المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

“ميتا” تواجه تحديات كبرى في الذكاء الاصطناعي الفائق.. وهكذا يتصرّف مارك زوكربيرج لحل الأزمة

في ظل السباق العالمي المتسارع نحو تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق، تكثّف “ميتا” جهودها لإعادة تموضعها في مقدمة هذا المجال، بعد مواجهة تحديات كبرى على صعيد الأداء والموهبة خلال الأشهر الماضية.

ويبدو أنّ الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج بات عازمًا على إحداث تغيير جذري في استراتيجية الشركة، بعد أداء مخيّب لنموذج الذكاء الاصطناعي الجديد Llama 4 الذي عُرض في مؤتمر “ميتا” السنوي أبريل الماضي.

ووصف زوكربيرج النموذج خلال المؤتمر بأنّه “وَحْش”، ورغم ذلك لم يرقَ لمستوى التوقعات، وفشل في منافسة نماذج شركات كبرى مثل “أوبن إيه آي”، و”أنثروبيك” كما غابت عنه مزايا كان ينتظرها المطورون مثل المحادثات الصوتية؛ مما أدى إلى خيبة أمل واضحة في أوساط الحاضرين.

وبحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” فإنّ زوكربيرج اعتبر هذا التأخير غير مقبول، وأطلق عبر مجموعة خاصة على تطبيق “واتس آب” تضم كبار مسؤولي الشركة، خطة طوارئ تهدف إلى إعادة “ميتا” إلى صدارة المشهد في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتضمنت الخطة استثمارات كبيرة، أبرزها ضخ 14.3 مليار دولار في شركة Scale AI الناشئة إلى جانب استقطاب مؤسسها ألكسندر وانغ وفريقه للعمل ضمن مختبر الذكاء الاصطناعي الفائق التابع لـ”ميتا”.

كما شملت إجراءات التصحيح إقالة نائب الرئيس المسؤول عن الذكاء الاصطناعي التوليدي، في خطوة تعكس مدى جدية زوكربيرج في مراجعة المسار وإعادة توجيه الأولويات.

وقد أجرت الشركة محادثات مع شركات ناشئة أخرى مثل Perplexity، بالتوازي مع تكثيف حملات التوظيف وعروض مالية مغرية لاستقطاب المواهب.

وفي هذا السياق أفادت تقارير من “وول ستريت جورنال” و”ذا إنفورميشن” بأنَّ “ميتا” استقطبت عددًا من كبار الباحثين من “أوبن إيه آي”، ضمن موجة تعيينات تظهر رغبة ميتا في تسريع تطوير تقنياتها، وتشير تقارير أخرى إلى أنَّ أكثر من 45 باحثًا من “أوبن إيه آي” تلقوا عروضًا مالية وصلت إلى 100 مليون دولار لكل منهم.

وفي خطوة اعتبرت مفاجئة، ناقش زوكربيرج مع مستشاريه احتمال خفض الاستثمار في تطوير نموذج Llama المفتوح المصدر، لصالح الاعتماد على نماذج مغلقة من شركات منافسة، وهو ما يعكس ربما تراجع الثقة في النهج الحالي؛ ورغم ذلك أكّدت “ميتا” بأنّها لا تزال ملتزمة بتطوير “Llama” مع خطط لإصدارات مستقبلية منه خلال 2025.

وتأتي هذه التحركات في وقت تتسابق فيه شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل ومايكروسوفت وأمازون للاستثمار المكثّف في الذكاء الاصطناعي في محاولة للوصول إلى ما يُعرف بـ”الذكاء الفائق”، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي تتجاوز قدراته الذكاء البشري في مختلف المجالات.

وكانت “ميتا” من أوائل الشركات التي استثمرت في هذا المجال من خلال وحدة أبحاث FAIR التي قادها العالِم يان لوكون، قبل أن تدفعها الطفرة التي أحدثتها “أوبن إيه آي” بإطلاق “تشات جي بي تي” في عام 2022 إلى تشكيل فريق خاص بالذكاء الاصطناعي التوليدي في 2023.

ومع احتدام المنافسة، بات واضحًا أنّ مارك زوكربيرج لا ينوي السماح بإقصاء “ميتا” من هذا السباق لاسيما في ظل تغيّر قواعد اللعبة في سوق المواهب؛ حيث بات باحثو الذكاء الاصطناعي يُعاملون كنجوم الرياضة، برواتب ضخمة وانتقالات فورية دون الحاجة إلى مقابلات توظيف تقليدية وفقًا لتقارير إعلامية متطابقة.

اترك تعليقا