
نجحت آرتشر للطيران الأمريكية في جمع 850 مليون دولار عبر بيع 85 مليون سهر بـ10 دولارات للسهم الواحد ما يرفع إجمالي تمويلاتها إلى نحو ملياري دولار.
ويتزامن التمويل الاستراتيجي مع التحولات التنظيمية الكبرى في أمريكا، والاهتمام الحكومي المتزايد بتقنيات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائي.
وتبرز شركة “آرتشر” الأمريكية كنموذج يحتذى في كيفية توظيف التمويل الاستراتيجي لتحويل أفكار طموحة إلى واقع تكنولوجي قابل للتطبيق.
ونجحت آرتشر في تجاوز العقبات التقليدية عبر شبكة تمويلات ضخمة وتحالفات عالية المستوى، رغم أنَّ مركبات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية لا تزال في مراحلها الأولى، وهو ما جعل “آرتشر” أقرب من أي وقتٍ مضى لإطلاق أول شبكة سيارات أجرى جوية في مدن كبرى حول العالم.
وكان دخول “يونايتد إيرلاينز” على خط التمويل نقطة تحوُّل رئيسية؛ إذ دفعت الشركة دفعة مقدمة في 2022 لشراء 100 مركبة هبوط وإقلاع عمودية، في صفقة تؤكد قناعة راسخة بأن مستقبل الطيران الحضري بدأ يتشكّل فعليًا.
ولم يكن ذلك الاستثمار الوحيد؛ فقد حظيت “آرتشر” أيضًا بدعم من شركات عالمية مثل Stellantis ومؤسسات استثمارية مثل Wellington Management ، و2PointZero القابضة من أبوظبي.
ولم توفر هذه الشراكات فقط الدعم المالي؛ بل منحت آرتشر بوابة عبور إلى أسواق جديدة وفي مقدمتها الإمارات، حيث تعمل على إطلاق أول خدمة تاكسي جوي تجارية في المنطقة بالشراكة مع أبوظبي للطيران.
وتستند “آرتشر” في مشروعها إلى مركبتها المتقدمة “ميد نايت” المصممة لنقل 4 ركاب بسرعات تصل إلى 150 ميلًا في الساعة وشحن كهربائي فائق السرعة لا يتجاوز 10 دقائق.
وتظهر المواصفات التقنية بوضوح أنَّ الاستثمار لم يذهب فقط نحو التصنيع، بل أيضًا نحو البحث والتطوير المكثّف لضمان موثوقية الأداء في بيئة حضرية متغيرة.