
قبل ثلاث سنوات فقط، وُلدت فكرة صغيرة في السوق السعودي المزدحم باسم “نينجا”، وهي شركة توصيل سريع أرادت إعادة تعريف تجربة الشحن المحلي والإقليمي.
اليوم، تحولت هذه الشركة الناشئة إلى “يونيكورن” سعودي بقيمة 1.5 مليار دولار، بعد أن نجحت في جمع 250 مليون دولار في جولة تمويلية كبرى قادتها شركة الرياض المالية، بمشاركة عدد من المستثمرين المحليين.
هذا الإنجاز يأتي في وقت يشهد فيه العالم تباطؤًا ملحوظًا في صفقات رأس المال الجريء، بينما تواصل السعودية تعزيز مكانتها كمركز استثماري إقليمي حيوي.
وتشير بيانات منصة “ماغنيت” إلى أن الشركات الناشئة السعودية جذبت نحو 400 مليون دولار في الربع الأول من عام 2025 فقط، في مؤشر واضح على النمو المتسارع لمنظومة ريادة الأعمال في المملكة.
تحوّل السعودية إلى موطن لعدد متزايد من شركات “اليونيكورن” لم يعد محض صدفة، بل ثمرة لرؤية حكومية واضحة تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن الاعتماد على النفط، وبناء بيئة نابضة بالتقنية والابتكار.
ويعد هذا التوجه جزءًا من خطة أوسع تعمل على تمكين الشركات الناشئة ودعمها بالتمويل والبنية التحتية التنظيمية والتقنية اللازمة للنمو السريع.
شركة “نينجا” بدورها تخطط للطرح العام الأولي بحلول عام 2027، لتنضم إلى عدد من الشركات التقنية السعودية التي تستعد للإدراج في السوق المالية “تداول”، مثل “تابي” التي تتعاون حاليًا مع بنوك عالمية مثل جي بي مورغان ومورغان ستانلي.
كما تعتزم شركة “إجادة سيستمز”، التي انتهت مهلة إدراجها، إعادة التقدم بطلب للطرح العام الأولي قريبًا.
تأسست “نينجا” في عام 2022، وتعمل حاليًا في السعودية والبحرين وقطر والكويت، حيث تقدم خدمات توصيل سريع تغطي طيفًا واسعًا من المنتجات، بما يشمل البقالة والأدوية وحتى أغذية الحيوانات الأليفة، وفقًا لموقعها الرسمي.
وتقود الرياض المالية، المستثمر الرئيسي في الجولة الأخيرة، مسيرة دعم الشركات الناشئة في المنطقة من خلال استثماراتها في شركات مؤثرة مثل “فودكس” و”يونيفونيك”.
وكانت الشركة قد أطلقت في عام 2016 “صندوق الرياض تقنية”، أحد أوائل صناديق رأس المال الجريء في المملكة، في خطوة عززت من مكانتها كمحرك رئيسي للنمو في قطاع التقنية وريادة الأعمال.
ورغم التباطؤ العالمي في تدفق الاستثمارات، تواصل السعودية كتابة قصص نجاح جديدة تُلهم رواد الأعمال المحليين والإقليميين، كما فعلت “نينجا” التي تجاوزت كونها مجرد شركة توصيل لتصبح أحد أبرز اللاعبين في مستقبل قطاع الخدمات اللوجستية والتقنية في المنطقة.