يستهل المستثمرون أسبوع التداول بتفاؤل نسبي بعدما أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى اقتراب تخفيف السياسة النقدية عبر خفض أسعار الفائدة.
وبحسب “بلومبرج” تتجه الأنظار سريعًا إلى اختبار حاسم يتمثل في نتائج “إنفيديا”، التي تحولت خلال الأعوام الأخيرة إلى ركيزة رئيسية لصعود أسواق الأسهم بفضل اندفاعة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
وتراجع مؤشر “إس آند بي 500” لخمسة أيام متتالية قبل عطلة نهاية الأسبوع، في أطول موجة هبوط منذ مطلع العام، مع فتور الرهانات على خفض وشيك لتكاليف الاقتراض.
لكن تصريحات باول قلبت المزاج العام، لتدفع المؤشر إلى أفضل أداء يومي له منذ مايو، مقتربًا من تسجيل مستوى قياسي جديد.
ويتركز الترقب الآن على النتائج الفصلية لـ”إنفيديا”، المقرر إعلانها الأربعاء بعد الإغلاق؛ فالشركة تمثل نحو 8% من وزن “إس آند بي 500″، وتتصدر قائمة المستفيدين من الطلب العالمي على رقائق الذكاء الاصطناعي، ما يجعل تقريرها المالي مؤشراً لاتجاه السوق ككل.
ويُتوقع أن تسجل أرباحًا معدلة عند 1.01 دولار للسهم وإيرادات تتجاوز 46 مليار دولار، بزيادة سنوية تفوق 50%.
ورغم هذه التقديرات، يرى محللون أن أي خيبة أمل – حقيقية أو حتى إدراكية – قد تؤدي إلى هزة واسعة، خصوصًا أن تقييمات الأسهم عند مستويات مرتفعة.
ويبلغ مضاعف ربحية مؤشر “إس آند بي 500” 22 مرة، بينما يتداول سهم “إنفيديا” عند 34 مرة، مقارنة بمتوسطه التاريخي البالغ 39 مرة.
وترتبط “إنفيديا” بشكل وثيق بكبار عمالقة التكنولوجيا، إذ تمثل مبيعاتها إلى “مايكروسوفت” و”أمازون” و”ألفابت” و”ميتا” قرابة 40% من الإيرادات.
ويضيف أي تغير في قدرتها على التوسع في الصين عاملًا آخر لعدم اليقين، بعد أن فرضت بكين قيودًا على استخدام الشريحة المخصصة للسوق المحلي “إتش 20”.
وفي الوقت ذاته، يتوقع متداولو الخيارات تحركًا في سعر سهم “إنفيديا” بنسبة تقارب 6% في أي اتجاه بعد إعلان النتائج، وهو ما يعكس حجم الرهانات على الشركة.
وعلى الرغم من بقاء التوصيات الإيجابية مهيمنة، إلا أن مخاوف التباطؤ الاقتصادي والرسوم الجمركية تجعل السوق أكثر عرضة لتقلبات حادة حال صدور أخبار سلبية.
بالتالي، سيكون الأسبوع الجاري فاصلًا لأسواق الأسهم العالمية: إما أن تمنح “إنفيديا” دفعة جديدة لموجة الصعود، أو أن تكشف نتائجها حدود الاندفاعة نحو الذكاء الاصطناعي، بما قد يعيد تقييم المشهد الاستثماري بأكمله.
