
أفرزت السوق الصينية مليارديرًا جديدًا من قلب قطاع الرقائق، بعد طرح شركة ناشئة للاكتتاب العام في شنغهاي حقق قفزة استثنائية في قيمتها السوقية خلال أيام.
وغادر تشن ويليانغ، الذي أمضى أكثر من عقد في مناصب قيادية بشركة AMD الأمريكية، عالم الشركات العملاقة قبل خمسة أعوام ليؤسس مشروعه الخاص في الصين، مستفيدًا من خبرته التقنية وشبكة علاقاته في واحدة من أكثر الصناعات حساسية جيوسياسيًا.
واليوم، بات اسمه ضمن قائمة المليارديرات، بعدما قادت أولى جلسات تداول أسهم شركته إلى ارتفاع غير مسبوق.
ودخلت شركة MetaX Integrated Circuits سوق الأسهم الصينية بتقييم بلغ نحو 5.9 مليار دولار، لكن حماس المستثمرين دفع السهم إلى قفزات قياسية في يومه الأول.
وانعكس هذا الارتفاع مباشرة على ثروة المؤسس، إذ ارتفعت قيمة حصته إلى أكثر من 5 مليارات دولار، ليصبح واحدًا من أحدث الأثرياء في قطاع التكنولوجيا بالصين.
ولا يعد صعود تشن حالة منفردة، بل يأتي ضمن موجة جديدة من رواد الرقائق الذين خرجوا من عباءة الشركات الأميركية الكبرى ليقودوا مشاريع محلية مدعومة بسياسات بكين الساعية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في التكنولوجيا المتقدمة.
ويشبه مساره إلى حد كبير تجربة مؤسس Moore Threads، الذي تحوّل بدوره إلى ملياردير بعد طرح شركته مؤخرًا.
وتحاول الشركات الناشئة الصينية سد الفراغ الذي خلّفته القيود الغربية على التصدير؛ غير أن الطريق ليس مفروشًا بالورود، إذ تواجه هذه الشركات تحديات تتراوح بين المنافسة المحلية الشرسة، وضغوط التمويل، والقيود المفروضة على الوصول إلى تقنيات التصنيع المتقدمة.
واعتمدت MetaX بشكل كبير على استقطاب نخبة من المهندسين ذوي الخبرة العالمية، بينهم قيادات سابقة في AMD، ما منحها انطلاقة أسرع من المعتاد لشركة ناشئة.
كما استخدمت الشركة برامج مكثفة لتمليك الأسهم للموظفين، لتحفيز الكفاءات والحفاظ عليها، وهي استراتيجية باتت شائعة في سوق التكنولوجيا الصينية.
لكن رغم النمو السريع في الإيرادات، لا تزال الشركة بعيدة عن تحقيق الأرباح؛ فقد استنزفت المليارات من اليوان الصيني في البحث والتطوير خلال السنوات الأخيرة، في محاولة لتقليص الفجوة التقنية مع عمالقة مثل إنفيديا وهواوي.
وتعوّل الشركة على رقاقتها الرئيسية لتحقيق نقطة التعادل خلال العامين المقبلين، وهو رهان محفوف بالمخاطر في سوق يتغير بسرعة.
وإلى جانب ذلك، يظل اعتماد الشركة على عدد محدود من العملاء، وعلى مسابك خارجية لتصنيع الرقائق، نقطة ضعف رئيسية، خصوصًا في ظل القيود الأمريكية المتزايدة على سلاسل التوريد العالمية.




