
حذّر جيف بيزوس، رئيس مجلس إدارة شركة “أمازون” ، من أن الطفرة الاستثمارية الهائلة في تقنيات الذكاء الاصطناعي تحمل سمات “فقاعة صناعية” شبيهة بما شهده العالم خلال فترات ازدهار الإنترنت والتكنولوجيا الحيوية.
وأشار إلى أن هذه الموجة قد تتسبب في خسائر مالية للمستثمرين على المدى القصير، لكنها ستؤدي في النهاية إلى نتائج إيجابية تعود بالنفع على المجتمع والاقتصاد العالمي.
وخلال مشاركته في “أسبوع التكنولوجيا الإيطالية”، أوضح بيزوس أن الحماس الكبير المحيط بالذكاء الاصطناعي يدفع رؤوس الأموال إلى تمويل أي فكرة أو مشروع دون تمييز دقيق بين الابتكارات القابلة للنجاح وتلك غير المجدية.
وأشار إلى أن بعض الشركات الناشئة تحصل على تمويلات بمليارات الدولارات حتى قبل طرح أي منتجات أو بناء بنية تحتية فعلية.
وأضاف أن هذا المشهد يعيد إلى الأذهان فقاعة التكنولوجيا الحيوية في تسعينات القرن الماضي، التي شهدت إفلاس العديد من الشركات وخسارة مستثمرين لأموالهم، لكن في المقابل نتج عنها تطوير أدوية ومنتجات غيرت حياة الملايين.
كما شبّه الوضع الحالي بفقاعة الإنترنت قبل ربع قرن، التي كانت مليئة بالتقلبات الاستثمارية، لكنها مهدت لاحقًا لثورة رقمية ما زال العالم يجني فوائدها حتى اليوم.
كما أدت حالة التفاؤل السائدة إلى ارتفاع تقييمات شركات القطاع بشكل غير مسبوق، فقد كشفت تقارير إعلامية عن مفاوضات تقودها وحدة تابعة لشركة “بلاك روك” للاستحواذ على شركة “ألايند داتا سنترز” في صفقة تقدر بنحو 40 مليار دولار.
وفي السياق نفسه، أصبحت شركة “أوبن إيه آي” المطورة لتطبيق “تشات جي بي تي” الأعلى قيمة بين الشركات الخاصة في العالم بعد أن بلغت قيمتها السوقية 500 مليار دولار من خلال صفقة بيع أسهم ثانوية.
في المقابل، نبّه عدد من المستثمرين إلى مخاطر اندفاع الأموال نحو هذا القطاع، معتبرين أن حالة الزخم الحالية قد تولّد فقاعة تمويلية، خصوصًا في مراحل الاستثمار المبكر لرأس المال الجريء.
أما بيزوس، فدعا إلى اعتماد رؤية استراتيجية بعيدة المدى، مشددًا على أن المرحلة الحالية، رغم طابعها المضطرب، ستفرز في نهاية المطاف شركات رائدة وابتكارات قادرة على إحداث تحولات عميقة في مختلف القطاعات.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي سيعزز كفاءة الشركات في جميع المجالات، وسيساهم في تحقيق قفزات إنتاجية واسعة النطاق، معتبراً أن الفوائد المنتظرة ستكون “هائلة” حين تتضح معالم الفائزين الحقيقيين في هذا السباق التكنولوجي.