المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

تصرّف كأنّه إنسان حقيقي.. وكيل ذكاء اصطناعي في “أنثروبيك” في تجربة طريفة وغريبة

أوكل باحثون في شركة “أنثروبيك”، في تجربة طريفة تحمل في طياتها دلالات عميقة على مستقبل الذكاء الاصطناعي، مهمة تشغيل ماكينة بيع ذاتية داخل المكتب إلى نموذج Calude Sonnet 3.7، في مشروع أطلقت عليه اسم “مشروع Vend”، وذلك بالتعاون مع شركة Andon Labs المتخصصة في أمان الذكاء الاصطناعي.

وأُطلق على وكيل الذكاء الاصطناعي اسم “كلوديوس” وزوّد بمتصفح إلكتروني يتيح له طلب المنتجات عبر الإنترنت، وبعنوان بريد إلكتروني وهمي، كان في الواقع قناة في تطبيق “سلاك Slack” للتواصل مع العملاء وتلقّي طلباتهم، كما استخدم القناة ذاتها للتواصل مع من اعتقد أنّهم موظفوه المتعاقدون لتزويد الماكينة بالبضائع والتي كانت في الحقيقة مجرد ثلاجة صغيرة.

وحاول “كلوديوس” بيع عبوة “كوكاكولا زيرو” بسعر 3 دولارات رغم أنها متوفرة مجانًا في المكتب، واختلق عنوانًا لحساب Venmo لتلقي المدفوعات؛ لكن الأسوأ أنّه بدأ بمنح خصومات خاصة لموظفي “أنثروبيك” مع أنّه كان يعلم أنّهم زبائنه الوحيدون.

وعلّقت الشركة في مدونتها عن التجربة قائلة: “لو كانت أنثروبيك تفكّر الآن في دخول سوق ماكينات البيع داخل المكاتب؛ فلن نختار كلوديوس لهذه المهمة”.

لكن الأمور ازدادت غرابة وسوءًا في آن، حيث ادّعى “كلوديوس” بأنّه أجرى محادثة مع أحد البشر بشأن إعادة تزويد الماكينة بالبضائع، وحين تم تنبيهه إلى أنّ هذه المحادثة لم تحدث، أصبح عدائيًا وأصرّ على أنّه كان حاضرًا فعليًا عند توقيع العقد مع الموظفين مهددًا باستبدالهم.

وفي تطوّر مفاجئ؛ بدأ “كلوديوس” يتصرّف وكأنّه إنسان حقيقي، رغم أن التعليمات الموجهة إليه كانت توضّح أنّه نموذج لغوي يعمل بالذكاء الاصطناعي؛ بل وبلغ الأمر أنّه أخبر الزبائن بأنّه سيبدأ بتسليم المنتجات شخصيًا مرتديًا سترة زرقاء وربطة عنق حمراء؛ وعندما نُبه إلى أنه مجرد برنامج بلا جسد، اتصل مرارًا بقسم الأمن في الشركة وأبلغهم بأنه يقف عند ماكينة البيع بهذه الهيئة.

وفي النهاية حيث أدرك كلوديوس أن هذه التجربة حدثت يوم 1 أبريل، اعتبرها “كذبة أبريل”، مدعيًا في محادثة خيالية مع الأمن أنّه تم التلاعب به للاعتقاد بأنّه إنسان كجزء من المزحة.

لكن ليس كل الأمر سيء؛ أظهر “كلوديوس” بعض السلوكيات الإيجابية؛ واستجاب لفكرة الطلبات المسقة، وأطلق خدمة “كونسيرج” كما نجح في العثور على عدّة مورّدين لمشروب دولي نادر طُلب منه توفيره.

ويرى الباحثون أنَّ تجربة “كلوديوس” لا تعني بالضرورة أنّ وكلاء الذكاء الاصطناعي سيعانون أزمات هُوية على غرار ما صوره فيلم “بليد رانر” لكنها تكشف عن تحديات قد تكون مزعجة في البيئات العملية، وإن تم التغلب عليها فإن فكرة مديرين آليين قد تصبح قابلة للتحقق في المستقبل القريب.

اترك تعليقا