المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

قطعة “البازل” المفقودة.. لماذا تسعى “آبل” و”ميتا” العملاقتين للاستحواذ على Perplexity AI الصغيرة؟

أثار اهتمام شركتي “آبل” و”ميتا” بالاستحوذا على شركة Perplexity AI الناشئة في الذكاء الاصطناعي، تساؤلات حول أسباب سعي عملاقي وادي السيليكون وراء شركة أصغر حجمًا نسبيًا، رغم ما تمتلكه كل منهما من موارد ضخمة، وقدرات تقنية؛ لكن عالم التكنولوجيا لا يعرف ذلك؛ بل إن البقاء في الصدارة يقتضي أحيانًا شراء التقدّم بدلًا من بنائه.

شركة Perplexity تأسست في 2022، وواجهت سخرية من البعض في بداياتها؛ إلا أنّها أثبتت العكس وأنها منافس جاد، مقدمةً خدمات متعددة مبنية على تلك النماذج ما منحها مرونة كبيرة، واجتذاب قاعدة مستخدمين واسعة بنحو 15 مليون مساعد حتى منتصف 2024.

ولم تكتفِ الشركة بلعب دور المساعد الذكي، بل بدأ البعض يُصنّفها على أنّها منافس محتمل في مجال البحث، وسط تراجع في جودة نتائج محرك بحث “جوجل”، لكن الشركة أيضًا واجهت انتقادات عدة بتجاوز جدران الدفع لدى بعض الناشرين ونسخ المحتوى دون ترخيص، ومع ذلك قُدّرت القيمة السوقية للشركة بأكثر من 14 مليار دولار.

وبسبب هذه النجاحات، يُنظر إلى دخول “آبل” على خط المفاوضات بشكل خاص باعتباره مؤشرًا مهمًا على تحوّل محتمل في استراتيجيتها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، فرغم أنّ الشركة كانت سبّاقة في اعتماد الذكاء الاصطناعي عبر سيري منذ مطلع العقد الماضي، إلا أنّها باتت متأخرة مقارنة بمنافسيها من شركات التكنولوجيا الكبرى، والذي اتضح بصورة أكبر خلال مؤتمر المطورين الأخير.

يأتي ذلك وسط تسريبات بأنّ “آبل” تعمل على نسخة جديدة من “سيري” تعتمد بالكامل على النماذج اللغوية الكبيرة؛ إلا أنّ هذه النسخة مؤجلة حتى العام المقبل.

وتبنّت “آبل” نهجًا أكثر انفتاحًا للتعاون مع شركات الذكاء الاصطناعي مثل شراكتها مع “أوبن إيه آي” من أجل دمج هذه التقنيات ضمن ميزات ما تسميه “Apple Intelligence”.

وتستثمر جوجل و”أوبن إيه آي” مليارات الدولارات لتسويق نماذجها وبيعها مباشرة للجهات الأخرى، بينما تركّز “آبل” على تقديم أفضل الخدمات لمستخدميها من خلال بيئة مغلقة وآمنة.

ويعكس سعي “آبل” و”ميتا” وراء Perprelxity، إدراكًا متزايدًا بأنَّ هذه الشركة قد تمتلك القطعة المفقودة في سباق الذكاء الاصطناعي المتسارع، خاصّةً وسط تصاعد المنافسة مع “جوجل” و”أوبن إيه آي”.

وتشير الشائعات حول اهتمام كلا الشركتين بالاستحواذ على Perplexity إلى احتمالية حدوث تحوّل في استراتيجيتهما، فكلاهما تشتركان في بعض السمات، وقد يكون لدمج تقنيات “بيربليكسيتي” مع أجهزة “آبل” وبرمجياتها أثر بالغ على المدى الطويل.

وتبدو أداة البحث التي تقدمها “بيربليكسيتي”، والتي تجمع بين واجهة نصية وتحكم صوتي وتصميم قريب من أسلوب آبل، تبدو منسجمة مع نظام iOS مقارنة بـ”أندرويد”.

ويكمن سر “بيربليكسيتي” في أنّها تعيد تعريف تجربة البحث نفسها؛ فبينما تعتمد جوجل على الفهرسة والترتيب، تتبنى الأولى نموذجًا تفاعليًا أقرب إلى الحوار الطبيعي، حيث يمكن للمستخدمين طرح أسئلتهم بصيغ تشبه المحادثة ومتابعة الأسئلة وتعديلها بسهولة دون الحاجة إلى البدء من جديد.

وتتميز منصة “بيربليكسيتي” بتوفير مراجع مرقّمة وروابط مباشرة للمصادر الأصلية، ما يعزز الشفافية، كما أنّها تمسح الإنترنت بسرعة للحصول على أحداث المعلومات، وتدعم قدرات متعددة الوسائط، بما في ذلك تحميل الصور وشرح محتواها، والنتيجة تجربة بحث أكثر سلاسة ووضوحًا وثراءً بالمعلومات.

وقد تسعى “آبل” لإنشاء محرك بحث خاص بها قائم على الذكاء الاصطناعي لتقليص اعتمادها الطويل على “جوجل”؛ لاسيما مع تصاعد الضغوط لإنهاء الشراكة التي تجني منها “جوجل” مليارات الدولارات سنويًا لتظل محرك البحث الافتراضي على أجهزة آيفون.

وفي مايو الماضي، كشف نائب رئيس آبل الأول إيدي كيو، أنّ الشركة ناقشت إمكانية دمج Perplexity في متصفح سفاري، وذلك خلال محاكمة مكافحة الاحتكار الجارية ضد جوجل بشأن محرك البحث، وفي حال فرض المنظمون إنهاء شراكة “جوجل” مع “آبل” ستكون آبل بحاجة إلى بديل طويل الأجل ويبدو أنّ الرهان على “بيربليكسيتي” خيار منطقي للغاية.

أمّا بالنسبلة لشركة “ميتا” فهي على العكس من آبل -التي لم تدخل في صفقات استحواذ ضخمة وآخر صفقاتها الضخمة الاستحواذ على شركة Beats في 2014- لكن “ميتا” اعتادت تنفيذ صفقات ضخمة مثل استحواذها على “إنستجرام” و”واتس آب”، وقد سمحت لتلك العلامات بالنمو دون تقييد؛ لكن مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لـ”ميتا” يواجه ضغوطًا من المساهمين بشأن خطط ميتا لمواكبة سباق الذكاء الاصطناعي.

واستحوذت “ميتا” مؤخرًا أيضًا على شركات مثل Scale AI، بالإضافة لاستقطابها نخبة من الموهوبين في الشركات الأخرى، بل ووضعت مكافأة توقيع تصل إلى 100 مليون دولار لاستقطاب موظفين “أوبن إيه آي” ما يعكس حجم المنافسة وسعيها المحموم للهيمنة.

ويبدو أنّ “بيربليكستي” أصبحت موضع اهتمام جاد من “آبل” و”ميتا” على حد سواء؛ فبالبنسبة لـ”ميتا” قد يكون الاستحواذ فرصة لتحسين مساعدها “ميتا إيه آي”، الذي يخدم أكثر من مليار مستخدم عبر تطبيقاتها المختلفة.

أما بالنسبة لآبل، فإنَّ الحصول على فريق “بيربليكسيتي” قد يمثّل مرحلة جديدة لإعادة بناء تجربة البحث والمساعدات الذكية من الصفر، بما ينسجم مع رؤيتها المستقبلية لما تسعى “آبل إنتيليجنس” لتحقيقه.

اترك تعليقا