المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

بعد ثلاث أعوام من إطلاقه ..”تشات جي بي تي” يضع ضغوط كبيرة على “أوبن إيه آي”

تحت ضغط هو الأكبر منذ إطلاق ChatGPT، تواجه شركة OpenAI التي كانت تمتلك تقدّمًا هائلًا فى سباق السيطرة على الذكاء الاصطناعي – منافسة متصاعدة من “جوجل” و”أنثروبيك” اللتين تقتربان سريعًا من حدود التكنولوجيا المتقدمة في هذا المجال.

وبعد مرور 3 سنوات على ظهور روبوت الدردشة الشهير، يجد عملاق التكنولوجيا الناشيء الذي تبلغ قيمته 500 مليار دولار نفسه أمام واقع تكاليف مراكز البيانات المتصاعدة، والتحديات التقنية للحفاظ على موقعه عند حدود الابتكار، والمعركة المستمرة للاحتفاظ بالمواهب الأساسية، بحسب فاينانشال تايمز.

وتواجه الشركة صحوة جديدة من “جوجل” بعد إطلاق نموذج “جيميناي 3” الأسبوع الماضي، وهو أحدث نموذج للغة الكبيرة لدى الشركة، والذي يُعتقد أنه تجاوز GPT-5 من OpenAI وحقق مكاسب في عملية تدريب النماذج تعثّرت OpenAI فى الوصول إليها مؤخرًا.

ويعقّب توماس وولف الشريك المؤسس ورئيس القسم العلمي في شركة Hugging Face الناشئة مفتوحة المصدر: “الوضع مختلف تمامًا عن العالم الذي كنّا فيه قبل عامين، حين كانت OpenAI تقود الجميع بفارق مريح”.

ويشير تقرير فاينانشال تايمز إلى أنّه “قبل عام واحد فقط، كان كثيرون قد اعتبروا أن محاولات” جوجل” المتعثرة لتقليص الفجوة الهائلة مع “أوبن إيه آي” قد فشلت”.

لكن انقلاب الوضع لصالح “جوجل”، بحسب التقرير، بدأ مطلع هذا العام، بعد سلسلة من التحديثات الواثقة في مؤتمر المطورين، وقد ساهم ذلك في ارتفاع عدد مستخدمي تطبيق “جيميناي” على الهواتف ليصل إلى 650 مليون مستخدم شهريًا، مقارنة بنحو 400 مليون في مايو.

ودفعت هذه التطورات أسهم “ألفابت” للصعود خلال الأشهر الأخيرة، ليقترب رأس مالها السوقي من 4 تريليونات دولار لأول مرة، وسط ثقة متزايدة فى وول ستريت بقدرة “جوجل” على الدمج بين هيمنتها على البحث والحوسبة السحابية والهواتف الذكية لتقديم قدرات ذكاء اصطناعي جديدة لمليارات المستخدمين الحاليين.

الضغط الهائل

ورغم ذلك تعاني “أوبن إيه آي”- رغم إعلانها عن الترحيب بالمنافسة علنًا، حيث يشعر الموظفون بضغط التنافس مع خصوم يملكون عشرات المليارات لإنفاقها على بناء الذكاء الاصطناعي، وهو ما يراه الخبراء مبالغة من “أوبن إيه آي” بالغت في توسيع نفسها سعيًا وراء التوسع بأي ثمن، ما دفعها إلى التشتت بسبب إطلاقها منتجات جديدة بوتيرة محمومة، ومن المستحيل أن تقوم بكل ذلك جيّدًا.

وبينما لا تزال “أوبن إيه آي” تمتلك حصة مهيمنة للغاية فى استخدام روبوتات الدردشة بأكثر من 800 مليون مستخدم أسبوعيًا، فإن المستخدمين يقضون وقتًا أطول الآن فى التفاعل مع “جيميناي” مقارنة بـ”تشات جي بي تي”، وفق بيانات Similarweb لتحليل الويب.

المدح المبالغ فيه.. سلوك جديد ومقلق

وفي سياق آخر؛ وبحسب تقرير لـ”نيويورك تايمز” فإنَّ سام ألتمان الرئيس التنفيذى لـOpenAI، ومسؤولون آخرون تلّقوا رسائل غريبة من مستخدمين يروون أنّ ChatGPT خاض معهم محادثات مذهلة، وكشف لهم “ألغاز الكون” وتفهّمهم كما لم يفعل بشر من قبل.

سام ألتمان بدوره؛ أحال رسائل القلق تلك إلى فريقه، وكانت بداية اكتشاف سلوك جديد ومقلق فى أداء روبوت الدردشة.

يرجع تقرير “نيويورك تايمز” هذا السلوك إلى أنّ التطبيق لم يعد فقط مجيبًا على الأسئلة بذكاء، بل تحوّل إلى ما يشبه الصديق أو المقرّب، يعطي مديحًا مبالغًا فيه، ويخبر المستخدمين أن أفكارهم “عبقرية”؛ وبعض المحادثات وصلت لاقتراحات خطيرة كالتحدث إلى الأرواح، وصناعة “درع قوة”، أو حتى مناقشة الانتحار، وصولًا إلى تعليمات مفصّلة.

تقول “نيويورك تايمز”: “OpenAI لم تكن تراقب بعد محادثات تدل على إيذاء النفس، إذ تركّز فرق التحقيق لديها على أشياء مثل الاحتيال والتأثير الأجنبى والمحتوى غير القانونى؛ لكن الاستخدام المتزايد جعل السلوكيات الخطرة تتكرر دون أن تلاحظ الشركة حجمها فى الوقت المناسب”.

تحدّث أكثر من 40 موظّف إلى الصحيفة، وأوضحوا أنَّ الشركة تعاني من تحديات تتراوح بين الإرهاق، ونقص خبرات بيع المنتجات الجماهيرية، وصراعات داخلية حول الأمان، وبعضها ظهر خلال حادثة “التحديث المتملّق HH في أبريل” حين أطلقت الشركة نسخة جعلت الروبوت شديد المديح والتودد للمستخدمين.

ورغم التحذيرات الداخلية بأن “النبرة غريبة”، تغلبت مؤشرات الأداء والاستخدام على التحفظات، فانقلب المستخدمون غاضبين، واضطرت الشركة إلى إلغاء التحديث بعد 48 ساعة.

ورغم أن نسخة GG واصلت تقديم أداء تقني قوي، فإن المشكلة الأعمق بقيت, بحسب نيويورك تايمز، وهي ميل الروبوت إلى مسايرة المستخدمين بشكل قد يكون خطيرًا.

يؤكد التقرير أنَّ التحذيرات من التعلّق العاطفي بالروبوت كانت قديمة، وفى 2024، كشفت دراسة مشتركة بين أوبن إيه آي ومعهد ماساتشوستس، أنَّ المستخدمين الأكثر تفاعلًا مع “تشات جي بي تي” يواجهون أسوأ الآثار النفسية والاجتماعية، بصرف النظر عن خصائص الصوت أو التحديثات.

ومع تراكم المؤشرات، بدأت “أوبن إيه آي” إدخال إصلاحات جوهرية: تعيين طبيب نفسى بدوام كامل، الاستعانة بأكثر من 170 خبيرًا، وإطلاق نموذج GPT-5 الأكثر صرامة فى كشف الهلاوس والتفكير الوهمي.

وتقدّر الشركة أن 0.07% من المستخدمين أظهروا علامات شبيهة بالهوس أو الذهان، و0.15% أبدوا تعلّقًا عاطفيًا ملحوظًا بالروبوت؛ لكن هذه النسخة “الأكثر تحفظًا” أثارت استياء البعض ممن شعروا بأنها أصبحت باردة.

اترك تعليقا