كشفت وكالة بلومبرج، مؤخرًا عن انضمام قي يانج المدير التنفيذي في شركة “آبل” والمسؤول عن تطوير تقنيات البحث الذكية، إلى شركة ميتا، في خطوة اعتبرها محللون ضربة قوية لاستراتيجية “آبل” في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل تسارع وتيرة المنافسة في هذا القطاع.
وجاءت مغادرة يانج في سياق سلسلة من الاستقالات البارزة التي طالت وحدة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي (AIML) في آبل خلال الأشهر الماضية، مما أثار تساؤلات حول استقرار الفريق التقني وخطط الشركة المستقبلية في هذا المجال.
وكان من بين الشخصيات البارزة التي سبقت يانج في مغادرة الشركة روومينج بانج، الذي شغل سابقًا منصب رئيس فريق تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، حيث انضم هو الآخر إلى ميتا مطلع العام الجاري.
وتشير مصادر إلى أن أكثر من 12 عضوًا من الفريق التقني الأساسي غادروا آبل، لينتقل عدد منهم إلى Meta Superintelligence Labs، الوحدة الجديدة التي أسستها ميتا لتعزيز أبحاث الذكاء الاصطناعي المتقدّم.
وقبل خروجه من آبل، أشرف يانج على قيادة فريق “الإجابات والمعرفة والمعلومات AKI، وهو الفريق المعني بتطوير قدرات المساعد الصوتي “سيري” للبحث المباشر عبر الإنترنت، في محاولة من “آبل” لمنافسة الشركات الرائدة في هذا المجال مثل OpenAI، وGoogle، وPerplexity.
وكانت “آبل” تعوّل على المشروع لإطلاق نسخة أكثر تطورًا من “سيري”، يفترض أن ترى النور في مارس المقبل، بحيث توفّر تجربة بحث ذكية قائمة على فهم أعمق للسياق ودمج أكبر مع بيانات المستخدم الشخصية؛ إلا أن رحيل يانج وعدد من القادة التقنيين قد يوجّه ضربة مؤلمة لهذا المسار، خاصة في ظل احتدام السباق العالمي نحو تطوير حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي والأنظمة فائقة الذكاء.
ويرى مراقبون أن ميتا، من خلال استقطابها لهذه الكوادر، تؤكد مضيّها قدمًا في تعزيز قدراتها التنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي العام AGI، في وقت تتسابق فيه الشركات الكبرى على استقطاب العقول المبدعة لتحقيق اختراقات نوعية في هذا المجال.
في المقابل، تبدو آبل مطالبة بإعادة ترتيب أوراقها سريعًا للحفاظ على زخم مشاريعها المستقبلية في الذكاء الاصطناعي، لاسيما أن المنافسة أصبحت الآن أكثر حدة وتغيّرًا من أي وقت مضى.
