
بقلم راندا الساوى رئيس الاتصالات الخارجية والعلامة التجارية بشركة إريكسون الشرق الأوسط وأفريقيا
مع احتفالنا باليوم العالمي للمرأة، أجد نفسي أفكر ليس فقط في الإنجازات الرائعة التي حققتها النساء اليوم، بل وأيضًا في التاريخ الطويل لقوة المرأة وتأثيرها الذي شكل عالمنا. وبصفتي مصرية، من المستحيل ألا أستلهم الإلهام من النساء اللاتي سبقننا – أولئك اللاتي نسجت قيادتهن وذكاؤهن وقوتهن في نسيج تاريخنا لآلاف السنين. فمن زمن الفراعنة إلى مجتمع اليوم الذي تحركه التكنولوجيا، أثبتت النساء دائمًا قدرتهن على الابتكار والقيادة والإلهام. وبينما نتطلع إلى المستقبل، فمن الواضح أن تأثيرهن سيستمر في النمو.
في مصر، يشكل إرث الشخصيات النسائية القوية مثل كليوباترا وحتشبسوت شهادة على حقيقة مفادها أن النساء كن دائما على رأس التقدم. فكليوباترا، التي حكمت واحدة من أكثر الحضارات تقدما في عصرها، لا يتذكرها الناس فقط لذكائها السياسي ولكن لقدرتها على التنقل في عالم معقد من ديناميكيات القوة والتحالفات والدبلوماسية. وعلى نحو مماثل، أعادت حتشبسوت، واحدة من أنجح الفراعنة في مصر، تعريف دور الحاكم الأنثى. فهي لم تعمل على توسيع طرق التجارة في مصر وتأسيس مشاريع معمارية ضخمة فحسب، بل أظهرت أيضا أسلوب قيادة فريدا ألهم الأجيال. وتعمل هذه الشخصيات التاريخية كتذكيرات قوية بأن النساء لم يشاركن في التاريخ فحسب، بل شاركن بنشاط في صياغته.
والآن، ومع التقدم السريع إلى يومنا هذا، لا يزال إرث المرأة في الأدوار القيادية يتطور ويُلهم. ففي عالم التكنولوجيا المتغير بسرعة، تترك النساء بصماتهن في مجالات كانت تقليديًا يهيمن عليها الرجال. وأنا مستلهمة باستمرار من العدد المتزايد من النساء المهندسات ورائدات الأعمال والمديرات التنفيذيات وقادة الفكر اللاتي يمهدن الطريق للابتكارات المستقبلية.
إن مؤتمر الهاتف المحمول العالمي هو مثال واحد على كيفية قيام النساء بشكل متزايد بتحديد مستقبل التكنولوجيا. لقد كنت محظوظًة بلقاء قائدات ومحترفات لامعات يعملن في مجال الاتصالات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الجيل الخامس على دفع الحدود وإعادة تشكيل الصناعات. هؤلاء النساء لا يشاركن في هذه المجالات فحسب – بل هن مهندسات مستقبلنا الرقمي. إنهن يبنين الأدوات والأنظمة التي ستحدد العقود القادمة.
بصفتي مديرة تنفيذية في صناعة التكنولوجيا، أرى بنفسي الإمكانات المذهلة التي تجلبها النساء إلى الطاولة. إن الحواجز التي نواجهها اليوم، سواء كانت تحيزات بين الجنسين، أو فرص غير متكافئة، أو تحديات نظامية، ليست سوى أحجار عثرة. إنها التحديات التي سيتغلب عليها الجيل القادم من النساء، تمامًا كما فعلت أسلافهن. يمنحني التقدم الذي شهدناه في السنوات الأخيرة الأمل في المستقبل، مستقبل حيث لم تعد النساء مجرد مشاركات في صناعات الغد ولكن القائدات والمبدعات اللواتي سيشكلنها.
في يوم المرأة العالمي هذا، دعونا لا نحتفل بإنجازات المرأة اليوم فحسب، بل ونكرم أيضًا الإرث القوي لمن سبقونا. من عهد كليوباترا إلى قادة التكنولوجيا الإناث في مؤتمر Mobile World Congress، كانت شجاعتهن ورؤيتهن وقوتهن الأساس لتقدمنا المستمر. لقد كانت لدينا دائمًا القدرة على تشكيل المستقبل، والآن أكثر من أي وقت مضى، نحن نفعل ذلك معًا.