كشف باحثون بقيادة مردخاي جوري أسلوب اختراق غير تقليدي يستهدف الحواسيب المعزولة تمامًا عن الشبكات Air-Gapped، وذلك من خلال استغلال الساعات الذكية القريبة من هذه الأجهزة.
وتعتمد الثغرة الجديدة التي أُطلق عليها اسم SmartAttack، على إرسال بيانات سرية عبر إشارات صوتية فائقة التردد، لا يمكن للأذن البشرية سماعها؛ لكن يمكن للميكروفونات الدقيقة في الساعات الذكية التقاطها.
وتعتمد الطريقة على وجود برمجية خبيثة مزروعة مسبقًا في الحاسوب المعزول، تقوم بإرسال البيانات الحساسة على شكل إشارات مشفّرة تُبثّ عبر مكبّر الصوت المدمج بالجهاز.
وتُرسل الإشارات باستخدام تقنية تُعرف باسم B-FSK، حيث يُخصص تردد 18.5 كيلوهرتز لتمثيل الرقم “0” وتردد 19.5 كيلوهرتز لتمثيل الرقم 1.
وبمجرد وصول هذه الموجات إلى ميكروفون الساعة الذكية القريبة، تقوم تطبيقات متخصصة داخل الساعة بفك الشيفرة وتحويل الترددات إلى بيانات رقمية يمكن إرسالها لاحقًا عبر البلوتوث، والواي فاي، أو الشبكات الخلوية بمجرد خروج الشخص من المنطقة المحمية.
وتشير الدراسة التي قُبلت للنشر في مؤتمر IEEE COMPSAC 2025، إلى أنَّ الهجوم يعتمد غالبًا على جهة داخلية كموظف مستاء، أو جهاز اختراق ضمن سلسلة التوريد، لتثبيت البرمجية على الحاسوب المستهدف؛ ومن ثمّ لا حاجة لأي اتصال شبكي تقليدي بل يتم استخدام مكبّر الصوت كقناة تسريب للمعلومات.
ورغم ابتكار التقنية إلا أنَّها تواجه عدة قيود، منها: حساسية الميكروفونات؛ فميكروفونات الساعات الذكية أقل دقة مقارنة بالهواتف مما يصعّب استقبال الإشارات بوضوح.
ومن بين القيود أيضًا، أنَّ فعالية الهجوم تزداد عند وجود مسار مباشر بين الساعة ومكبر الصوت؛ بالإضافة إلى النطاق المحدود للإرسال ضمن مسافة تتراوح بين 6 إلى 9 أمتار.
ويجعل هذه الطريقة مقلقة هو إمكانية كسر عزلة الحواسيب المحمية من خلال قنوات غير متوقعة.
وجدير بالذكر أنَّ مردخاي وفريقه سبق أن عرضوا تقنيات مشابهة لتسريب البيانات عبر إشارات بصرية، وتقلبات كهربائية في الذاكرة، وحتى من خلال الإشعاعات المنبعثة من كابلات الأجهزة.
وتمثل SmartAttack مثالًا جديدًا على أن التهديدات السيبرانية تتطور باستمرار، وأن الدفاعات التقليدية لم تعد كافية في مواجهة أساليب التسلل الإبداعية والمعقدة.
