
أعاد مصطفى سليمان المسؤول التنفيذي عن قطاع الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، فتح ملف الوعي الاصطناعي عبر التأكيد على أن الإدراك الواعي سيظل حكرًا على الكائنات الحية، داعيًا إلى وقف محاولات إضفاء صفات الشعور والتجربة الذاتية على الأنظمة الذكية.
ورأى سليمان أن السباق نحو صناعة نماذج تبدو “حساسة” أو “تشعر” يسير في اتجاه خاطئ علميًا وأخلاقيًا، وذلك خلال مقابلة مع شبكة CNBC على هامش مشاركته في مؤتمر AfroTech بمدينة هيوستن الأميركية.
وأوضح سليمان أن الوعي ليس وظيفة يمكن برمجتها، بل حالة تنشأ من بنية بيولوجية وتجربة عضوية لا يمكن استنساخها في الآلات، مؤكدًا أن طرح سؤال حول إمكانية منح الذكاء الاصطناعي إحساسًا ذاتيًا هو سؤال خاطئ يقود إلى استنتاجات مغلوطة.
ويأتي موقف سليمان في وقت يتزايد فيه اهتمام الشركات التقنية بتقديم نماذج تفاعلية ذات طابع شخصي، مثل المشاريع التي تعمل عليها ميتا وxAI لإنتاج مساعدات افتراضية تبدو قادرة على التفاعل العاطفي.
وفي المقابل، تواصل شركات أخرى، من بينها OpenAI، التركيز على تحقيق مستوى ذكاء عام قريب من القدرات الإدراكية البشرية دون الادعاء بوجود وعي ذاتي.
ويرى أن تزايد الحديث عن “ذكاء اصطناعي واعٍ” يصرف الجهود عن الأولويات الفعلية مثل الحوكمة والسلامة وبناء أنظمة تعزز الإنتاجية والمعرفة.
وخلال حديثه، شدد سليمان على ضرورة الفصل بين ارتفاع قدرات النماذج اللغوية وقدرتها على تقليد المشاعر البشرية وبين امتلاك وعي حقيقي.
وأوضح أن الآلام الجسدية والتجارب العاطفية التي يختبرها الإنسان لا يمكن محاكاتها في أنظمة رقمية تفتقر إلى بنية عصبية عضوية، ما يجعل أي مظهر شعوري تقدمه هذه النماذج مجرد محاكاة مقنعة دون إحساس فعلي.
ويستند سليمان في موقفه إلى نظرية الطبيعة البيولوجية للوعي التي طرحها الفيلسوف جون سيرل، موضحًا أن منح الحقوق للبشر قائم على قدرتهم على الإحساس بالأذى، على عكس الأنظمة الحسابية التي لا تشعر وإن أبدت ردودًا تحاكي الوعي.
ورغم موقفه الرافض لإمكانية وعي الآلات، أشار إلى أن البحث العلمي في هذا المجال ما يزال في مراحله الأولى، مشيرًا إلى أن دراسته ضمن الأطر الأكاديمية أمر مشروع، شرط عدم توظيفه لبناء أنظمة تدّعي الوعي أو السلوك العاطفي.
وأكد سليمان في وقتٍ سابق أن مايكروسوفت ترفض تصميم روبوتات محادثة تُستخدم في محتوى جنسي، في وقت أعلنت فيه منصات أخرى مثل xAI وChatGPT فتح المجال لتفاعلات مخصصة للبالغين، قائلًا إنّ شركته وضعت خطوطًا حمراء في هذا المجال وأن من يرغب في هذه الخدمات سيجد شركات أخرى تقدمها.




