المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

استثمارات الذكاء الاصطناعي تثير القلق حول أرباح عمالقة التكنولوجيا

رغم استمرار الإقبال الاستثماري القوي على كبرى شركات التكنولوجيا بفضل قوتها المالية وهيمنتها على السوق؛ إلا أنَّ حجم الإنفاق المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بدأ يثير تساؤلات حول تأثير ذلك على هوامش الربح واستقرار أسعار الأسهم.

وتشير وكالة “بلومبرج” إلى أنَّ بعض المحللين يشيرون إلى أنَّ هذه الشركات تضخ مبالغ هائلة في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في التدفقات النقدية الحرة، وهو ما قد ينعكس سلبًا على أرباحها في الأجل القصير، قبل أن تظهر أي عوائد ملموسة لهذه الاستثمارات.

ونقلت بلومبرج عن جيم مورو الرئيس التنفيذي لشركة كالودين كابيتال مانجمنت، قوله: “جميع الشركات الكبرى الآن تراهن بكل ما تملك على المستقبل، وهو ما يدفع لإعادة النظر في مدى جاذبية مراكزها المالية الحالية مقارنة بما كانت عليه سابقًا”.

وبحسب بيانات “بلومبرج”؛ فمن المتوقع أن تصل الاستثمارات الرأسمالية لشركات مثل مايكروسوفت، وأمازون، وألفابت، وميتا لنحو 311 مليار دولار خلال 2025، على أن ترتفع في 2026 إلى 337 مليار دولار، وهو ما يمثل زيادة كبيرة في الإنفاق تتجاوز 60% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، في حين انخفض التدفق النقدي الحر بنسبة 23%.

وحذّر مورو مما أسماه “تسونامي إهلاك” إذ يرى أنَّ الأصول المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مثل الخوادم والرقائق ومعدات الشبكات تفقد قيمتها بسرعة أكبر بكثير من أصول أخرى مثل العقارات، ما يضيف ضغطًا كبيرًا على صافي الأرباح.

وفي الربع الأول من 2025 وحده، أنفقت مايكروسوفت، وألفابت، وميتا، نحو 15.6 مليار دولار على الإهلاك، مقارنة بـ11.4 مليار دولار في نفس الفترة من 2024، بينما ارتفع هذا الرقم بشكل أكبر عند احتساب أمازون، التي تفضّل توجيه الإنفاق نحو البنية التحتية على حساب توزيع الأرباح أو إعادة شراء الأسهم.

ويرى روب ألميدا كبير استراتيجيي الاستثمار في “إم إف إس انفستمنت مانجمنت، أن الرهان على الذكاء الاصطناعي كمصدر سريع للعائدات لم يتحقق حتى الآن؛ نظرًا لأن وتيرة تبنّيه كانت أبطأ من المتوقع.

ارتفاع الأسهم رغم التحديات

ولا تزال أسهم شركات الذكاء الاصطناعي تشهد انتعاشًا ملحوظًا رغم كل ذلك، بحسب بلومبرج، فمنذ مطلع أبريل حقق صندوق “جلوبال إكس إيه آي” قفزة بنسبة 34%، بينما سجّلت “إنفيديا” ارتفاعًا بنسبة 49%، تلتها ميتا بنسبة 37%، ومايكروسوفت بـ33% متجاوزة جميعها مكاسب مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” البالغة 2.1%.

وتعمل “ميتا” بحسب بلومبرج على تشكيل فريق خاص يهدف إلى تطوير ذكاء اصطناعي عام يمكنه أداء مهام متعددة بمستوى شبيه بالبشر، وهي مبادرة ضخمة تتطلب تمويلًا ضخمًا، متزامنًا مع ارتفاع أسهم الشركة بـ1.2% بعد تراجعه في اليوم السابق.

الحد من تأثير الإهلاك

وبدأت شركات التكنولوجيا تعديل الأعمار الافتراضية لأصولها، فـ”ميتا” مددت عمر خوادمها ومعداتها إلى 5.5 سنة، ما أضاف نحو 695 مليون دولار لصافي أرباحها في الربع الأول، واتبعت مايكروسوفت توجهًا مشابهًا في 2022، حيث رفعت العمر الافتراضي لأصولها إلى 6 سنوات.

واتخذت “أمازون” مسارًا مختلفًا بتقليص العمر الإنتاجي لمعداتها إلى 5 سنوات، بدلًا من 6 سنوات، ما يزيد من أعباء الإهلاك على المدى القصير.

وقد أعربت المديرة المالية لشركة “ألفابت” أنات أشكنازي عن نية الشركة تقليص وتيرة نمو التعويضات وإعادة هيكلة الأصول العقارية والتقنية، في محاولة للسيطرة على النفقات غير النقدية الناتجة عن الإهلاك المتزايد.

مستقبل غامض

وتزداد المخاوف من تكرار أزمة 2022، حيث تراجعت أرباح الشركات بفعل التضخم ورفع أسعار الفائدة، ما أدى إلى تهاوي أسهم التكنولوجيا، وفي حال لم تحقق استثمارات الذكاء الاصطناعي عوائد قوية؛ فإنَّ السوق قد يواجه موجة تصحيح جديدة.

وحذّر مورو من تعثُّر الأمور؛ ما سيؤدي إلى تلقّي الأرباح ضربة موجعة قريبًا، بينما إذا سارت الأمور كما هو متوقع، فحين إذ لن تكون هناك مشكلة.

اترك تعليقا