تلعب شركات المحمول دائمًا الدور الأساسي في تقديم الخدمات، وتوصيل المستخدمين بالتكنولوجيا، حيث تقدم الشركات الخدمات المطلوبة للمستخدمين، تساعدهم في الحصول على الخدمات الحكومية، تساعد في العمل من المنزل، التعلم عن بعد، فعند التفكير في خط دفاع أولي يجب التفكير في تلك الشركات كمنصة أساسية لجمع الجهود أو حتى في تقديم حلول لحماية كوكب الأرض لاسيما مع المخاطر التي باتت تحيط بنا من كل الاتجاهات فيما يتعلق بارتفاع درجة حرارة الأرض ونسبة التغير في المناخ، وزيادة حجم التلوث والانبعاثات الضارة.
شركات الاتصالات العاملة في السوق المصرية مملوكة بنسب غير قليلة لمجموعات عالمية في الأساس، تلك المجموعات العالمية لديها خطط واضحة تجاه مسألة المناخ ويستعرض التقرير التالي الخطط المتبعة من شركات المحمول الأم المالكة لوحدات اتصالات محلية لمواجهة التغيرات المناخية الطارئة على الأرض، وخطط الاستدامة الخاصة بها.
«مجموعة فودافون»: «صفر انبعاثات» بحلول 2040
نشرت مجموعة «فودافون العالمية» تقريرًا حول استراتيجيتها للحفاظ على البيئة وتحقيقي الاستدامة فيما يتعلق بخدماتها وبما لا يتعارض مع الحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية فقط، وبالتالي تمكنت المجموعة من الاعتماد بشكل كامل على الطاقة المتجددة في تشغيل شبكتها في أوروبا خلال العام الجاري 2021.
وتتضمن الاستراتيجية كذلك خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن السفر لموظفيها من داخل المجموعة، أو حتى في نقل المعدات وغيرها، وتعتزم كذلك وفق استراتيجيتها الوصول بـ«صفر انبعاثات» لوحداتها في كل من ألمانيا وإيطاليا وانجلترا بحلول عامي 2025 و2027 على التوالي، بينما تستهدف الوصوف للهدف العام بـ«صفر انبعاثات» لكامل المجموعة بحلول عام 2040.
وتمتلك «فودافون مصر» خطة للطاقة المتجددة للسوق المحلية بدأتها منذ 3 أعوام بالإعلان عن عزمها التوجه لاستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2025، وذلك بطرحها مناقصة لبناء محطة طاقة شمسية لإمداد الشبكة وكافة مرافق شركة فودافون مصر بالطاقة الشمسية، لتصبح بذلك الشركة الأولى التى تتحول إلى إنتاج الطاقة بدلا من استهلاكها فقط، والاعتماد على الطاقة الشمسية بنسبة 100% فى بادرة الأولى من نوعها فى مصر ومن المتوقع أن تنتج المحطة مابين 20 – 50 ميجاوات، وتبلغ التكلفة الاستثمارية لهذه المبادرة من فودافون مصر أكثر من نصف مليار جنيه مصرى وتشمل إنشاء المحطة وتكاليف توليد الطاقة وتوزيعها للاستخدام.
ووفقًا لبيانات عن الشركة تمكنت «فودافون مصر» من تشغيل 200 موقعًا يعمل بالطاقة الشمسية في كافة أنحاء سيناء والساحل الشمالي وساحل البحر الأحمر ومرسى علم وإدفو وواحة الصحراء الغربية، بعد أن كان العدد يبلغ 167 موقعًا في 2011، كما تعمل على القضاء على الحاجة إلي مولدات الديزل في هذه المواقع، وبالتالي توفير ما يزيد على 50,000 طنًا من الانبعاثات الكربونية والتخلص من البقع المحيطة نتيجة لتسرب الوقود.
«أورنج» ترتكز على الهدفين 12 و13 من أهداف التنمية المستدامة
تركز شركة «أورنج» العالمية على الهدفين 12 و13 من أهداف التنمية المستدامة والمتعلقان بكل من الانتاج والاستهلاك المسئولان، والعمل المناخي، حيث تسعى الشركة للتحول إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة لـ50% من عمليات المجموعة بحلول 2025، فيما تشترك مع «فودافون» في الهدف الأكبر للتحول إلى «صفر انبعاثات» بحلول 2040.
وعلى مستوى مصر تعمل الشركة بشكل حثيث على الحفاظ على النسبة الأكبر من النظام البيئي، حيث نشرت «أورنج مصر» عدد من المبادرات الخاصة بالحفاظ على الكوكب منها، تخفيض النفايات من المصدر وإعادة استخدام أو إعادة تدوير مواد النفايات حيثما أمكن، حيث عملت على نظام شامل لتدوير النفايات في المباني الرئيسية ويشمل ذلك إعادة تدوير الورق، وغيرها من المبادرات بالإضافة إلى المشاركة في مبادرات لتدوير المخلفات الإلكترونية والبطاريات.
إلى جانب خفض معدل الانبعاثات الكربونية والتسريبات الناتجة عن التكييفات في معدات الشركة ومنها استخدام الفريون صديق البيئة.
«اتصالات» تحمي المياه وتشارك في تنقية النيل
تعتمد مجموعة «اتصالات الإمارات» كذلك مثل منافستيها على استراتيجية داعمة لتقليل الانبعاثات بخفض استهلاك الكهرباء والمياه ووفق تقرير الاستدامة الخاص بالشركة اوضحت الشركة الإماراتية أنها تعمل على خفض الاستهلاك بمعدل أكثر من 3000 جيجا وات سنويًا، فيما نجحت في خفض الانبعاثات الكربونية حوالي 1.8 مليون طن.
وتعمل الشركة على إدارة محطات التقوية بالاعتماد على الطاقة المتجددة، وفي الوقت نفسه تولي اتصالات اهتمامًا بالحفاظ على المياه موضحة أنها نجحت خلال 2020 في خفض معدل استهلاك المياه بنسبة 11%.
وعلى المستوى المحلي تشارك «اتصالات مصر» كذلك في الحفاظ على المياه عبر المشاركة في مبادرة «فيري نايل»، المبادرة الأولى لتطوير وسائل مستدامة لتنظيف النيل مع زيادة الوعي بأهمية حماية البيئة لتنظيف نهر النيل من النفايات البلاستيكية وإعادة تدويرها إلى منتجات ذات قيمة، وانطلقت حملة التنظيف في جزيرة القرصاية الواقعة على نهر النيل والتي يقطنها 3000 نسمة، وتستخرج «فيري نايل» يوميًا 100 كيلو جرام من المخلفات البلاستيكية من نهر النيل.
واحدٍ من أهم الرهانات التي تضمن سير مصر على الخطى العالمية لضمان السير وفق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة الخاصة بالحفاظ على البيئة والعمل المناخي المشترك.