حددت شركة جارتنر التوجهات العشر الأبرز في تقنية التحليلات والبيانات لعام 2021 والتي تستطيع مساعدة المؤسسات على الاستجابة للمتغيرات وما يطرأ من حالات عدم اليقين، كاشفة عن الفرص التي ستحملها هذه التوجهات خلال العام القادم.
وقالت ريتا سلّام، نائب رئيس الأبحاث لدى مؤسسة الأبحاث والدراسات العالمية جارتنر: “إن السرعة التي أدت بها جائحة كوفيد-19 إلى عرقلة عمل المؤسسات قد أجبرت مدراء التحليلات والبيانات الرقمية على نشر أدوات وإجراءات عمل بهدف تحديد أبرز التوجهات التقنية وإعطاء الأولوية لتلك التي تعود بأكبر فائدة على الميزة التنافسية لمؤسساتهم”.
ويتوجب على مدراء البيانات الرقمية والتحليلات استخدام التوجهات العشر التالية باعتبارها استثمارات ذات أهمية حيوية ترمي إلى تسريع اكتساب مؤسساتهم للقدرات الاستباقية وسرعة التحول والاستجابة للمتغيرات.
التوجه الأول: ذكاء اصطناعي أكبر يتميز بالمسؤولية وقابلية التوسع
إن تحقيق الفائدة الأكبر من وراء الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يتطلب قيام المؤسسات بتطبيق أساليب جديدة لأجل حلول الذكاء الاصطناعي التي تتسم بالمسؤولية الأخلاقية والمرونة الأكبر والمستوى الأعلى من الذكاء والشراهة الأقل للبيانات. ومن خلال نشر الذكاء الاصطناعي التي يتميز بقدر أكبر من الذكاء وموثوقية أعلى مع قابلية التوسع فإن المؤسسات ستتمكن من الاستفادة من خوارزميات التعلم الآلي والأنظمة لأجل خلق القيمة في وقت أسرع وتحقيق أكبر فائدة لمصلحة الأعمال.
التوجه الثاني: تكوين تطبيقات التحليلات والبيانات
إن الهيكليات المفتوحة والقائمة ضمن حاويات الحوسبة الافتراضية جعلت قدرات التحليلات أكثر قابلية للإنشاء من ذي قبل. وتستفيد التحليلات والبيانات القابلة للإنشاء من مكونات تعتمد على حلول متعددة للذكاء الاصطناعي والتحليلات والبيانات بهدف بناء تطبيقات ذكية مرنة وسهلة الاستخدام تساعد مدراء التحليلات والبيانات على ربط الرؤى بالأفعال.
التوجه الثالث: نسيج البيانات هو الأساس
في ضوء تزايد انتشار الرقمنة والخيارات المتاحة المستهلكين، يعمل مدراء التحليلات والبيانات على استخدام نسيج البيانات على نحو متزايد بهدف التعامل مع مستويات أعلى من التنوع والانتشار والتعقيد ضمن أصول البيانات الرقمية العائدة لمؤسساتهم.
ويقوم نسيج البيانات على إجراء تحليلات متواصلة على أصول المؤسسات من البيانات لأجل تصميم ونشر واستخدام بيانات تتسم بالتنوع بهدف تقليص الوقت اللازم لتكامل الأنظمة (بنسبة 30 بالمئة) ونشرها (بنسبة 30 بالمئة) وصيانتها (بنسبة 70 بالمئة).
التوجه الرابع: الانتقال من البيانات الضخمة إلى البيانات الصغرى والواسعة
أسفرت التغيرات الشديدة التي طالت الأعمال نتيجة جائحة كوفيد-19 عن تقليل أهمية نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي المستندة إلى كميات كبيرة من البيانات القديمة، وأصبحت في الوقت ذاته عملية صنع القرار من قبل البشر أو الذكاء الاصطناعي مثقلة بالمزيد من التعقيدات والصعوبة، الأمر الذي يستدعي معه أن يقوم مدراء التحليلات والبيانات الرقمية باستخدام بيانات متنوعة أكثر من ذي قبل لغرض زيادة مستوى الوعي بالمواقف الحاصلة.
ونتيجة ذلك، يتوجب على مدراء التحليلات والبيانات الرقمية انتقاء أساليب في التحليلات قادرة على استخدام البيانات المتوفرة على نحو أكثر فعالية.
التوجه الخامس: الاعتماد على طواقم العمليات الشاملة XOps
يتمثل هدف العمليات الشاملة في زيادة الكفاءة والحدّ من النفقات الخاصة بالمؤسسات وذلك باتباع أفضل الممارسات المعتمدة في عمليات التطوير، فضلا عن ضمان الموثوقية والقدرة على إعادة استخدام الموارد بشكل متكرر. وفي الوقت ذاته، تقلل العمليات الشاملة من حصول ازدواجية في التقنيات القائمة والإجراءات وتدعم تمكين الأتمتة في المؤسسات.
وتنتهي غالبية مشاريع الذكاء الاصطناعي والتحليلات بالفشل نظرا لتأجيل التطرق إلى مسألة تفعيل آلية تسيير العمليات لوقت متأخر. وإذا ما قام مدراء التحليلات والبيانات بتفعيل آلية العمليات الشاملة على نطاق واسع، فإنهم سيحققون عدة فوائد منها توافق نواتج التحليلات وأصول الذكاء الاصطناعي وسلامتها وقابلية تتبعها ودمجها.
التوجه السادس: هندسة معلومات صنع القرارات
هندسة المعلومات التي تستند إليها القرارات لا تطبق وحسب على القرارات الفردية، بل على سلاسل من القرارات، بحيث يجري تجميع تلك القرارات لتصبح على شكل إجراءات لتسيير الأعمال وحتى على شكل شبكات من القرارات وما يقابلها من تبعات ناشئة. وبمجرد أن أصبحت القرارات مؤتمتة ومعززة بشكل متزايد، تتيح هندسة معلومات القرارات لمدراء التحليلات والبيانات الفرصة لاتخاذ قرارات أكثر دقة وقابلة للتكرار وشفافة يمكن تتبعها.
التوجه السابع: التحليلات والبيانات من المهام الأساسية في الأعمال
بدلا من بقائها كنشاط ثانوي، تشهد تقنية التحليلات والبيانات تحولا لتصبح إحدى المهام الأساسية في أعمال المؤسسات. وفي هذه الحالة، تنضوي التحليلات والبيانات تحت مظلة الأصول المشتركة ضمن المؤسسات وتتماشى مع مخرجات أعمالها، وتبدأ عندها الحواجز المقيدة للتحليلات والبيانات بالتلاشي بفضل رفع مستوى التعاون بين طواقم العمل المركزية والمتحدة.
التوجه الثامن: الرسومات البيانية همزة الوصل
تمثل الرسوم البيانية حجز الأساس التي تقوم عليه البيانات الحديثة وقدرات التحليلات لأجل تحديد العلاقات بين الأشخاص والأماكن والأشياء والأحداث والمواقع عبر أصول متنوعة من البيانات. ويعتمد مدراء التحليلات والبيانات على الرسومات البيانية للحصول على إجابات سريعة لأسئلة معقدة في الأعمال والتي تتطلب وعيًا بالسياق وفهمًا لطبيعة الروابط ونقاط القوة في أنحاء كيانات متعددة.
وتتوقع جارتنر أنه بحلول 2025 سيجري استخدام تقنيات الرسومات البيانية ضمن 80 بالمئة من ابتكارات التحليلات والبيانات، أي بارتفاع من 10 بالمئة في 2021، الأمر الذي سيسهل اتخاذ القرارات بسرعة في كافة أنحاء المؤسسات.
التوجه التاسع: صعود المستهلك المعزز
يتعامل اليوم معظم المستخدمين من قطاع الأعمال مع لوحات تحكم محددة مسبقًا ومشقة استكشاف البيانات يدويا، مما قد يسفر عن التوصل إلى استنتاجات خاطئة واتخاذ قرارات وإجراءات يشوبها الخلل. وسيتم بشكل تدرجي الاستغناء عن لوحات التحكم المحددة مسبقًا واستبدالها بالرؤى المؤتمتة والحوارية والمتنقلة والمتولدة ديناميكيًا والمصممة تلبية لاحتياجات المستخدم والتي يتم توصيلها إلى نقطة الاستهلاك المطلوبة.
و قالت سلام: “سيؤدي هذا إلى انتقال القوة التحليلية إلى يد مستهلك المعلومات – أي المستهلك المعزز – لتمنحه إمكانات كانت متاحة في السابق فقط للمحللين وعلماء البيانات”.
التوجه العاشر: انتقال التحليلات والبيانات إلى البيئات الطرفية
أصبحت التحليلات والبيانات والتقنيات الأخرى الداعمة لها تتواجد بشكل مطرد ضمن بيئات الحوسبة الطرفية، أي أنها باتت أقرب من الأصول القائمة في العالم المادي وبعيدة عن نطاق إدارات تقنية المعلومات. وتتوقع جارتنر أنه بحلول عام 2023 ستتضمن أكثر من 50 بالمئة من المسؤوليات التي يتولاها مدراء التحليلات بيانات تم إنشاؤها وإدارتها وتحليلها ضمن بيئات الحوسبة الطرفية.