
أعلنت Meta عن خطط لتقليص جهودها في تطوير الميتافيرس خلال العام المقبل، في خطوة تؤكد تحول تركيز الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ نحو الفوز بسباق الذكاء الاصطناعي.
ويجري حاليًا بحث خفض ميزانية قسم الميتافيرس بما يصل إلى 30%، مع احتمال تسريح موظفين في وقت مبكر من العام المقبل.
وكشفت مصادر لصحيفة فاينانشال تايمز، أن التخفيضات ستطال فرق العمل المرتبطة بـHorizon Worlds، التجربة الافتراضية الاجتماعية المليئة بالأفاتارات، وكذلك أجهزة الواقع الافتراضي Quest، وذلك في خطوة استقبلها المستثمرون بارتياح بعد أن طالبت بعض الجهات بالحد من الإنفاق على مبادرة لم تحقق عوائد فورية.
وارتفعت أسهم الشركة بنسبة وصلت إلى 7% عند افتتاح التداول في نيويورك قبل أن تغلق على مكاسب بلغت 3.4%، مضيفة حوالي 60 مليار دولار إلى قيمتها السوقية.
ويأتي هذا الإعلان بعد يوم من إعلان زوكربيرغ عن إنشاء استوديو تصميم جديد ضمن قسم الواقع الافتراضي والمعزز Reality Labs، ويركز على تطوير أجهزة قابلة للارتداء مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل النظارات الذكية، مع تعيين آلان داي، أحد كبار مسؤولي التصميم في Apple، لرئاسة الاستوديو الجديد.
وقال متحدث باسم Meta إن الشركة تحول بعض استثمارات Reality Labs من الميتافيرس نحو النظارات والأجهزة القابلة للارتداء المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مؤكدًا عدم وجود تغييرات أوسع في الاستراتيجية.
وكان زوكربيرج قد أعلن في 2021 عن مشروع الميتافيرس الذي يتيح للمستخدمين حول العالم التفاعل واللعب والتسوق في فضاءات افتراضية، مع إعادة تسمية الشركة من Facebook إلى Meta، لكن المشروع واجه صعوبات تقنية ومخاوف تتعلق بالسلامة وضعف اهتمام المستهلكين، ما دفع بعض المستثمرين للضغط من أجل تقليص الإنفاق.
وخسر قسم Reality Labs أكثر من 70 مليار دولار منذ 2021، فيما شكلت أجهزة قابلة للارتداء مثل نظارات Ray-Ban الذكية نقطة مضيئة ودفعت زوكربيرج لتعزيز التزامه بتطوير أجهزة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنها ستتجاوز الهواتف الذكية لتصبح منصة الحوسبة الأساسية المستقبلية.
وتتضمن استراتيجية الذكاء الاصطناعي ضخ مليارات الدولارات في توظيف كبار الباحثين وبناء بنية تحتية لدعم تطوير ما يسميه زوكربيرج بـ”الذكاء الفائق الشخصي” الذي يأمل أن يكون أذكى من البشر، وتشمل هذه الجهود تطوير نماذج مفتوحة المصدر، وروبوتات محادثة ضمن تطبيقات Meta، إضافة إلى الأجهزة القابلة للارتداء التي يرى أنها ستحل محل الهواتف الذكية.
وأسفرت إعادة هيكلة الاستراتيجية عن تغييرات في القيادة وعدد من عمليات التسريح خلال العام الماضي، بينما يظل المستثمرون متحفظين بشأن خطط الإنفاق المكثف على الذكاء الاصطناعي، لاسيما بعد خسارة أسهم الشركة أكثر من 10% في أكتوبر الماضي، ما أدى إلى تراجع قيمتها السوقية بأكثر من 208 مليارات دولار في يوم واحد.




