المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

من نقل الصناديق إلى خدمة المنازل.. لماذا لم يصل الروبوت البشري بعد؟

تتدفق مليارات الدولارات نحو شركات ناشئة متخصصة في الروبوتات البشرية الشكل، مع اعتقاد المستثمرين بأن هذه الصناعة ستضع قريبًا آلات شبيهة بالبشر في المخازن والمصانع وحتى في منازلنا، لكن البعض يرى أن الروبوتات البشرية الشكل قد تم تضخيم قدراتها، وأنها تواجه تحديات تقنية ضخمة قبل أن تنتقل من التجارب العلمية إلى أن تحلّ محل العاملين البشريين.

وقال براس فيلاجابودي، المدير التقني في شركة Agility Robotics: “نحاول معرفة كيفية صنع روبوت بشري الشكل ليس فقط، بل روبوت بشري الشكل يؤدي وظائف مفيدة أيضًا”.

وتعمل”أجيليتي” حاليًا على مئات روبوتات “ديجيت” مع عملاء، من بينهم “أمازون” وشركة قطع غيار السيارات “سكايفلر”، لأداء مهام تشمل التقاط العناصر ونقلها داخل المستودعات.

وبينما بدأت روبوتات مثل”ديجيت” تجد موطئ قدم لها في بعض الأسواق، بدأ بعض المحللين والتنفيذيين التكنولوجيين بالتنبؤ بموجة وشيكة للروبوتات البشرية الشكل.

لكن وفقًا لتقرير “وول ستريت جورنال” فإنَّ “إدخال روبوتات على شكل الإنسان في المخازن أو المواقع الصناعية لنقل الصناديق أمر واحد؛ بينما بناء روبوت خادم منزلي ما يزال بعيدًا عن قدرات الصناعة الحالية”.

وفقًا لاستطلاع بين التنفيذيين، فإن تكلفة تركيب الروبوتات هي السبب الأكبر الذي يمنع الشركات من نشرها، بحسب آني كيلكار شريكة في شركة “ماكينزي”؛ إذ قالت: “لكل 100 دولار تُنفق على نشر الروبوتات اليوم، حوالي 20 دولارًا فقط تذهب للآلة نفسها، في حين تُنفق الباقي على المعدات والأنظمة المصممة لحماية البشر من الإصابة”.

تشير “وول ستريت جورنال” إلى أنّه “نظريًا، لا يحتاج الروبوت البشري الشكل إلى نفس التدابير الوقائية كالذراع الصناعي الذي قد يزن آلاف الأرطال ويعمل بسرعات عالية”.

ويبلغ ارتفاع روبوت Tesla Optimus نحو 5 أقدام و8 بوصات ويزن 125 رطلًا، بينما يبلغ ارتفاع روبوت Unitree G1 نحو 4 أقدام ويزن 77 رطلًا؛ إلا أن الفجوة بين وعود التكنولوجيا وما يمكن أن تقدمه اليوم واسعة.

وفي القمة الأخيرة للروبوتات البشرية الشكل في ماونتن فيو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية استخدم إسحاق قريشي نظارة الواقع الافتراضي للتحكم في نموذج أولي مبكر لروبوت مصمم لتنظيف المكاتب.

وقارنت الصحيفة الأمريكية بين المنتج الأكثر شهرة لشركة Apple، وهو جهاز Newton المحمول في التسعينيات، والذي أُطلق وسط موجة من الضجة حول المساعدات الرقمية الشخصية، لكنه فشل تجاريًا وتم إلغائه بعد بضع سنوات، وبعد عقد من الزمن، أصبحت الأجهزة المحمولة شائعة مع إطلاق iPhone.

وتعمل شركة Weave على روبوتات لطي الملابس، والتي تُستخدم حاليًا في بعض مغاسل سان فرانسيسكو؛ ومع ذلك، يرى المؤسسون الذين تحقق روبوتاتهم بعض النجاح في السوق أن هناك مخاطر في تشجيع الانطباع بأن التكنولوجيا قد وصلت إلى مرحلة النضج الكامل.

يقول قادة الشركات إن هناك مجموعة محدودة من الأدوار التي يكون فيها للروبوتات البشرية الشكل جدوى اليوم، بما في ذلك أداء المهام البسيطة والمتكررة مثل نقل الصناديق.

وتعمل شركة Persona على تطوير روبوت للّحام لشركة بناء سفن، وهي وظيفة مناسبة لتوظيف الروبوتات نظرًا للخطر المصاحب لها وصعوبة إيجاد العمال؛ أمَّا بالنسبة لأشياء مثل الخدم الروبوتيين، فالسوق لا يزال بعيدًا، بحسب “وول ستريت جورنال”.

وتأتي النظرة الحذرة، إن لم تكن قاتمة، من قبل قادة ومهندسي شركات الروبوتات البشرية الشكل، لتتناقض مع التوقعات التي تصدر عن بعض من أكبر الأسماء في قطاع التكنولوجيا.

فقد توقع إيلون ماسك أن الطلب على الروبوتات البشرية الشكل سيكون “لا يُشبع”، وقال إن شركة تسلا تهدف لإنتاج مليون روبوت Optimus سنويًا بحلول عام 2030.

كما صرح جينسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”، بأنه يعتقد أن العالم على أعتاب جعل كل شيء يتحرك روبوتيًا، مضيفًا في بودكاست خلال يناير أن “الروبوتات البشرية الشكل، والتكنولوجيا التي تجعلها ممكنة، قريبة جدًا”.

ويدعّم تفاؤل ماسك وهوانغ شيخوخة السكان في العديد من الدول والتي تعني وجود عدد أقل من العمال، إضافةً إلى زيادة عدد كبار السن الذين يحتاجون إلى الرعاية؛ وتسعى الحكومات أيضًا إلى استخدام الروبوتات لاستعادة الوظائف الصناعية من الخارج.

وعلاوةً على الاتجاهات الاقتصادية الكبرى، فإن التحسن في تكنولوجيا البطاريات والمحركات يعني أن الروبوتات أصبحت أكثر قدرة على محاكاة الحركة البشرية والعمل لفترات أطول.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشر الرئيس التنفيذي لأحد أكثر الشركات الناشئة للروبوتات رواجًا Figure AI، فيديو لأحدث روبوت بشري الشكل للشركة وهو يركض بطريقة مشابهة للبشر بشكل مدهش.

وتجذب عشرات الشركات الناشئة للروبوتات استثمارات ضخمة، إذ بلغ حجم الاستثمار في الروبوتات البشرية الشكل نحو خمسة مليارات دولار هذا العام، بحسب كيلكار من “ماكينزي”.

وتتوقع شركة FEV Consulting التي تقدم استشارات للعديد من شركات الروبوتات، أن يصل عدد الروبوتات البشرية الشكل في مواقع العمل إلى نحو مليون روبوت بحلول عام 2035.

وتختم “وول ستريت جورنال” بالقول: “الروبوتات التي تشبهنا عرضة للانقلاب، ويواجه المهندسون صعوبة في ابتكار نسخة ميكانيكية لليد البشرية؛ فنحن نعتمد على الإحساس الجلدي لمعرفة مقدار الضغط الواجب تطبيقه، وهو ما يجد مبتكرو الروبوتات صعوبة في تقليده”، كما يرى بعض المهندسين أن المستقبل ليس في محاكاة الشكل البشري، بل في تحسينه، مثل إضافة 4 أيادٍ بدلًا من اثنتين أو استخدام مقابض شفط بدل الأصابع.

اترك تعليقا