إعلان إي فينانس

أطلب البقالة ولن تأتيك “حالاً”

نيرة عيد:

أحد الصباحات اللطيفة للعمل دُعيت مع بعض الزملاء من الصحفيين المخضرمين لحضور مؤتمرًا صحفيًا لشركة «حالاً»، لبيت الدعوة بسرعة وحماس كبيرين فهي واحدة من الشركات التي استطاعت أن تلمع بوضوح خلال الأعوام القليلة الماضية، تلك الشركة المصرية الناشئة التي سجلت اسمها وسط عالم «اليونيكورن» أو الشركات المليارية مرت بالكثير من التحولات على مدار عملها منذ أعوام طوال.

وبعد تأكيد مؤسسها ورئيسها التنفيذي على تغيير نموذج أعمالها عدة مرات كانت اللحظة الحاسمة لاختبار هذا التطبيق المصري، وكصانعة محتوى محبّة لكل ما هو تكنولوجي وسريع، يوفر الوقت والجهد فإن تجربة التطبيقات الجديدة تثير حماسي جدًا، بل وتسترعي فضولي لتجربتها بأسرع وقت ممكن، وهو ما دعمته الشركة عندما منحتنا كودًا بمبلغ بسيط لتجربة التطبيق.

التطبيق:

تحميل التطبيق لم يكن بالأمر الشاق، بل إن الوصول إليه أسهل كثيرًا مما توقعت نظرًا لكون «حالاً» تقدم العديد من الخدمات المالية غير المصرفية، والتحصيلات إلى جانب طبعًا خدمات تسوق السلع الاستهلاكية عبر خدمات “جملة”، وهي محل تجربة اليوم.

التسجيل على التطبيق كان سهلاً كذلك، فالأمر لا يحتاج سوى رقم الهاتف ورقم سري متغير تبعث به الشركة على الهاتف المحمول، إذن ثاني نقطة تميز واضحة للتطبيق، لنبدأ في التسوق.

التسوق:

حملت سلتي الافتراضية لأجوب في أنحاء التطبيق- كثير التفريعات والأقسام- وكسيدة وأم عاملة غالبًا ما تحتاج إلى السلع اليومية كمنتجات الألبان والمنتجات الغذائية، كان التنوع في تلك المنتجات أقل مما تصورت، ومقارنة بكثير من التطبيقات الأخرى التي اعتدت استخدامها خلال أوقات تسوقي المعتادة التي قد تكون أسبوعية أو أكثر من مرة أسبوعيًا.

التوصيل:

إذن قبل الانتقال إلى مرحلة الحصول على تلك المنتجات دعني أؤكد لك أن تجربة تسجيل البيانات كذلك لم تكن صعبة لاسيما إن كنت معتادًا على التسوق الإلكتروني فإن تسجيل بيانات العميل ستكون خطوة اعتادت أصابعك عليها وستجريها سريعًا.

لم يستجب التطبيق عدة مرات لرمز التسوق الذي منحتني إياه الشركة مع فترة صلاحية خمسة أيام لتجربة تطبيقها، بل ولم يقتنع بما حملت به السلة حيث توجب عليّ زيادة حملها فوق المبلغ المخصص بما يعادل 60% منه كذلك ليقتنع بتطبيق الخصم الذي حصلت عليه، ولكن أي خصم في هذا الزمن سيكون مفيدًا على كل حال!.

لنأتي لمرحلة الحصول على المنتجات فقد هيأت مطبخي لإعداد “الكيك” لكن كانت اللحظة الحاسمة فعليّ اختيار وقت التوصيل إما بعد يومين أو ثلاثة أيام، ليضعني ذلك في موقف محرج جدًا أمام نفسي وابنتي ومعدات الكيك.

ولما لم يكن أمامي خيارًا آخر، اخترت أقل الضررين لنحصل على المنتجات بعد يومين ونطلب مكونات الكيك من السوبر ماركت القريب حتى يوم السبت.

جاء السبت إذن ونحن ننتظر حتى الثامنة مساءً ولم أتلق أية رسائل، دخلت إلى التطبيق لأجد أن منتجاتي مازالت قيد الإعداد، وأن أحد منتجاتي المفضلة قد تمت إزالته من السلة، يالها من خسارة كنت آمل في الحصول على الشيكولاتة الداكنة من كورونا، لكن لا بأس لننتظر ونحصل عليها من مكان آخر، ولنحصل على مكونات “الكيك” المنتظرة إذن.

خدمة العملاء:

في هذه اللحظة وخوفًا على مكونات “الكيك” اضطررت لمهاتفة خدمة العملاء لمعرفة أين وصل اللبن والبيض والمكونات الأخرى! أكدت لي فتاة في غاية الاحترام ما يلي:

أن المنتجات مازالت في طور الإعداد.

أن الشركة لم توفر خدمات التوصيل في نفس اليوم حتى الآن.

أن الطلب يصل خلال 48 ساعة من إجرائه (على الرغم من مرور 48 ساعة بالفعل).

سيصل الطلب اليوم أي وقت قبل الحادية عشر مساءً.

واعتذرت عن التأخير وتسآلت إن ما كنت أرغب في شيء آخر.

أعلنت استسلامي في هذه اللحظة وقررت اللجوء للسوبر ماركت القريب، في اليوم التالي – الذي كنت قد رفضت استلام المنتجات فيه- قمت بزيارة التطبيق للمرة العشرين تقريبًا لأجد أخيرًا أن المنتجات قد خرجت للشحن-الحمدلله- وقرب السادسة مساءً تلقيت اتصالًا بأن المندوب في الطريق، وعلى طريقة كافة المندوبين في مصر يطلب (اللوكيشن).

مرت ساعتان أو أكثر عندما وصلت سيارة تحمل ما طلبت أخيرًا.

وجدت بعض المنتجات قد قررت الخروج عن تغليفها ربما ملت من طول الانتظار مثلي، ووجدت منتجًا لم أطلبه، سارعنا بالاتصال بالمندوب كي لا نأكل -كيس شيبسي حرامًا- وأكد أنه سيعود لخدمة العملاء ويعاود الرجوع إلينا بكرة لاستعادة كيس الشيبسي.

أعرف الآن معنى “حالاً” وأقدر قيمة الكثير من التكنولوجيات التي حصل عليها هذا الجيل من المستخدمين، وأقدر مجهود “حالاً” في تطوير نموذج عملها.

وبما إني كما أسلفت أؤمن بالتكنولوجيا وأتابع السوق فإن حالاً قد بذلت جهدًا خرافيًا لتقديم الكثير من الخدمات المتنوعة وصلت بها لمستويات عالمية، وإن كان لا بد من التوسع فلابد أيضًا من إعادة النظر في توصيل منتجات البقالة، على مستويات التنوع، وسرعة التوصيل.

 

اترك تعليقا