
تتجه نتفليكس نحو الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنتاج الأفلام، بشكل واضح، ففي تقريرها المالي ربع السنوي الصادر مساء الثلاثاء، ذكرت نتفليكس في خطابها للمستثمرين أنها “في موقع قوي يمكّنها من الاستفادة بفعالية من التقدم المستمر في الذكاء الاصطناعي”.
وارتفعت إيرادات نتفليكس بنسبة 17% على أساس سنوي لتصل إلى 11.5 مليار دولار في هذا الربع، على الرغم من أن هذه النتائج جاءت أقل من التوقعات التي حددتها الشركة مسبقًا.
وأوضحت الشركة أنها لا تخطط للاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي كأساس لإنتاج محتواها، لكنها ترى في هذه التكنولوجيا أداة يمكن أن تساهم في رفع كفاءة المبدعين.
وقال تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي لنتفليكس، خلال مكالمة الأرباح يوم الثلاثاء: “صناعة عمل فني عظيم تتطلب فنانًا عظيمًا؛ فالذكاء الاصطناعي يمكنه أن يوفّر أدوات أفضل للمبدعين من أجل تحسين تجربة التلفزيون أو الأفلام للمشاهدين، لكنه لا يحوّل أي شخص إلى راوي قصص متميز تلقائيًا”.
وفي وقت سابق من هذا العام، كشفت نتفليكس عن استخدامها للذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن لقطات نهائية للمرة الأولى في المسلسل الأرجنتيني “The Eternaut”، حيث استخدمت التقنية لإنشاء مشهد لانهيار مبنى.
ومنذ ذلك الحين، استخدم صناع فيلم “Happy Gilmore 2” الذكاء الاصطناعي لجعل الشخصيات تبدو أصغر سنًا في المشهد الافتتاحي، بينما لجأ منتجو “Billionaires’ Bunker” إلى التقنية ذاتها في مرحلة ما قبل الإنتاج لتصوّر تصميم الأزياء والديكور.
وأضاف ساراندوس: “نحن واثقون من أن الذكاء الاصطناعي سيساعدنا، ويساعد شركاءنا المبدعين، في رواية القصص بشكل أفضل، وأسرع، وبطرق جديدة. نحن ملتزمون تمامًا بهذا التوجه، لكننا لا نلاحق الحداثة من أجل الحداثة فقط”.
ورغم ذلك، تبقى مسألة الذكاء الاصطناعي مثار جدل في قطاع الترفيه، خاصة في ظل مخاوف الفنانين من أدوات تعتمد على نماذج لغوية كبرى تدربت على أعمالهم دون موافقة، وهو ما قد يؤثر سلبًا على مستقبل وظائفهم.
وباعتبارها مؤشرًا لاتجاهات الصناعة، يبدو أن نتفليكس ومثيلاتها من الاستوديوهات الكبرى تتجه لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المؤثرات البصرية، بدلًا من استبدال الممثلين، ورغم ذلك، تسببت تجربة ممثل يعتمد على الذكاء الاصطناعي مؤخرًا في إثارة جدل واسع بين ممثلي هوليوود، بالرغم من أن هذا “الممثل” لم يحصل بعد على أية أدوار معروفة.
ومع أن هذه الاستخدامات تظل خلف الكواليس، إلا أن تأثيرها المحتمل على وظائف المؤثرات البصرية لا يزال قائمًا.
وعندما سُئل ساراندوس من قبل أحد المستثمرين عن تأثير Sora على نتفليكس، أقر بأن من الطبيعي أن يكون هناك تأثير محتمل على صنّاع المحتوى، لكنه قلّل من أهمية ذلك فيما يتعلق بصناعة الأفلام والمسلسلات، على الأقل في الوقت الحالي، واختتم بقوله: “لسنا قلقين من أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الإبداع البشري”.