
انطلقت فعاليات مؤتمر ومعرض CAISEC’25 في دورته الرابعة، بمشاركة من قيادات حكومية، وخبراء ومتخصصين في مجال الأمن السيبراني من مختلف الدول العربية، وذلك في ظل تصاعد التهديدات الرقمية على المستويات الاقتصادية والسياسية والمجتمعية.
أسامة كمال: الأمن السيبراني لم يعد خيارًا بل أولوية
قال أسامة كمال رئيس مجلس إدارة شركة ميركوري كومينيكيشنز المنظمة لمؤتمر ومعرض CAISEC’25، إن تسارع الهجمات السيبرانية عالميًا، خاصة على المؤسسات الطبية والمالية ومحطات الكهرباء، يؤكد أهمية انعقاد المؤتمر.
وأوضح خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، أن الهجمات زادت بنسبة 214% خلال 18 شهرًا، ما يشكّل تهديدًا للحياة اليومية والاستقرار الاقتصادي، مشيرًا إلى وجود فجوات كبيرة في منظومة الأمن السيبراني رغم تزايد المخاطر.
وأكد كمال ضرورة الاستثمار في الأمن الرقمي وبناء كوادر بشرية مؤهلة بالشراكة مع الجامعات، مشددًا على أن الأمن السيبراني يجب أن يكون أولوية لحماية التحول الرقمي، خاصة مع امتلاك مصر 150 خدمة حكومية رقمية. كما دعا إلى وضع رؤية إقليمية موحدة لحماية الأصول الرقمية، وحثّ الخبراء التنفيذيين على ابتكار حلول دفاعية تعزز من قدرة الاقتصاد الرقمي على مواجهة التهديدات.
وليد زكريا: مصر تحرز المركز الأول في مسابقة الاتحاد الدولي للاتصالات
وأكد وليد زكريا نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات للأمن السيبراني، أن مصر بدأت جهودها في هذا المجال منذ عام 2009 بإنشاء مجلس الأمن السيبراني، حيث عمل 6 مهندسين على تأسيس أول مركز وطني للتعامل مع الحوادث السيبرانية.
وفي كلمته خلال افتتاح المؤتمر، أشار زكريا إلى أن المجلس تعامل مع اختراقات عالمية وقدم تقارير حازت على إشادة دولية، كما تم نشر 19 ورقة بحثية وتقديم خدمات متنوعة لتأمين الفضاء السيبراني المصري.
كما أحرزت مصر المركز الأول في مسابقة الاتحاد الدولي للاتصالات بمشاركة 138 دولة في تقييم قدرات التصدي للهجمات السيبرانية.
وعلى المستوى التنظيمي، أصدر الجهاز أطرًا لحماية الفضاء السيبراني وتنظيم عمل الشركات، حيث تم تسجيل 130 شركة، تقدمت 44 منها للحصول على رخص الأمن السيبراني، كما أُطلقت مبادرات وطنية ومنتجات مصرية حاصلة على أعلى شهادات الجودة العالمية تحت إشراف المجلس الأعلى للأمن السيبراني.
بدر الصالحي: 8 دول عربية تندرج ضمن الفئة الأولى في مؤشر الأمن السيبراني العالمي
بينما أكَّد بدر علي الصالحي مدير عام الاستعداد للحاسب في سلطنة عُمان، كلمته خلال افتتاح المؤتمر أن الأمن السيبراني بات يتأثر بعوامل تكنولوجية وسياسية واقتصادية واجتماعية معقدة، ما يستدعي استراتيجيات استباقية ومتكاملة.
وأشار الصالحي إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني يُقدَّر بـ38 مليار دولار، مع توقعات باعتماد 60% من مؤسسات المنطقة عليه، في وقت تُستخدم فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي في 60% من الهجمات السيبرانية؛ كما أن الذكاء الاصطناعي يرفع أداء الروبوتات بنسبة 30%، بينما يُتوقع ارتفاع الهجمات عليها بنسبة 50%.
وأضاف أن سوق تعلم الآلة في الأمن السيبراني قد يبلغ 13.7 مليار دولار، بينما يُتوقع أن يصل سوق التعلم الآلي للأمن السيبراني إلى 9 مليارات دولار.
ونبّه إلى أن 90% من المؤسسات تعرضت لانقطاع بالخدمات بسبب هجمات الفدية، التي زادت في العالم العربي بنسبة 300% وتمثل 40% من مجمل الهجمات، كثير منها بدوافع سياسية.
كما حذّر من تراجع استثمارات التكنولوجيا عالميًا بنسبة 15% بسبب التوترات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الخسائر السنوية للهجمات السيبرانية تبلغ 10 تريليونات دولار، ما يجعلها خامس أكبر تهديد عالمي.
واختتم بالتأكيد على أن 8 دول عربية تندرج ضمن الفئة الأولى في مؤشر الأمن السيبراني العالمي، مشيدًا بالجهود العربية في سد فجوة الكفاءات ودعم السيادة الرقمية.
محمد بن عمر: تسارع التحول الرقمي يزيد من تعقيد الهجمات السيبرانية
وأشار محمد بن عمر مدير المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات إلى أن المؤتمر أصبح منصة إقليمية بارزة لتعزيز التعاون العربي في مواجهة التحديات السيبرانية وبناء مجتمع رقمي آمن ومستدام.
وأكد أن تسارع التحول الرقمي يزيد من تعقيد الهجمات السيبرانية، موضحًا أن المنطقة العربية أصبحت من بين الأكثر استهدافًا عالميًا، حيث بلغ متوسط تكلفة الحادث السيبراني عام 2024 نحو 8.75 مليون دولار، أي ضعف المتوسط العالمي، مع وجود فجوة في الكفاءات تُقدَّر بـ322 ألف متخصص.
ووجه دعوة لتعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية لبناء مستقبل رقمي عربي آمن.
نورة فطيس: إطلاق مسابقة لأفضل بحث أكاديمي عربي في الأمن السيبراني
وأكدت نورة فطيس الأمين العام المؤسس للرابطة العربية للأمن السيبراني، أن مشاركتها تأتي استجابة لحاجة ملحّة لتعزيز حماية المجتمعات والاقتصادات العربية في ظل تصاعد التحديات الرقمية، مشددة على أن الأمن السيبراني أصبح قضية سيادة واستقرار مجتمعي، وليس مجرد شأن تقني.
وكشفت فطيس عن تعاون الرابطة مع حلف الناتو واعتراف رسمي من الأمم المتحدة، لتصبح أول منظمة عربية ضمن منظومة الحوكمة الرقمية العالمية، ما يمثل نقلة نوعية في ترسيخ البنية التحتية والدبلوماسية السيبرانية عربيًا.
كما أعلنت عن إطلاق مسابقة لأفضل بحث أكاديمي عربي في الأمن السيبراني، ودعت إلى تأسيس منصة عربية موحدة لتطوير الكفاءات السيبرانية وبناء مستقبل رقمي آمن وشامل يعكس طموحات المنطقة.
القوات المسلحة: التهديدات السيبرانية باتت تمثل خطرًا وجوديًا
وأكد العميد شريف رضوان، ممثل القوات المسلحة المصرية، خلال كلمته في افتتاح CAISEC’25، أن التهديدات السيبرانية باتت تمثل خطرًا وجوديًا يتجاوز سرقة البيانات ليهدد الأمن القومي والبنى التحتية للدول، مشددًا على أن الأمن السيبراني يجب أن يُدار كملف استراتيجي يشمل التشريع، والتوعية، وبناء القدرات.
وأشار إلى أن السيادة الرقمية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من مفهوم السيادة الوطنية، داعيًا إلى تطوير حلول محلية تحقق الريادة الرقمية، واختتم بتأكيد أهمية المؤتمر كمنصة لتبادل الرؤى وتعزيز الشراكات نحو فضاء رقمي أكثر أمانًا.
محمد حمد الكويتي: الأجيال العربية الشابة تتميز في المؤشرات الدولية
أكّد الدكتور محمد حمد الكويتي رئيس المجلس السيبراني بالإمارات، أهمية تعزيز التعاون العربي في مواجهة الهجمات السيبرانية المتطورة، ومنها هجمات “Zero Day”.
وأوضح أن استراتيجية الإمارات للأمن السيبراني ترتكز على 5 محاور: الحوكمة، بناء التقنيات والكوادر الوطنية، الدفاع المستمر، الابتكار المحلي، والشراكات مع المجتمع والدول.
وأشاد بتميز الأجيال العربية الشابة في المؤشرات الدولية، مؤكدًا ضرورة تطوير التكنولوجيا بما يخدم الاحتياجات الوطنية.