ما زالت برمجيات الملاحقة (Stalkerware) تمثل مشكلة كبيرة وفقًا لتقرير جديد صدر حديثًا عن شركة كاسبرسكي. وأظهر التقرير أن هذه البرمجيات، التي تُستخدم في المراقبة السرية لأحد الزوجين وتساعد في إذكاء العنف المنزلي، استهدفت ما مجموعه 53,870 مستخدمًا للهواتف المحمولة حول العالم في العام 2020.
ويُظهر تقرير كاسبرسكي المعنون بـ “حالة برمجيات الملاحقة في 2020″، أن الوضع لم يتحسن كثيرًا مقارنة بالعام السابق؛ ففي 2019 اكتشفت كاسبرسكي 67,500 حالة استهداف لمستخدمي الهواتف المحمولة. ومن المهم عند الحديث عن التحسينات أخذ بداية أزمة جائحة كورونا في الحسبان، إذ غالبًا ما يستخدم أحد الزوجين برمجيات الملاحقة لمراقبة شريك حياته رقميًا، لذلك لم يكن من المستغرب أن يُظهر المنحنى السنوي للمستخدمين المتأثرين بهذه البرمجيات على مستوى العالم انخفاضًا بين مارس ويونيو 2020؛ المدة التي تزامنت مع عمليات الإغلاق في جميع أنحاء العالم، قبل أن تبدأ الأرقام في الاستقرار بعد ذلك عندما بدأت العديد من البلدان حول العالم في تخفيف قيود الإغلاق.
البعد العالمي لبرمجيات الملاحقة
تُعدّ برمجيات الملاحقة شكلًا من أشكال العنف الرقمي وظاهرة عالمية تؤثر في البلدان بغض النظر عن حجمها أو طبيعتها الاجتماعية والثقافية. وجاءت روسيا والبرازيل والولايات المتحدة والهند والمكسيك على رأس قائمة كاسبرسكي للعام 2020 للبلدان التي تضمّ أكثر المستخدمين المتأثرين بهذه البرمجيات، فيما حلّت ألمانيا السادسة عالميًا والأولى أوروبيًا. أما المراكز من السابع إلى العاشر فاحتلتها إيران وإيطاليا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية.
الدول العشر الأكثر تأثرًا ببرمجيات الملاحقة:
الدولة | عدد المستخدمين المتأثرين | |
1 | روسيا | 12389 |
2 | البرازيل | 6523 |
3 | الولايات المتحدة | 4745 |
4 | الهند | 4627 |
5 | المكسيك | 1570 |
6 | ألمانيا | 1547 |
7 | إيران | 1345 |
8 | إيطاليا | 1144 |
9 | بريطانيا | 1009 |
10 | المملكة العربية السعودية | 968 |
وقال فيكتور تشيبيشيف رئيس فريق تطوير الأبحاث لدى كاسبرسكي، إن عدد المستخدمين المتأثرين ببرمجيات الملاحقة ظل مرتفعًا، مشيرًا إلى استمرار الشركة في الكشف عن إصابات جديدة كل يوم، وأضاف: “من المهم أن نتذكر أن هناك قصة حقيقية لشخص ما وراء كل رقم من هذه الأرقام، وأحيانًا ما يكون هناك طلب صامت للمساعدة. لذلك نحرص على لعب دورنا ضمن ما يجب أن يكون منظومة عمل مجتمعية ترمي إلى إنهاء استخدام برمجيات الملاحقة لتعميق فهم المشكلة، وعلى الجميع مشاركة ما يكتشفونه حتى نتمكن في إطار تلك المنظومة من تحسين القدرة على اكتشاف التهديدات وتقديم الحماية للمتضررين من العنف الرقمي”.
العمل ضد العنف الرقمي
بدأت كاسبرسكي هذا العام تعاونًا مع أربعة شركاء للعمل في مشروع يُدعى “دي ستوك” DeStalk على مستوى الاتحاد الأوروبي، اختارت المفوضية الأوروبية دعمه من خلال برنامج الحقوق والمساواة والمواطنة. لكن قبل هذا المشروع، وتحديدًا في العام 2019، شاركت كاسبرسكي تسع جهات أخرى في تأسيس التحالف ضد برمجيات الملاحقة، الذي يضمّ الآن 30 عضوًا من خمس قارات، ويهدف إلى تحسين قدرة قطاع الأمن الرقمي على اكتشاف هذه البرمجيات، وتعزيز التبادل المعرفي بين الشركات والمنظمات غير الربحية، ورفع الوعي العامّ بهذه المشكلة.
وقالت إيفا غالبرين مديرة الأمن الرقمي لدى مؤسسة الحدود الإلكترونية، في معرض تعليقها على الذكرى السنوية الأولى لإقامة التحالف ضد برمجيات الملاحقة، إن الجهات الأعضاء في التحالف قطعت خطوات واسعة خلال العام الماضي، شملت رفع الوعي والكشف عن برمجيات الملاحقة والبحث في تفاصيل الحياة اليومية للناجين من العنف المنزلي، مشيرة إلى أن التحالف “مكّننا من اتباع نهج شامل في التصدي لمشكلة معقدة”. وأضافت: “ما من حلّ بسيط لهذا التحدي، لذلك وجب علينا الاستمرار في المضي قدمًا والتصدي له على عدّة جبهات”.
بالإضافة إلى ذلك، أصدرت كاسبرسكي في نوفمبر 2020 أداة مجانية لمكافحة برمجيات الملاحقة أسمتها TinyCheck بهدف مساعدة المنظمات غير الربحية على دعم ضحايا العنف المنزلي وحماية خصوصيتهم. وتمتاز هذه الأداة بالقدرة على اكتشاف برمجيات الملاحقة وإبلاغ المستخدمين المتأثرين دون إشعار الجاني بذلك. وتحظى TinyCheck بدعم مجتمع أمن تقنية المعلومات الذي يعمل على تحديثها باستمرار.
ويمكن للمستخدمين التحقق مما إذا كانت أجهزتهم المحمولة تحتوي على برمجيات ملاحقة من خلال البحث عن العلامات التالية:
- التحقّق من الأذونات الممنوحة للتطبيقات المثبتة: فقد يجري إخفاء إحدى برمجيات الملاحقة تحت اسم تطبيق مزيف يُمنح الإذن بالوصول إلى الرسائل وسجلات المكالمات والموقع الجغرافي وأنشطة شخصية أخرى. فمثلًا، يُعدّ التطبيق المسمى Wi-Fi الذي يمكنه الوصول إلى الموقع الجغرافي للمستخدم تطبيقًا مُريبًا.
- حذف التطبيقات التي لم تعُد مستخدمة. إذا لم يُستخدم تطبيق ما خلال شهر أو أكثر، فمن الآمَن افتراض أنه لم تعد هناك حاجة إليه، وبالتالي من الأفضل حذفه. ويمكن دائمًا إعادة تثبيته عند الحاجة إليه في المستقبل.
- التحقّق من إعدادات “مصادر غير معروفة” على أجهزة “أندرويد”. فإذا وُجدت هذه الإعدادات مفعّلة، فقد يكون ذلك علامة على تثبيت برمجية غير مرغوب فيها من مصدر خارجي.
- التحقق من سجل المتصفح. لتنزيل برمجية ملاحقة، سوف يتعين على المعتدي زيارة بعض صفحات الويب التي لا يعرفها المستخدم المستهدف. لكن من الممكن أن يكون المعتدي قد مسح سجلّ التاريخ من المتصفح لإخفاء أثره.
- استخدام حماية رقمية موثوق بها مثل الحلّ Kaspersky Internet Security for Android، الذي يحمي من جميع أنواع التهديدات الخاصة بالأجهزة المحمولة ويُجري فحوصات منتظمة للجهاز.
وينبغي الحرص قبل إزالة برمجية الملاحقة من الجهاز على ما يلي:
- عدم التسرع في إزالة برمجية الملاحقة إذا عُثر عليها على الجهاز نظرًا لأن المعتدي قد يلاحظ الأمر. ومن المهم جدًا اعتبار أن المعتدي قد يمثل خطرًا محتملاً على السلامة الشخصية، وقد يصعّد من سلوكه المسيء ردًا على ذلك.
- المسارعة للاتصال بالسلطات المحلية والمنظمات الخدمية التي تدعم ضحايا العنف المنزلي للحصول على المساعدة والتخطيط للسلامة.
- الأخذ في الاعتبار الرغبة في الاحتفاظ بدليل على وجود برمجية ملاحقة على الجهاز قبل إزالتها.
- الوثوق بالغريزة والحدس وفعل ما يشعر الشخص بأنه أكثر أمانًا له.