وافقت شركتا “إنفيديا” و”إيه إم دي” على تخصيص 15% من إيرادات مبيعات شرائحهما في السوق الصينية لصالح الحكومة الأمريكية، في خطوة ترتبط بالحصول على تراخيص تصدير إلى الصين، وفق مصادر مطلعة لوكالة “بلومبرج”.
ويشمل الاتفاق، شريحة الذكاء الاصطناعي H20 التي تنتجها إنفيديا، وشريحة MI308 من إنتاج “إيه إم دي”.
وتأتي موافقة الشركتين في سياق سياسة تجارية تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلالها إلى تحقيق عوائد مالية مقابل منح استثناءات أو تخفيف قيود قائمة، وهو أسلوب لا يُعرف له مثيل في تاريخ ضوابط التصدير الحديثة للشركات الأمريكية.
وفي المقابل، من المرجح أن تثير الخطوة اعتراض بكين، حيث انتقدت منصات مرتبطة بالإعلام الرسمي الصيني شريحة H20، مشيرة إلى ما وصفته بضعف الأداء ووجود ثغرات أمنية.
وتفاعلت الأسواق سلبًا مع التطور؛ إذ تراجعت أسهم “إنفيديا” بنسبة 1.5% قبل افتتاح التداولات في نيويورك، فيما هبط سهم “إيه إم دي” بنحو 3%.
ووصف خبراء في سياسات التكنولوجيا، مثل جاكوب فيلدغويز من “مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة” في واشنطن، موافقة الشركتين بأنها غير مسبوقة في سياق ضوابط التصدير، محذرين من تأثيره على مصداقية الولايات المتحدة أمام حلفائها عند السعي لفرض قيود مشابهة.
وأكّدت “إنفيديا” التزامها بالقواعد الأمريكية، مشيرة إلى أنها لم تُصدر شرائح H20، إلى الصين منذ أشهر، لكنها تأمل أن تسمح اللوائح بمنافسة الشركات الأمريكية داخل السوق الصينية، أما “إيه إم دي” فلم تعلق.
وتشير تقديرات مصرف “مورغان ستانلي”، إلى أن “إيه إم دي” قد تحقق ما بين 3 و5 مليارات دولار من المبيعات في 2025 إذا رُفعت القيود، وفي المقابل، توفر بدائل صينية مثل شرائح Ascend من “هواوي” ما بين 20% و30% من الطلب المحلي.
وأظهرت بيانات “إنفيديا” تحقيق 4.6 مليار دولار من مبيعات H20 في الربع المالي المنتهي في 27 أبريل، رغم أن قيود التصدير منعتها من شحن ما قيمته 2.5 مليار دولار إضافية إلى الصين.
وبحسب “بلومبرج” إذا عادت المبيعات إلى مستوياتها السابقة، قد تحصل الخزانة الأمريكية على نحو مليار دولار كل ربع سنة من حصتها في الإيرادات.
ويرى محللون، أن القيود قد تدفع الشركتين إلى تقليص توسعها في السوق الصينية على المدى الطويل، ما يمنح الشركات المحلية فرصة لتعزيز حصتها ودعم الابتكار في قطاع أشباه الموصلات.
