تتوقع ِشركة «أبل» انخفاض إنتاج أجهزة “أيفون 14” الجديد بنحو 3 ملايين هاتف العام الجاري، وفقاً لأشخاص مطلعين على خططها.
تستهدف الشركة ومورديها إنتاج 87 مليون جهاز أو أقل، مقارنةً بـ90 مليون جهاز في وقت سابق، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية المعلومات.
ويرجع هذا الانخفاض في المقام الأول إلى ضعف الطلب على طرازي “أيفون 14 و”أيفون 14 بلس”، وهما بديلان أرخص لأجهزة “أيفون برو” الأغلى والأكثر تطوراً، إلى جانب مشكلات الإمداد في بعض المدن الصينية مثل تشنغتشو، التي تُعدّ موطناً لتصنيع هواتف “أيفون” وتخضع حالياً للإغلاق لمدة أسبوع بموجب تدابير “كوفيد19”.
شهدت مبيعات “أيفون 14″ و”أيفون 14 بلس” هبوطاً كبيراً منذ إطلاقهما وكان التراجع أكبر في الصين، وفقاً لتحليل “جيفريز فاينانشال غروب” (Jefferies Financial Group) لأكبر سوق للهواتف الذكية في العالم. كانت شركة “أبل” ألغت في وقتٍ سابق خططها لزيادة إنتاج هواتف “أيفون” الجديدة العام الجاري في ظل عدم تحقق انتعاشة متوقعة في الطلب، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ نيوز”.
مع ذلك، أشارت شركة «أبل» إلى أن الطلب على أجهزة “أيفون 14 برو و”أيفون 14 برو ماكس” لا يزال قوياً، ورغم ذلك سينخفض إنتاج هذه الهواتف بسبب الإغلاق في تشنغتشو. وامتنعت الشركة عن تقديم أرقام محددة.
خفض محللو “إس إم بي سي نيكو سيكيورتيز” ” (SMBC Nikko Securities)، بقيادة ريوسوك كاتسورا توقعاتهم الإجمالية لإنتاج “أبل” لعام 2022 إلى 85 مليون جهاز “أيفون” بدلاً من 91 مليون جهاز.
كتب “كاتسورا” وزملاؤه: “بدأت بعض الشركات الأخذ في حسبانها التأثير المحتمل لهذه التغييرات في توقعات أرباحها”، إذ عدلت توقعاتها بعد “تأكيد التراجع في الإنتاج والمبيعات الأسبوع الجاري في الصين وظهور علامات على خفض الشركات المصنعة للمواد إنتاجها”.
ورفضت “أبل” التعليق بخلاف بيان سابق لها بشأن إمداداتها من تشنغتشو.
تُعدّ منشأة تشنغتشو، التي تديرها مجموعة “فوكسكون تكنولوجي” (Foxconn Technology)، والمعروفة أيضاً باسم مدينة الـ”أيفون”، مركز الإنتاج الرئيسي لشركة “أبل”، والذي يجمع إصدارات “برو” من أجهزة “أيفون”. شهد المصنع حالة استياء ونزوح جماعي للعمال بسبب طريقة إدارة “فوكسكون” لتفشي فيروس كورونا في المصنع، ما دفع شركة التجميع التايوانية لرفع الأجور، فضلاً عن وضعها تدابير إضافية لتحسين رفاهية العمال، وهو ما أكدت “أبل” أنه على رأس أولوياتها.
أعقب ذلك إغلاق الحكومة الصينية لتشنغتشو، والمستمر لمدة أسبوع حتى 9 نوفمبر، وتؤكد “فوكسكون” أنها تعمل عن كثب مع الحكومة للقضاء على الوباء وتقليل الاضطراب الناجم عن تفشيه.
كانت تداولات أسهم “هون هاي بريسيجن إندستري” (Hon Hai Precision Industry Co)، وهي وحدة “فكسكون” الرئيسية المدرجة في البورصة، مستقرة نسبياً الأسبوع الماضي، في حين تكبدت “أبل” سلسلة من الخسائر في أسهمها، والتي استمرت لخمسة أيام، وسط شكوك أوسع حول آفاق الشركات التكنولوجية والاستهلاكية.
تتركز مشكلة “أبل” الأكبر في الأسابيع المقبلة في تراجع الطلب على “أيفون” وليس العرض. وأدت سياسة “صفر كوفيد” الصارمة التي فرضتها الحكومة الصينية إلى إغلاقات مفاجئة في جميع أنحاء البلاد، ما أعاق النشاط الاقتصادي، ووصلت حالات الإصابة اليومية بكورونا إلى أعلى مستوى لها منذ ستة أشهر، ما دفع المسؤولين إلى إعلان مواصلة التزام البلاد بضوابطها الصارمة لاحتواء انتشار الفيروس.