طوّرت شركة ديب مايند التابعة لجوجل، بالتعاون مع جامعات بريطانية ويونانية، نظام ذكاء اصطناعي جديد يحمل اسم Aeneas، بهدف تسريع عمليات تحليل وتفسير النقوش اللاتينية القديمة، واستعادة النصوص المفقودة، وتحديد مؤلفيها ومواقعها الجغرافية.
ويعتمد النظام على شبكة عصبية توليدية متعددة الوسائط، ويستفيد من مجموعة بيانات نقشية لاتينية تضم أكثر من 176 ألف نقش، جُمعت من قواعد بيانات متخصصة مثل EDR، وEDH، وEDCS-ELT، وتغطي فترة زمنية تمتد من القرن السابع قبل الميلاد حتى القرن الثامن الميلادي.
ويستطيع Aeneas تحليل النصوص والصور المرتبطة بها لاستخراج معلومات سياقية وتاريخية، واسترجاع المتشابهات النصية بين آلاف النقوش خلال ثوانٍ، مقارنة بالطرق اليدوية التي تستغرق شهورًا.
ويمكنه ترميم الفجوات في النصوص حتى عند عدم معرفة طول الجزء المفقود، وهو ما يعزز دقة النتائج.
وفي تجربة ميدانية، شارك فيها 23 خبيرًا في علم النقوش، اعتبر 90% منهم أن مخرجات النظام كانت نقطة انطلاق مفيدة لأبحاثهم، وأظهرت النتائج زيادة في ثقة الباحثين بقدرتهم على إنجاز المهام بنسبة 44%، إضافة إلى تحقيق دقة زمنية في تأريخ النقوش بفارق لا يتجاوز 13 عامًا عن التقديرات المعتمدة.
وأثبت النظام، فعالية أكبر عند استخدامه بالتكامل مع الخبراء، حيث تفوق الأداء المشترك في مهام الترميم وتحديد المنشأ الجغرافي على أداء الذكاء الاصطناعي أو الباحثين بشكل منفصل.
وتمتد إمكانيات Aeneas إلى مجالات أخرى، مثل تحليل أوراق البردي والعملات القديمة، ما يتيح توسيع نطاق البحث الأثري والتاريخي، وتجاوز القيود التقليدية المرتبطة بالزمن والموقع.
