار دولار.
وعلى ذكر صناعة الرقائق تخطط شركة “مايكرون تكنولوجي لاستثمار 100 مليار دولار على مدى الـ20 عاماً المقبلة لبناء مصنع في شمال ولاية نيويورك لتعزيز إنتاج الولايات المتحدة من رقائق الذاكرة.
و من جهة الشرق أعلنت “كانون” استثمار 350 مليون دولار لبناء مصنع وسط اليابان لتعزيز إنتاج آلات الطباعة الحجرية الحالية لصناعة الرقائق.
في ذات الوقت أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعمه لخطط شركة (IBM) لاستثمار 20 مليار دولار على مدى العقد المقبل في نيويورك، قائلاً إنَّها يمكن أن تجعل المنطقة مركزاً للحوسبة الكمية، وقد نتجت عن تشريع وقَّع عليه لتعزيز البحث والتطوير في الولايات المتحدة.
قال بايدن خلال زيارة إلى حرم “آي بي إم” في بوكيبسي، نيويورك: “يمكن أن يصبح (وادي هدسون) مركزاً لمستقبل الحوسبة الكمية، وهي الحوسبة الأكثر تقدماً والأسرع على الإطلاق في العالم. كما أنَّها التكنولوجيا التي تعتبر حيوية لاقتصادنا، وعلى القدر نفسه من الأهمية لأمننا القومي”.
علاوةً على ذلك، ستتجه استثمارات “آي بي إم” نحو البحث والتطوير والتصنيع الذي يشمل أشباه الموصلات، وتكنولوجيا الحاسبات المركزية، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية. كما تبني شركة “آي بي إم” أنظمة الكمبيوتر المركزية في حرم الشركة الذي يضم أيضاً أول مركز حساب كمومي للشركة، وهو أحد أكبر تجمعات أجهزة الكمبيوتر الكمومية.
وبحضور رئيس شركة “آي بي إم”، أرفيند كريشنا، التقى بايدن بالعاملين خلال زيارته، كما اطّلع على جهاز كمبيوتر كمومي. وانضمت حاكمة نيويورك كاثي هوشول والنائبان شون باتريك مالوني وباتريك رايان إلى الزيارة خلال زيارة بايدن.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن عن قانون يختص بتوجيه ما يقرب من 52 مليار دولار لدعم صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة الأمريكية بغرض تقليل الاعتماد على الموردين الآسيوين لتلك المكونات المهمة لصناعة تكنولوجيا المعلومات، لاسيما وأن آسيا تستحوذ على ما يقرب من 80% من إنتاج أشباه الموصلا حول العالم.